بعد انتشار مقطع فيديو لمعلم يضرب طالبا داخل احد الفصول الدراسية، وتفاعل كثير من اطياف المجتمع معه، إلا ان هناك جانبا لم ينتبه إليه احد، ولم يتم التطرق اليه، وهو قيام الطالب مصور المقطع بإحضار جواله للمدرسة وقيامه بتصوير المعلم اثناء ضربه للطالب، وهو أمر مخالف لقواعد السلوك والمواظبة الصادرة من وزارة التعليم. ويؤكد المتحدث الرسمي لتعليم الشرقية، سعيد الباحص، في تصريح خاص لـ اليوم أن هناك قواعد للسلوك والمواظبة الصادرة من وزارة التعليم، وتتضمن اقرارا يوقع من قبل الطالب بعدم التعرض للمخالفات السلوكية ومخالفات المواظبة، وذلك وفق اجراءات وأنظمة محددة. وأضاف: ومن المخالفات وفق القواعد التي تقع في الدرجة الثانية إحضار اجهزة الاتصال الشخصية، أياً كان نوعها إلى المدرسة، حيث يمنع ذلك تماماً. اليوم بدورها التقت عددا من التربويين في مجال التعليم للحديث حول احضار طلاب جوالات إلى المدرسة وأثر ذلك، خاصة وانها تعد مخالفة صريحة لتعليمات وزارة التعليم، حيث قال المحلل النفسي والمتخصص في الدراسات والقضايا الأسرية والمجتمعية الدكتور هاني الغامدي: بعد تكرار حوادث تصوير لأشخاص من آخرين ضمن موقف معين لا نعرف بدايته او نهايته، وإذا ما صح ان التصوير مسوغ لإثبات حادثة بعينها، فإنه ومن الواجب ان يذهب المقطع المصور إلى الجهة التابعة والمعنية وليس نشره، خاصة إذا ما ظهر فيه اشخاص بعينهم، مطالبا بسن نظام يجرم كل من يصور مقطعا عن شخص بعينه او جهة اعتبارية ومحاسبته ضمن مفهوم التشهير. وقال المعلم سيف آل مداوي المتخصص في التوجيه والارشاد: إن إزدياد حالات تجاوز معلمين للأنظمة الادارية المتعلقة بعدم استخدام العنف البدني واللفظي كعقاب للطالب المشاغب، يدلل على وجود خلل لدى الطالب والمعلم، ومن الضروري معرفة الامر عن كثب لوضع الحلول الصحيحة دون ظلم واجحاف في حق طرف على الآخر، ومن المستحسن وضع كاميرات مراقبة في المدارس لضبط النظام ومعرفة الحقيقة بدون تلفيق. وقال المرشد الطلابي بدر الغامدي: يجب معاقبة الطالب الذي صور مقطع المعلم الذي اعتدى على طالب بالضرب، وكذلك معاقبة إدارة المدرسة التي سمحت بإدخال الهواتف الذكية للمدرسة؛ كون ذلك ممنوعا، وبين انه لا يمكن الحكم على المدرس او الطالب قبل انتهاء التحقيق، لأن البيئة الصفية في المدرسة تختلف عن غيرها، والمعلم يواجه عدة صعوبات، ومن ضمنها كثرة الطلاب في الفصل الواحد، بالإضافة إلى اختلاف افكارهم ومستوياتهم الدراسية، فقد يتعمد بعض الطلاب استفزاز المعلم بطريقة تخرجه من طوره، وبعض الاحيان تقطع حبل افكاره في درسه، لافتا إلى ان المجتمع بأكمله تفاعل مع ضرب الطالب بغض النظر عن مسببات انفعال المعلم، ناهيك عن مخالفة طالب بتصوير المعلم.