×
محافظة عسير

"الخالدي" متفقداً جوازات النماص وشعبة بلقرن: استشعروا المسؤولية

صورة الخبر

ساهم لاعبو ويستهام في «تحقيق الفوز بكأس العالم» في 1966، لكنهم أنهوا الدوري في المركز الـ12، خلف البطل، ليفربول، وبطل كأس الاتحاد الإنجليزي، إيفرتون. إليكم مزيدا من الأشياء التي ربما لا تعرفونها عن أعظم أيام الكرة الإنجليزية. وافتتحت إنجلترا البطولة بمباراة فاترة ومتواضعة انتهت بالتعادل السلبي، لكنها أنهت المسابقة بطريقة رائعة، بإسقاط خصم عتيد في مباراة شهدت غزارة في الأهداف، لتفوز باللقب. كان ذلك العام 1966، وصفه المعلق الأسطوري كينيث ولستنهولم المباراة بهذه الكلمات: «إن أولئك المحظوظين بما فيه الكفاية لمشاهدة هذه المباراة سيواصلون الحديث عنها لسنوات وسنوات». لكن لم يكن هذا هو حال من تابعوا المباراة. واقع الأمر أن هذه المباراة بالتحديد ضاعت في غياهب الزمن. إن نهائي كأس العالم محفور إلى الأبد في ذاكرة الأمة. وإذا ما حدث وتركناه يسقط من ذاكرتنا، يتم تذكيرنا به بصورة لا تنتهي، خاصة هذا العام، الذي يصادف الذكرى الخمسين. ومع هذا فالانتصار الذي يصفه ولستنهولم أعلاه ليس ذلك الذي تحقق على ملعب ويمبلي في أواخر يوليو (تموز)، وإنما في غلاسكو في أوائل أبريل (نيسان). وكانت هذه آخر مباراة في البطولة الداخلية الدولية، عندما فازت إنجلترا على اسكوتلندا 4 - 3. لتتربع على قمة ترتيب الدول الأربعة المتنافسة. كان تعليقه التاريخي مناسبا جدا لتوصيف لقب كأس العالم الوحيد الذي فازت به إنجلترا. كما ساهمت كلمات ولستنهولم في نهاية المباراة النهائية - «يظنون أنها النهاية.. هي كذلك الآن»، في محو ذكرى المباراة العصيبة على ملعب هامبدن بارك، كما وقوضت مقولته بأن تلك كانت «مباراة لا تصدق ولن ينساها المرء لوقت طويل، طويل جدا». وقد كانت هذه المباراة بين إنجلترا واسكوتلندا التي لم تحظ بالاحتفال اللائق بها، والتي يتذكرها المرء بالكاد، مبشرة برفع بوبي مور لكأس جول ريميه بعد ذلك ببضعة شهور. ولا شك في أن ألف رامزي (مدرب إنجلترا في ذلك الوقت) أخذ هذه المباراة بجدية. شارك 10 من الـ12 لاعبا الذين حققوا الفوز على ملعب هامبدن بارك بغلاسكو، في نهائي كأس العالم أمام مباراة ألمانيا الغربية. وأمام حشد مذهل من 123.052 متفرجا، مقارنة بالـ96، 924 متفرج الذين امتلأت بهم جنبات ملعب ويمبلي في نهائي كأس العالم - سجل روجر هانت هدفين، بينما استعد غيوف هيرست لثلاثيته التي سجلها فيما بعد في نهائي كأس العالم أمام ألمانيا في يوليو 1966 بإحرازه هدف إنجلترا الأول أمام اسكوتلندا. كانت المباراة أمام اسكوتلندا سجالا، مع بعض القرارات التحكيمية المذهلة على مدار زمن المباراة الدراماتيكية. ويستحق الأمر مراجعة اللقطات البارزة للمباراة لنشعر بالامتنان لمدى حسن حظنا قياسا على معايير التحكيم في أيامنا هذه، ويشمل ذلك بعض القرارات التي لا يمكن تصديقها من جانب حكم المباراة الفرنسي، بعدم احتساب ركلات جزاء لكلا الفريقين. ورغم المراوغات المذهلة من جانب جيمي جونستون والمهارات غير العادية لجيم باكستر، سيطر منتخب إنجلترا، الملقب آنذاك بفريق «العجائب من دون أجنحة»، على المباراة وفاز بلقب البطولة الداخلية ومهد الطريق لمجد جديد بعد بضعة شهور. وبالابتعاد عن المشهد الدولي والتركيز على موسم الدوري المحلي 1965 - 1966، كانت هناك بعض اللقطات التي تم نسيانها مجددا ودفنت تحت نشوة الفوز بكأس العالم. شهدت مباراة كأس الدرع الخيرية، صراعا خططيا قويا من خارج المعلب، بين المدربين مات باسبي (مدرب مانشستر يونايتد) وبيل شانكلي (مدرب ليفربول). انتهت المباراة بنتيجة 2 - 2 على ملعب أولد ترافورد، وذهب الدرع مناصفة إلى بطل الموسم السابق، مانشستر يونايتد، وبطل كأس الاتحاد الإنجليزي لعام 1965، ليفربول. كان جميع اللاعبين الـ22 في تشكيلتي الفريقين من الجزر البريطانية. وكان جورج بيست، الممثل الوحيد من آيرلندا الشمالية، إلى جانب 4 من جمهورية آيرلندا، و7 من اسكوتلندا، و10 من إنجلترا. وبمقارنة هذه الأرقام بمباراة الدرع الخيرية 2015، عندما هزم آرسنال تشيلسي 1 - 0. تجد 4 لاعبين فقط من إنجلترا، وكانوا أقل من اللاعبين الإسبان الممثلين في الفريقين. كما لم يكن في تشكيلتي الفريقين أي لاعب من اسكوتلندا أو آيرلندا، بينما كان أرون رامزي اللاعب الآخر الوحيد من الجزر البريطانية بين اللاعبين الـ22. كذلك كان عام 1966 عاما رائعا على نحو خاص بالنسبة إلى أندية منطقة ميرسيسايد. انتزع إيفرتون بقيادة المدرب هاري كاتيريك كأس الاتحاد الإنجليزي بعد نجاحه في تعويض تأخره بهدفين أمام شيفيلد وينزداي، وإحراز 3 أهداف في آخر نصف ساعة ليفوز بنتيجة 3 - 2 على ملعب ويمبلي في مايو (أيار)، وتقول تقارير صحافية إن كلا من جون لينون وبول ماكارثي عصوي فريق البيتيلز الغنائي الشهير كانا يشاهدان المباراة من الملعب. وربما كان هذا الثنائي هو من ألهم مشجع إيفرتون إيدي كافانغ للقيام بما اختارته صحيفة الأوبزرفر ضمن أغرب 30 لحظة في تاريخ الرياضة. وصفت الصحيفة الواقعة في 2004 كغزو منفرد للملعب، دفع إلى مطاردة على طريقة شرطة كيستون بطول الملعب. واصل كافانغ ركضه ليسخر من شرطة جلالة الملكة، حيث كان يراوغهم باستمرار، بل ورمى بسترته أثناء ذلك. وزاد لاعب إيفرتون، برايان هاريس، من إثارة اللحظة بالتقاطه خوذة أحد الشرطيين الذين سقطوا أرضا أثناء المطاردة، وارتدائها. في نفس الوقت، وعلى الجانب الآخر من حديقة «ستانلي بارك» الشهيرة في مدينة ليفربول، توج فريق ليفربول بلقب الدوري، بعد أن حسم البطولة بفارق 6 نقاط عن أقرب منافسيه ليدز يونايتد، الذي تفوق على بيرنلي بفارق الأهداف، عندما كان الفوز لا يزال يحتسب بنقطتين. كان هذا ثاني لقب للدوري يحرزه ليفربول في غضون 3 سنوات، وحقيقة أن النادي حقق ذلك الإنجاز بفريق قوامه 14 لاعبا فقط يجعله أمرا جديرا بالذكر على الدوام. كان ليفربول صاحب أقوى دفاع، إذ دخل مرماه 34 هدفا فقط في 42 مباراة في الدوري، وكان لاعبه روجر هانت، هداف الدوري بالمشاركة مع ويلي إرفين، برصيد 29 هدفا لكل منهما. على الناحية الأخرى وفي قاع جدول البطولة، قضى فريق نورثامبتون الموسم الوحيد له في الدوري الممتاز. ودفع صعودهم بسرعة الصاروخ من دوري الدرجة الرابعة إلى الدرجة الأولى في 5 سنوات، بمدرب مانشستر سيتي جو ميرسر ليعلق قائلا: «معجزة 1966 لم تكن فوز إنجلترا بكأس العالم، بل وصول نورثامبتون إلى الدرجة الأولى». ورغم نجاح الفريق في التعادل مع مانشستر يونايتد وآرسنال (مرتين) في أول 10 مباريات لهم في البطولة، إلا أنهم يحققوا أي فوز حتى أكتوبر (تشرين الأول)، وكان ذلك مع مباراتهم الـ14، عندما هزموا ويستهام 2 - 1 على ملعب كاونتي غراوند. غير أن الفريق عاد أدراجه إلى حيث أتى بنفس السرعة وانتهى به الأمر للسعي إلى محاولة التأهل من جديد إلى دوري الدرجة الثانية في 1972، في غضون عقد من الزمن كانوا قد لعبوا في كل الدرجات الأربع مرتين. وكان العزاء الوحيد لهذا الفريق الملقب بـ«ذا كوبلرز»، هو أن بلاكبيرن كان يقدم أداء أسوأ بكثير وتذيل جدول المسابقة بفارق كبير، وصل 13 نقطة، لكن نورثامبتون أبدع في الخسارة بنتيجة 6 - 1 أمام بلاكبيرن في وسط الموسم. كذلك كان من ويستهام من أسوأ الفرق في الدرجة الأولى. وبينما يحلو لأنصار ويستهام الإشارة إلى أن ثلاثة لاعبين من ناديهم «حققوا لإنجلترا كأس العالم»، فربما يكون من المدهش نوعا ما أن نكتشف أن ويستهام أنهى الموسم في المرتبة الـ12 من بين 22 فريقا. لكن من النقاط القليلة المضيئة بالنسبة إلى ويستهام، كانت الموسم الأول المشجع لمدافع شاب يبلغ 18 عاما، القادم من منطقة بوبلار بشرق لندن، والذي سجل أول وآخر أهدافه مع النادي في أفضل نتيجة لهم خلال مسيرتهم المخيبة للآمال آنذاك، وهي الفوز 4 - 1 على توتنهام على ملعبه «وايت هارت لين». كان المراهق هاري ريدناب قد بدأ مسيرته ناشئا في صفوف توتنهام، ولهذا كانت لحظة حلوة للمدافع الصاعد. وفي طريق الصعود إلى دوري الدرجة الأولى، كان اثنان من أبطال الدوري، مانشستر سيتي وساوثهامبتون، يشاركان في دوري الدرجة الأولى لأول مرة. وكان البث الحي لمباراة كارديف ضد كوفنتري على ملعب هايفيلد رود، والتي شاهدها 10 آلاف متفرج من أنصار كوفنتري من أكثر التطورات المثيرة في القسم الثاني. نجح البث لكنه لم يتكرر واندثرت الفكرة، وكان بث مباريات البطولة يتم بشكل متقطع بعد ذلك. كان برنامج هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» «مباراة اليوم» ما يزال في بداياته، بعد أن بدأ مع البث الحي لمباراة ليفربول ضد آرسنال على ملعب أنفيلد. ونتيجة لمخاوف أثارتها أندية معينة بشأن تأثر عائداتها من الحضور الجماهيري بفعل البث التلفزيوني، بدأ برنامج «مباراة اليوم»، في أكتوبر (تشرين الأول) 1965، بعد شهرين على بداية الموسم وتم تقييده بـ45 دقيقة فقط ولم يعد من الممكن إذاعته قبل العاشرة مساء، كما كان في موسمه الافتتاحي. ذهب إلى المدرجات نحو 27 مليون متفرج لمشاهدة بطولة الدوري بأقسامها الأربعة الأولى، وكان هذا استمرارا للتراجع العام في الحضور الجماهيري في كرة القدم، الذي بلغ ذروته في موسم 1948 - 1949 بـ41 مليون متفرج. شاهد 12 مليون متفرج بطولة الدرجة الأولى في ذلك العام، وكان هذا يمثل 44 في المائة من إجمالي نسبة الحضور في كافة الأقسام الأربعة. وعلى خلفية انخفاض أعداد المتفجرين، أقنع ألان هاردكر الرئيس التنفيذي للدوري الإنجليزي، الوسط الرياضي بإطلاق كأس رابطة الأندية المحترفة، وكان هذا بدعم كامل من الرئيس جو ريتشاردز. وأخيرا خرجت الفكرة التي يعود توقيت إثارتها للعام 1892، وفقا للمؤرخ الكروي سيمون إنغليس، إلى النور عام 1960. واستفادت كل المباريات، بما في ذلك النهائي، والتي كانت تلعب من جولتين في البداية، من انتشار الأضواء الكاشفة في معظم الملاعب. فاز ويست برومويتش ألبيون ببطولة كأس رابطة الأندية المحترفة عام 1966، أو كأس «هاردكر فوللي» كما أطلق عليها، وذلك بعد تغلبه على ويستهام 5 - 3 بمجموع المباراتين، حيث فاز في جولة الإياب بنتيجة 4 - 1 على ملعب «هورثورنز» ضد فريق كان يضم ثلاثي منتخب إنجلترا، مور وبيترز وهيرست. وكانت هذه آخر مرة يلعب فيها النهائي على جولتين، بينما تم تخصيص ملعب ويمبلي لاستضافة النهائي للمرة الأولى عام 1967، قوبل فوز ويست برومويتش بالبطولة بقدر من السخرية إذ كان من أكبر الأندية التي قاطعت البطولة الوليدة في البداية، ولم يكونوا قد شاركوا في البطولة حتى الموسم قبل الماضي. كما ووصل ويست برومويتش إلى نهائي عام 1967 لكنه خسر بنتيجة 2 - 3 أمام فريق كوينز بارك رينجرز، القادم من الدرجة الثالثة. أعطى الفوز بكأس العالم دفعة للإقبال على حضور المباريات، وشهد الموسمان التاليان زيادة عدد الحضور إلى 30 مليون متفرج، وهو أعلى رقم يتم تسجيله منذ ذروة المشاهدة في فترة ما بعد الحرب. وبحلول 1985، انخفضت الأرقام إلى النصف تقريبا، حيث بلغت 16 مليونا. وفي موسم 2014 - 2015، شاهد 30.2 مليون متفرج مباريات الدوري الإنجليزي، 46 في المائة منهم شاهدوا الدوري الممتاز(البريميرليغ)، وهي نسبة مشابهة للأرقام المسجلة قبل 50 عاما. تغيرت الكثير من الأمور. حققت إنجلترا كل البطولات التي شاركت فيها في يوليو (تموز)، حيث أضافت كأس العالم إلى البطولة الداخلية الدولية. وفي العام التالي، في أبريل (نيسان) 1967. ثأرت اسكوتلندا لهزيمتها على ملعب هامبدن بارك، بتحقيقها واحدا من أشهر انتصاراتها على «العدو اللدود» في ويمبلي، لتسدل الستار على مسيرة إنجلترا الخالية من الهزائم على مدار 19 مباراة، بقيادة رامزي، والتي شملت عام 1966 بأكمله رجوعا إلى أكتوبر (تشرين الأول) 1965. كان ذلك العام الذي لا ينسى.