جوائز الدولة التقديرية دائماً ما تأخذ طبيعة التكريم؛ خصوصاً إذا كانت لكبار السن والتي تقدم على شكل أوسمة أو قلائد، أما الجوائز الاجتماعية فهدفها شيئان هما: إظهار الموهوبين في شتى الاهتمامات والمجالات، وكذلك تشجيع المجتهدين.. وكثرتها في الدولة بمعنى توزعها بين الأقاليم والمناطق يعكس النشاط الاجتماعي المعرفي ورغبة المجتمع في رفع موارده البشرية، لذلك تعمد الدول الغربية لجعل الجمعيات الخيرية تصب أكبر اهتماماتها في هذا المجال، وليس محصوراً في مواجهة الفقر لأن التعليم أكبر عدو للفقر، وأساس التنمية المستدامة قائم على اقتصاد المعرفة. هذه المعاني الراقية والواعية لتشجيع المعرفة والطلبة جعلت شخصية عالية الثقافة وهو الأمير فهد بن خالد السديري يؤسس جائزة تحمل اسم والده الأمير خالد السديري في نجران عندما كان أميراً عليها، ثم انتقلت الجائزة إلى الغاط مسقط رأس العائلة، والسبب أنه لم يكن هناك جائزة تعنى بهذه الرسالة السامية، وشارك في احتفاليتها أهم شخصيات المجتمع بدءاً بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- عدة مرات، والمغفور لهم بإذن الله سمو الأمير سلطان وسمو الأمير نايف، بالإضافة للكثير ممن رعوا هذه المناسبة، ولولا قيمتها لما كان هذا الاهتمام. طبعاً شخصية صاحب الجائزة الأمير خالد السديري هي شخصية وطنية، وكان الدكتور عبدالرحمن الشبيلي -وهو من أنتظر مقالاته التي تتحدث عن أبرز الشخصيات والقصص التاريخية بكل متعة ودقة- قد التقى بالفقيد شخصياً في حوار وألف عنه كتاب "سيرة خالد السديري" استعرض فيه كفاح الفقيد وثقة الملك عبدالعزيز به -رحمهما الله- ودوره في ضم إقليم تيماء للدولة السعودية الحديثة، وأحداث جبل الريث ودوره في احتواء الأزمة هناك، وعلاقته برشيد الكيلاني، ثم توليه منطقة الظهران وعلاقته بأرامكو.. ولا يزال شارع خالد بالخبر يحمل الكثير من ذكراه، إلى نجران واضطرابات اليمن والصراع الجمهوري الملكي بها. شخصية فوق العادة تمتلك المواصفات العسكرية والقيادة التنموية المدنية حيث ساهم في تنمية المناطق النائية، شخصية تجيد التعامل مع الاضطرابات والنزاعات، خدم في الشمال في تبوك والجنوب في نجران، رجل يجيد التعامل مع الجميع باختلاف أعمارهم وطبقاتهم -رحمه الله-، وسيرته العطرة سوف تبقى دائماً ذكرى بين الطلبة الناجحين والمتفوقين.