أطلقت الولايات المتحدة، أخيراً، برنامجاً لتطوير رقاقات تسمح لعقل الإنسان بالتخاطب مباشرة وبدقة مع أجهزة الكمبيوتر، من خلال تحويل اللغة العصبية إلى لغة رقمية ثنائية تستخدم من قبل أجهزة الكمبيوتر. وقد طورت القوات الأميركية هذه الرقاقات القابلة للزرع بموجب مشروع جديد أطلقته في الآونة الأخيرة. مرضى الدماغ وتهدف عملية الزرع العصبية هذه إلى تسريع طريقة استخدامنا لجهاز الكمبيوتر، وتعد بعالم جديد من الأجهزة يمكن أن يدار من خلال التفكير فقط. وبحسب وكالة الدفاع الأميركية للبحث المتقدم، فإن الرقاقة المعروفة باسم دابرا ستغطي اللغة الكهروكيميائية التي تستخدمها الخلايا العصبية في الأرقام الثنائية المستخدمة من قبل الأجهزة. وأطلقت العسكرية الأميركية برنامجاً لتطوير الرقاقات التي ستسمح لعقل الإنسان بالتخاطب مباشرة وبدقة مع أجهزة الكمبيوتر. الأجهزة ستحول المعلومات الكيميائية العصبية التي تنتجها خلايا المخ وتحول البيانات الكيميائية العصبية التي تنتجها خلايا الدماغ إلى لغة رقمية ثنائية تستخدم من قبل أجهزة الكمبيوتر. وقالت الوكالة إن الرقاقة صغيرة جداً. ويمكن استخدامها لمراقبة المرضى الذين يعانون من إصابات في الدماغ. وبينما تتسرب هذه الرقاقات من خلال الخلايا الناعمة عندما تصل إلى نهاية عمرها، فإن ذلك يعني أن لا حاجة لإخراجها من خلال عملية جراحية. مثل هذه الواجهات العصبية تحاول ضغط البيانات الموجودة في الدماغ من عشرة آلاف مرة واحدة خلال 100 قناة. وقال فيليب ألفيلدا، مدير برنامج الهندسة العصبية لتصميم النظم، إن التقنية تهدف إلى التغلب على المشكلات التي تواجهها محاولات الاتصال. اكتشاف نشاطات الدماغ وبينما يمكن لهذه الأجهزة اكتشاف النشاطات الإلكترونية الخاصة بالدماغ، فإنها تحتاج من المستخدم أن يركز وأن يقوم بالتدريب اللازم كي يطلق إشارات عصبية يمكن التعرف إليها بسهولة. وقال فيليب ألفيلدا: لدينا اليوم أفضل أنواع الكمبيوترات التي تتعامل مع الدماغ، ولدينا الآن جهازا كمبيوتر فائقان يحاولان التخاطب مع بعضهما بعضاً، وأضاف: تخيل الممكن حدوثه عندما تتيح أدواتنا فتح قناة بين عقل الإنسان والإلكترونيات الحديثة. وأشار بيان على موقع الوكالة الدفاعية، إلى أنه لا تزال هناك تحديات كبيرة يجب تجاوزها قبل أن يتم تحقيق هذا الهدف، بما في ذلك تطوير التقنيات الحاسوبية المطلوبة من أجل التعامل مع حجم البيانات الكبيرة المخزنة. ويشكل المشروع جزءاً من المبادرات المعنية بالدماغ التي أعلن عنها أوباما عام 2013، والتي تهدف لتطوير طرق جديدة للتعامل مع الدماغ ومنع الاضطرابات والإصابات. علاجات جديدة يمكن للمشروع أيضاً، فتح المجال أمام العلاجات الجديدة للاضطرابات العصبية التي يمكن أن تساعد فاقدي البصر والسمع. ويمكن للرقاقة داربا ذات الخواص السمعية الرقمية والبيانات البصرية، أن تدخل بشكل مباشر إلى العقل بدقة عالية. وبينما قد يساعد هذا الأمر المصابين بأمراض دماغية، يمكنه أيضاً أن يزود الجنود بطرق جديدة كي يتسلموا البيانات ويتخاطبوا في مناطق الحرب فكرياً.