بطرس بطرس غالي الذي واتته المنية أمس الأول، عن عمر يناهز الـ94 عامًا، هو السكرتير العام للأمم المتحدة السادس، وأول عربي يشغل هذا المنصب، وهو أحد أبرز الدبلوماسيين المصريين، وأحد أكبر الخبراء الدوليين في الشؤون الإفريقية، وسبق وأن شغل منصب نائب رئيس الوزراء، ووزير دولة للشؤون الخارجية في عهدي الرئيسين السادات، ومبارك. وشاءت الأقدار أن تتزامن فترة رئاسته للمنظمة الدولية مع اندلاع العديد من الأزمات والمآسي الدولية في مناطق عدة في العالم، تحديدًا في كمبوديا، والصومال، ويوغسلافيا القديمة، ورواندا، إلى جانب بؤر التوتر الأخرى في منطقة الشرق الأوسط. وقد حققت بعثته في كمبوديا نجاحًا كبيرًا، ولكن طغت الكوارث في الأماكن الأخرى -خاصة في رواندا، ويوغسلافيا القديمة- وهي كوارث لا يُلام عليها، لكن الإدارة الأمريكية استغلتها ضده. ولعلّ إدانته لإسرائيل في مذبحة قانا كانت وراء استخدام واشنطن الفيتو ضد التجديد له لولاية ثانية. لخّص غالي تجربته في الأمم المتحدة من خلال كتابه «5 سنوات في بيت من زجاج»، الذي كشف فيه عن خفايا معركته الأولى والأخيرة في الأمم المتحدة، التي دارت خلف الكواليس حول قضايا المنطقة والعالم.