دعت لجنة الحكام إلى اجتماع طارئ على خلفية تداعيات أخطاء الحكام وكوارثهم في الجولة الماضية، وإذا كان الاعتراف بالأخطاء والنقد الذاتي أحد أوجه العلاج شريطة ان لا تتضاعف الإخفاقات، فالإصرار على ارتكاب مثل هذه الأخطاء يعد امراً غير مقبول بل هو وسيلة من وسائل الضحك على الذقون ومحاولات امتصاص الغضب وتهدئة الشارع الرياضي على طريقة تعاطي المريض للمسكنات من دون علاج المرض، ومن واقع تجارب سابقة واجتماعات تحكيمية ماضية واعترافات تزيد بعدها الكوارث فالاجتماع الجديد لن يأتي بأي حلول، من الممكن ان يخرج المهنا واعضاء لجنته والحكام ويبصمون على السقوط التحكيمي غير المسبوق في تاريخ الكرة السعودية، ولكن ماذا تستفيد الأندية من هذه الاعترافات اذا كانت المشكلة مستمرة والأندية تتضرر والرياضة تتشوه والمنافسة يتم نحرها بصورة خاطئة وراية مهزوزة؟ هل سنسمع بعد الاجتماع تعويضا لمتضرر واعادة للمباريات التي واكبتها الاخطاء، هل سيقدمون لنا حلولا ناجعة وعلاجا يحفظ ماء الوجه فيما تبقى من منافسات الموسم، هل سيأتون بحكام جدد غير تلك الفئة التي شوهت الدوري ودفعت بالرياضة الى الوراء؟، طيب خرج الهويش والاحمري وعواجي وآل زاهر ومظفر وبقية جيل الاخفاق خلال الاجتماع واعترفوا بالكوارث وسوء ادارتهم للمباريات ما الذي ستفعله اللجنة، وماهي الخطوات المتبعة للحيلولة دون تكرارها؟، كل المعطيات تقول ان نتائج هذا الاجتماع لن تختلف عن نتائج الاجتماعات السابقة وهي نتائج ينطبق عليها المثل العامي (لا طبنا و لاغدا الشر). من يقيّم الحكام.. وما هو تاريخه.. ولماذا لا يُستعان ب«الأجانب» لإيقاف العبث؟ استمرار الكوارث التحكيمية يعكس احد امرين (وقد اشرنا لذلك مرات عدة)، افلاس اللجنة وعدم قدرتها على معالجة الاوضاع المتدهورة وايجاد الحلول الكفيلة بعدم تكرار الاخطاء، او ان ما يحدث يتم باطلاعها ومعرفتها وبالتالي هي تريد للوضع ان يستمر كما هو (لا تعديل ولا تبديل)، وهنا يتضح عدم حرصها على تحقيق المصلحة العامة والسير باتجاه واحد وترك القطبان يتخبط والسفينة تغرق، ما يحدث امر غير طبيعي ومع الاسف ان ذلك تلا تهديدات سابقة للجنة وحكامها بطريقة غير مسبوقة، وهناك من قال ان بعض رؤساء الأندية سيرتكب كارثة بحق التحكيم لو خسر ناديه، وهو تهديد مباشر وصريح، ومادام اللجنة تقف في مكان العاجز المغلوب على امره فيفترض على الاتحاد السعودي لكرة القدم وجمعيته العمومية التي تخصص بعض اعضائها بالإساءة للأندية المنافسة عبر الصحف ووسائل الاتصال الحديثة ان تتحرك وان يعلن وتبرز دورها في معالجة السقوط، اما بمساندة اللجنة ودعمها بما تحتاج ماديا ومعنويا، او حلها وتشكيل لجنة جديدة نضمن معها خلو منافساتنا من الكوارث التحكيمية غير الطبيعية، وليس من العيب ان تتم الاستعانة بطاقم اجنبي يتكون من رئيس ومساعدين اجانب يرتبون الاوراق ويرسمون خطط تطوير التحكيم والاخذ بيده الى بر الامان وكسب لو قليل من رضا وقبول الشارع الرياضي، فما يرتكبه جيل الهويش والاحمري والستري والعمري وعواجي (الذي كان املا فتحول الى سراب) وغيرهم شيء لا يصدق، ولا يسكت عنه الا من تروق له مثل هذه الاخطاء ويتمنى استمرارها. كيف نطلب العون من جيل غير مؤهل.. وأسماء اقترنت مسيرتها بالإخفاق؟ أندية وإدارات كانت تشتكي وتتهم التحكيم السعودي بتجيير البطولات الى أندية، بل انها تعاير الأندية الاخرى انها لولا التحكيم المحلي لما حققت البطولات علما ان الكوارث التحكيمية منذ تأسيس لجنة الحكام السعودية لم تصل الى مستوى كوارث 2013-2014م، اما الان فالتزمت الصمت وصارت تطالب بدعم الحكم السعودي وانه محل الثقة، ويبدو ان الوضع اعجبها كثيرا وتأمل ان يستمر حتى لو أكل الاخضر واليابس وعصف بالكرة السعودية. في أي دولة بالعالم حتى المتأخرة رياضيا يكون لديها على الاقل من ثلاثة الى خمسة حكام يسمون "النخبة" تتم الاستعانة بهم للمواجهات الصعبة ويكونون سفراء مؤثرين لبلدهم في المنافسات الخارجية، في الجيل التحكيمي السعودي لا يمكن ان تعتمد على حكم واحد، ان قدم اداء جيدا في مباراة واحدة واحتفل بنجاحه الاعلام والجمهور خذلهم في عشرات المباريات ولنا في مرعي عواجي حكم نهائي كأس الملك العام الماضي خير برهان، حتى القوام الجيد لا نجده لدى الحكم السعودي وهو عامل مساعد حتى في احترام اللاعبين للحكم، عودوا الى الحكم الايطالي الذي قاد الهلال والاهلي، والحكم البولندي الذي ادار مواجهة الاتحاد والاهلي، كيف هو قوامهما وطريقة فرضهما لشخصيتيهما على اللاعبين منذ الدقيقة الاولى، مع الاسف لا يمكن ان تجد أي حكم يتمتع بقوام عبدالرحمن الموزان وعبدالله الخالدي وعبدالرحمن الزيد وعلي الطريفي وعلي ابو جسيم وجمال الغندور وناجي الجويني وعبدالرحيم العرجون وجمال الشريف وجاسم مندي، وهذا يعكس امراً مهماً وهو ان من يختار الحكام غير ملم بأساسيات الحكم، حتى صرنا نشاهد معظم الجيل الحالي وهو يقود المباريات وكأنه ينظر إلى الارض. يالجنة المهنا استمعوا الى صوت العقل ولغة المنطق ونبرة الغيرة وراعوا المصلحة العامة فأدواتكم مستهكلة وأسلحتكم غير فاعلة وحججكم ضعيفة وعملكم غير مثمر، واجتماعاتكم وورشكم بل لا فائدة، ما تفعلونه لا يضر بالأندية والرياضة معا ولكنه يضركم ويسقطكم بالدرجة الاولى ويتيح لكل متربص التهكم برياضة الوطن، حتى المراقب التمكن والمقيم المميز غير موجدين، لماذا؟ لأن كل من أدار مباراة واحدة او علق الشارة الدولية حتى لو لم يدر لقاء خارجيا واحدا زججتم به مقيما ومراقبا لحكام افضل منه بكثير، لا يمكن لطالب ان يحاضر على الاستاذ، ولا يمكن لمتواضع الامكانات ان يتبنى المواهب ومن ينتظر منهم البروز، كيف ينتظر من حكم كل تاريخه اخطاء ومسيرته مشاكل وتحفظات كبيرة من الأندية والشارع الرياضي ان يعد جيلا مميزا وقاعدة تحكيمية تتسلح بالموهبة والثقة والخبرة والاداء التصاعدي، لنجح فقط داخليا انما يكون لحكامها صولات وجولات على المستوى القاري والدولي، هذا مع الاسف غير متوفر حاليا لدى لجنة المهنا حتى لو صرحت ببعض الاسماء المحروقة وحاولت ان تقنع الجميع بحضورهم وانهم هم مستقبل التحكيم. ما يحدث أمر مزعج للجميع، والغريب ان الاخطاء تصب في صالح اتجاه معين وكأن الأمر مخطط له، مما يثير التساؤلات، ويجلب الحيرة والخوف من المستقبل، والمضحك ان هناك من يحاول تزوير الحقائق وان انديتهم لم تستفد من التحكيم عكس أندية اخرى في الوقت الذي كانت الاخطاء التي ارتكبت لصالحها عبارة عن اهداف وركلات جزاء تغير مسار المنافسة، بينما الاخطاء التي لم تحتسب ضد المنافسين مجرد اخطاء داخل الملعب، ونظن انكم بذلك ستعرفون من المستفيد ومن المتضرر!!