لا تزال الأزمة السورية محل اهتمام وموضع نقاش في الصحف العربية، حيث سلطت بعض الصحف الضوء على دور اللاعبين الرئيسيين في الأزمة، خاصة روسيا والسعودية وتركيا. انتقدت بعض الصحف إعلان المملكة العربية السعودية نيتها إرسال قوات برية إلى سوريا وكذلك التهديد التركي بالتدخل العسكري في حال استمرت القوات الكردية بالتقدم نحو الحدود التركية. يأتي هذا فيما واصلت صحف أخرى انتقاد الدور الروسي في تصعيد الأزمة. تدخل عسكري محتمل في صحيفة النهار اللبنانية، يتساءل سركيس نعوم عن أهداف أي تدخل عسكري محتمل للسعودية وتركيا في سوريا، متهما كلتا الدولتين بالتبعية للولايات المتحدة الأمريكية. يقول الكاتب: ما لا يمكن فهمه حتى الآن هو ما الذي ستقوم به أنقرة والرياض عسكريّاً؟ ربما لا يعرف المسؤولون في العاصمتين ذلك حتى الآن لأنّهم يتشاورون في شأنه ويعدّون له ويتباحثون فيه مع الراعي الأكبر لهم أي أمريكا. وحول نفس الموضوع، تساءل مهنا الحبيل في صحيفة الوطن القطرية عن مغزى ذلك التدخل العسكري المحتمل، قائلاً: هل هو لتغيير ميزان عسكري جغرافي في منطقة حلب، أم تعزيز لميدان الثوّار في كل الشمال؟ حيث إن الرياض وأنقرة قد أدركتا فيما يبدو أن سقوط حلب في يد الإيرانيين، يعني دحرجة مشروع داعش والتقسيم عليهما، أمر حتمي. أما في صحيفة الثورة السورية، فقد حذر حسين صقر كلا من السعودية وتركيا من شن حرب على سوريا، داعياً الدولتين إلى التراجع عن هلوساتهما. يقول الكاتب: الفرص تقترب أكثر من أي وقت مضى للشريكين الوهابي (في إشارة إلى السعودية) والعثماني (في إشارة إلى تركيا) كي يتراجعا عن أفكارهما وهلوساتهما، والضجيج الذي أحدثاه بالتهديد بشن حرب على سوريا، والوقت الذي يمر ليس لمصلحتهما بالتأكيد، ولابد من إعادة الحسابات بدقة، قبل أن تبدأ النار بالهشيم. الدور التركي والروسي وتركيزا على الدور التركي في سوريا، يرى محمد نور الدين في الخليج الإماراتية أن تركيا أدركت أنه لا يمكن القيام بدور فاعل ومؤثر في المنطقة من دون أن تدخل إلى المنطقة وتكون جزءاً منها. يقول الكاتب: لا شك أن التطورات الأخيرة في سوريا قد سلطت الضوء من جديد على الأخطاء الاستراتيجية التركية في طريقة التعامل مع الأزمات المنبثقة منها. في رأس هذه المشكلات العلاقة مع أكراد سوريا وخصوصاً حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يرأسه صالح مسلم. لقد عملت تركيا على استبعاد الحزب من جنيف 3، لكن الفوبيا الكردية لدى أنقرة بلغت ذروتها من تهديد تركيا بالتدخل في سوريا عسكرياً في حال استمرت قوات الحماية الكردية بالتقدم في منطقة أعزاز ومنغ وتل رفعت. وفي نفس السياق، ينتقد أحمد الطاهر في صحيفة الوفد المصرية الدور التركي في سوريا، حيث يقول: تركيا مع بعض الدول العربية.. للأسف.. تحشد الحشود لكي تنهش آخر ما تبقى في الجسم العربي المنهار بحجة حرب داعش.. وهي عميلة من صنع داعش... وروسيا في الجانب الآخر مع إيران وحزب الله.. وبقية الشيعة هنا وهناك تسارع في الإجهاز على القوة المتبقية من المقاومة للأسد الذي تحول إلى وحش بغيض شرس يأكل شعبه ويخرب بلده من أجل بقائه على كرسي الحكم. وحول الدور الروسي في سوريا، انتقد راجح الخوري في النهار اللبنانية ما أسماه بـالتهويل الروسي في الأزمة، قائلاً إن هذا التهويل يتصاعد على جبهتي الحرب الباردة والحرب العالمية. وحذر الكاتب من أن التورط المتزايد لروسيا في شن حرب تستهدف المعارضة وتقتل من المدنيين السوريين أكثر مما تقتل من الدواعش يمكن أن يمنى بالفشل إذا حصل أي تدخل عسكري من قبل قوى أخرى مثل السعودية وتركيا.