×
محافظة المنطقة الشرقية

مسئولي #البجادية يتهربون من مسئولية الآبار المكشوفة

صورة الخبر

العنوان أعلاه جملة لا زالت تعتصر القلوب الماً واسى على أرواح تذهب ضحية لحوادث مروّعة ترتكب على بعض الطرقات في ربوع بلادنا الحبيبة، ما بين ساعة واختها تنقل لنا الأخبار تفاصيل مجزرة وصوراً لأشلاء وجثث ودماء طاهرة مبعثرة، والأبشع أن ترى الجثث محترقة جراء اشتعال النار بالمركبات بسبب الارتطام بالمواجهة المباشرة وهما بحالة سرعة عالية على طرق يفترض أنها جعلت لراحتهم لا لهلاكهم جماعات وأفراداً نتيجة لأخطاء يرتكبها قائد سيارة متهور أو جاهل بأصول القيادة أو من خانه حسن التقدير للمسافة بينه وبين السيارة المقابلة فيحدث الارتطام المروّع المُبعثر لأجساد المرافقين ممن أحسنوا الظن بقائد مركبتهم فاطمأنوا إلى حين حدوث ما لم يفطنوا له، سواء من قائدهم أو من قائد المجموعة المقابلة، فكلاهما يرتكبان أخطاء تساهم في حدوث هذه الفواجع لأنهم في البداية يعلمون أنهم يعبرون طرقاً غير ذات مواصفات تتيح لهم السرعة والتجاوزات الخاطئة التي تحصد هذه الإعداد من الأرواح، فأكثر الحوادث التي تناولتها الاخبار خلال الفترة الماضية تشير إلى أنها حدثت في طرق مزدوجة المسارات أي أن الذاهب والقادم يسيران على خط مسفلت واحد يمران بجانب بعضهما لا يفصلهما سوى فاصل ضيق، وهذه الطرق تكون بين هجر وقرى ويرتادها أكثرية من قليلي الخبرة بالقيادة السليمة وممن لا يدركون مخاطر الطرق من كبار السن حديثي العهد بالقيادة أو من شباب ومراهقين اعتمد عليهم أهلوهم في المواصلات وقيادة المركبات للضرورة ولاعتقادهم أن قيادة المركبة مهمة سهلة على هؤلاء الفتيان مما يرون من مغامراتهم ومناوراتهم بين حين وآخر في أنحاء القرية أو بين الشعاب والوديان فقاسوا عليها بقية الطرق وسلموهم مفاتيح السيارات وتركوا لهم صلاحية تنقلات بقية أفراد الأسرة داخل مركبة واحدة مما زاد من حجم الحوادث والفواجع وبالتالي أعداد الجنائز، وهي في المحصلة الأخيرة خسائر وطنية بشرية واقتصادية وفي كل اتجاه، علاوة على النتائج المأساوية من يتم وإعاقات وترمّل إلى آخر قائمة حسابات الخسائر التي لا يدركها بعض المتهورين لأنهم لا يقيسونها بمجمل الحوادث بل لا يحسبون سوى ما جرى لهم ويغيب عن مخيلتهم تلك القوائم من المفقودات والخسائر والتكاليف الطائلة التي يدفع حسابها مجتمعهم على مدى أطول وليس في حادث أو حوادث فترة محدودة بزمن قصير، وثمّت حوادث يرتكبها شباب يفترض أنهم على قدر من الوعي والإدراكهذه المخاطر حيث أفادت الأخبار أن شباباً ينطلقون بعد الخروج من الجامعات ومعاهد التدريب نهايات الأسبوع متجهين إلى قراهم وأهليهم يحدوهم الشوق إلى ذويهم وأصدقائهم فيقودون سياراتهم بأساليب خاطئة ويرتكبون مخالفات وتجاوزات قاتلة يدفعون أرواحهم ثمناً لها ويفجعون الأهل والأحباب بفقدهم، ويخسر الوطن والمجتمع في كل حادث جملة من شبابه ممن يعقد عليهم الأمل بأن يكونوا لبنات لبناء أرسى وأفضل لمجتمع متطلع لحياة زاهرة يقودها هؤلاء الفتيان فهم عماد المستقبل وأمله المنتظر، غير أن البعض منهم لم يدركوا بعد هذه المعاني الجميلة بحق أنفسهم وحق ذويهم ووطنهم، بقي أن أعيد التأكيد بأن الحاجة تدعو إلى إعادة النظر بأوضاع الطرق بين المحافظات والأرياف لتناسب المرحلة التطويرية الشاملة.