الرباط: حاتم البطيوي يحتفل المغرب يوم غد (الثلاثاء) بحلول الذكرى الرابعة عشرة لتولي الملك محمد السادس مقاليد الحكم، عقب وفاة والده الراحل الملك الحسن الثاني صيف 1999. وستجري الاحتفالات الرسمية في مدينة الدار البيضاء. وهذه أول مرة تحتضن فيها العاصمة الاقتصادية للمغرب احتفالات عيد الجلوس منذ عام 1999. وسيوجه الملك محمد السادس بالمناسبة خطابا إلى الأمة، حيث جرت العادة أن يحدد فيه الخطوط الكبرى للسياسات العامة للبلاد، بالإضافة إلى عرض حصيلة مركزة بشأن أبرز الإنجازات المحققة في غضون السنة الماضية في أهم القطاعات. يذكر أنه جرت العادة أيضا أن يحتفل الملك محمد السادس بعيد الجلوس في مدينتي طنجة وتطوان (شمال)، كما سبق له أن احتفل بنفس المناسبة في مدينة فاس (2008). ولم يجر الاحتفال في العاصمة منذ تولي الملك محمد السادس الحكم إلا مرات معدودة. ويرأس الملك محمد السادس مساء غد بالقصر الملكي في الدار البيضاء حفل استقبال رسمي يحضره أعضاء الحكومة المغربية وكبار رجالات الدولة مدنيين وعسكريين، وزعماء الأحزاب السياسية، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في الرباط، وضيوف الملك الأجانب، ورجالات وممثلو المجتمع المدني وممثلو الجالية المغربية المقيمة في الخارج. من جهة أخرى، توقعت مصادر مطلعة أن يرجأ حفل الولاء إلى ما بعد شهر رمضان، حيث يجدد فيه الولاة والعمال (المحافظون)، ورؤساء المناطق والبلديات والمنتخبون، ولاءهم لعاهل البلاد، وتجدر الإشارة إلى أنه في صباح نفس يوم حفل الولاء يترأس العاهل المغربي حفل تخرج أفواج الضباط من مختلف المدارس العسكرية والأمنية المغربية. وتقترن المناسبة بإجراءات عفو يصدرها العاهل المغربي يستفيد منها سجناء ومعتقلون على خلفية قضايا محددة. ويأتي الاحتفال بعيد الجلوس هذا العام في ختام زيارات ميدانية قام بها الملك محمد السادس للمنطقة الشرقية ومنطقة الريف وصولا إلى تطوان، وهي زيارات هدف من خلالها العاهل المغربي كعادته إطلاق مشاريع تنموية ومتابعة أخرى سبق له أن أعطى انطلاقتها في وقت سابق. ومنذ ارتقائه سدة الحكم حرص ملك المغرب على نفض غبار التهميش والجمود التي طالت مشاريع التنمية في المنطقتين الشرقية والشمالية، بحيث وضع الاهتمام بهاتين المنطقتين ضمن أجندة أولوياته. يذكر أن الملك محمد السادس زار المنطقتين عشرات المرات منذ عام 1999 مثلما تعددت زياراته لمختلف مناطق المغرب، وذلك في سياق تتبعه عن كثب لمسار ووتيرة إنجاز المشاريع المبرمجة ضمن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تروم إخراج مناطق كثيرة من بؤر الفقر والهشاشة والتخلف. وحرص الملك على جعل نفسه قريبا من شعبه، هذا إلى جانب رغبته في كسب رهان القضاء على أي هوة يلمسها القادم من أوروبا بين الضفة الشمالية للمتوسط وشمال المغرب. «الشرق الأوسط» تسلط بالمناسبة الأضواء على المسار الزاخر بالإنجازات التي عرفها عهد الملك محمد السادس، وأوراش الإصلاح الكبرى لتغيير وجه المغرب، وذلك بمساهمة فاعلين سياسيين وكتاب وإعلاميين. وفيما يلي نص المساهمات.