من المعتاد أن يتم إطلاق لقب رواد الأعمال على الأشخاص المبادرين في حياتهم، وفي المقابل يتم إطلاق وصف الموظفين على الأشخاص التابعين في حياتهم المهنية والذين دائماً ما يكتفون بالأوامر الصادرة من مديريهم. ليس بالضرورة أن يكون رائد الأعمال صاحب شركة ناشئة ولكن من الممكن أن يكون شخصاً يعمل في مؤسسة ما لكنه رائد في منصبه. والخلاف هنا ينشأ من الفرق في التعامل مع المشاكل والمهام التي يقوم بها كل من رواد الأعمال وكذلك الموظفون، في هذا التقرير نرصد 7 اختلافات رئيسية بين رواد الأعمال والموwظفين. 1- الموظفون يقومون بتحسين نقاط ضعفهم، في حين أن رواد الأعمال يقومون بتقوية مهاراتهم: دائماً ما تجد في المحاضرات والكتب المتعلقة بتنمية الذات التي يحث أصحاب الشركات والمديرون في المؤسسات الموظفين لديهم على الاطلاع عليها. وهذه الكتب دائماً ما تجدها تتحدث عن تنمية نقاط الضعف لدى الإنسان، وهو ما يقوم به الموظف حتى يكون عند حسن ظن صاحب العمل أو مديره. وتنمية نقاط الضعف عملية تستهلك الكثير من الوقت وكذلك نتائجها محدودة للغاية، ومهما عمل الإنسان على تنمية نقاط ضعفه فسيصل إلى مرحلة معينة من الاكتفاء وعدم القدرة على الاستمرار. في المقابل، يمتلك رواد الأعمال خيار العمل على الأشياء التي تهمهم بالفعل والتي يحبونها ويجيدون العمل عليها، ويقضون الوقت ليس في تحسين نقاط ضعفهم فحسب وإنما تنمية مهاراتهم في المجالات التي يحبون العمل فيها. عملية تنمية المهارات أسرع بكثير من تحسين نقاط الضعف، ونتائجها غير محدودة فيما يتعلق بما يمكن أن يقوم به رائد الأعمال من مهام، اعتماداً على مهاراته الشخصية. 2- الموظفون يبحثون عن أسباب للتملص من المسؤولية، ورواد الأعمال يفعلون العكس تماماً: الأخطاء التي يقع فيها الإنسان في عمله قد يكون هو المتسبب فيها بشكل كبير، وقد تكون بسبب مؤثرات خارجية. وعند حدوث مشكلة، فإن أول ما يبحث عنه الموظفون هو أحد الأشخاص أو الأسباب لإلقاء اللوم عليها بدلاً من تحمل المسؤولية. وفي المقابل، يدرك رواد الأعمال أن المشاكل فرص لما هو أكبر، والتعلم من حل المشاكل والتعامل معها كنز لا يقدره إلا من يعرف قيمته، لذا لا يلقي رواد الأعمال باللوم على أحد وإنما يبادرون بالعمل على المشكلة ومحاولة حلها قبل أن تتفاقم. 3- رواد الأعمال يركزون على مهمة واحدة، والموظفون يقومون بعكس ذلك: قد يعمل رواد الأعمال على أكثر من مهمة في نفس الوقت وهو ما يتطلبه منهم عملهم في معظم الأحيان، لكنهم رغم ذلك يقومون بترتيب أولوياتهم والانتهاء من مهمة واحدة بشكل كامل وجيد قبل البدء بمهمة أخرى. في المقابل، يقوم الموظفون بعدد من المهمات في نفس الوقت والنتيجة أنه لا توجد مهمة واحدة منهم تنتهي بالشكل المثالي أو المطلوب. رواد الأعمال يدركون أن القيام بعدة أشياء في نفس الوقت وعدم القيام بواحد منها بالشكل المطلوب يمثل فشلاً في حد ذاته. 4- رواد الأعمال يدركون قيمة المخاطرة أما الموظفون فعلى النقيض تماماً: الفرص الكبيرة تأتي بعد مخاطرة كبيرة، تلك الحقيقة في عالم الأعمال يدركها رواد الأعمال جيداً، لذا يقومون بالمخاطرة كثيراً على أمل الحصول على فرصة العمر التي ينتظرونها. في معظم الأحيان لا تكون نتائج المخاطرة كما تمناها رواد الأعمال، لكنهم يتحملون المسؤولية ويبدؤون بالمخاطرة من جديد. في المقابل، يكتفي الموظفون بالمتاح أمامهم وهذا لا يؤدي إلى فرص كبيرة على الإطلاق وإنما يجعلهم يدورون في فلك الفرص المتاحة أمامهم دائماً. 5- رواد الأعمال يتربحون من النتائج والموظفون يتربحون من الأدوار:غالبا ما تكون الأدوار التي يقوم بها الموظفون مصممة لغرض معين، وهي عبارة في غالب الأحيان عن ترس في ماكينة عمل ضخمة يؤدي فيها الموظفون جزءا محددا، وعلى هذا الأساس يكون التعاقد بين صاحب العمل وبين الموظف. يحصل الموظف على مقابل مادي في نهاية الشهر مقابل القيام بدور من تلك الأدوار بغض النظر عن النتائج. في المقابل، يتربح رواد الأعمال من النتائج، يقومون بكل شيء ممكن حتى يصلوا إلى النتائج المرجوة لأنهم يعلمون أنه لا يوجد من يدفع لهم نظير القيام بأدوارهم ما لم تكن هناك نتائج صحيحة. 6- الموظفون يبحثون عن الاستقرار أما رواد الأعمال فيبحثون عن الفرص: الاستقرار الوظيفي لفترة طويلة من الوقت بدون وجود خطر الإقالة من العمل هو الحلم الأساسي لكل موظف، حتى ولو كان العائد من الوظيفة قليلا أو حتى كان لا يحب ما يقوم به. في المقابل يبحث رواد الأعمال عن الفرص، وهذا يتطلب منهم التحرك من مدينة إلى أخرى وربما من دولة إلى أخرى، والانتقال من مجال عمل إلى مجال آخر فقط لأن هناك فرصة بالانتظار. 7- الموظفون يقومون بالمهام بشكل يومي أما رواد الأعمال فيخططون: رواد الأعمال يعرفون حصيلة ما يقومون به من مهام على المدى الطويل، ولذا يمتلكون خططاً سنوية للعمل. في المقابل، يكتفي الموظفون بالقيام بالمهام اليومية دون التفكير في القادم، وهذا يجعلهم عرضة لعدم التكيف مع الصدمات التي يفرضها مجتمع العمل كأن يتعرض أحدهم للإقالة على سبيل المثال.