ما علاقة (استراتيجية سيارات المستقبل) التي أعلنتها وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية عام 2010م باقتصادات دول الخليج؟ لماذا تحرص الدول الصناعية على دعم تطوير سيارات خلايا الوقود الهيدروجينية التي لا تعتمد على البنزين؟ مقالة اليوم تعرف بسيارات المستقبل وتناقش ما يجب علينا عمله حيال ذلك.. ننطلق اليوم من السؤال: ماهي سيارات خلايا الوقود الهيدروجينية؟ لتبسيط الصورة فيمكن القول بأن هذه السيارات تعتمد على إنتاج الكهرباء عبر إحداث تفاعل كيميائي بين الأكسجين في الهواء مع الهيدروجين الموجود في خزان المركبة. ولعدم وجود احتراق فنسبة الطاقة التي يمكن توليدها من الهيدروجين تصل إلى حوالي 83% والتي تعد ضعف الطاقة الناتجة عن البنزين. الأهم من ذلك أن استخدام هذه السيارات لا ينتج عنه ثاني أكسيد الكربون بل ما ينتج هو الماء والكهرباء!! وننتقل إلى السؤال التالي وهو: إلى أي مدى وصلت الأبحاث الخاصة بهذه السيارات؟ أعلنت كل من شركات تويوتا، هوندا وهيونداي أنها ستطرح هذه السيارات بشكل تجاري العام القادم 2015م في الوقت الذي ستطرح فيه شركة نيسان وشركات أمريكية وألمانية هذه السيارت عام 2017م. بكلمة أخرى المستقبل الذي نتحدث عنه لا يفصلنا عنه سوى عدة أشهر!! لكن ما المشاكل التي ستواجه هذا المشروع العالمي لإنتاج سيارات خلايا الوقود الهيدروجينية؟ هنالك عدة تحديات من أهمها انتشار المحطات الهيدروجينية التي تتمكن السيارات فيها من شحن الوقود. وفي هذا الصدد فالخطط المعلنة أن يصل عدد المحطات الهيدروجينة خلال العام 2015م إلى 100 باليابان، 50 بألمانيا، 43 بكوريا الجنوبية و68 محطة بولاية كاليفورنيا الأمريكية. ومن المخطط أن تتيح هذه المحطات شحن السيارة بهذه الطاقة خلال ثلاث دقائق فقط تسمح للسيارة بأن تسير مسافة 500 كلم. التحدي الآخر هو ارتفاع سعر هذه السيارات مقارنة بالسيارات التقليدية. ولكن وحسب ما أوردته مجلة جينداي بيزنس (26/6/2014م) فتدرس وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية أن تقوم بتقديم دعم مالي يصل لنصف تكلفة هذه السيارات بهدف المساهمة في انتشارها ونجاحها. بل وهنالك دراسات لتقديم دعم كذلك لأسعار الوقود الهيدروجيني في محطات الشحن. ويخطط راسمو سياسات مستقبل الطاقة والسيارات في اليابان لأن تصل المبيعات لسيارات خلايا الوقود الهيدروجينية في السوق المحلية إلى حوالي 46 ألف سيارة عام 2020م ومئة وأربعين ألف سيارة عام 2030م. إذن ماعلاقة كل ماذكر بنا في المملكة ودول الخليج؟ إذا ما اعتمدت الطاقة الهيدروجينية فعلياً كوقود أساسي للسيارات والمحركات فسيكون اعتماد الاقتصاد السعودي والخليجي عموماً على النفط تحدياً حقيقياً نتيجة ضعف الطلب المتوقع على البنزين الذي يتم إنتاجه من النفط. وما يجب علينا عمله هو التعجيل في بناء المنظومات الصناعية الوطنية القادرة على المنافسة عالمياً. وبالنسبة للمملكة فالعمل على أن تكون شركتا سابك وأرامكو الأولى والثانية دولياً في الصناعات البتروكيماوية القائمة على النفط بحيث نضمن استخدامه كمادة أولية في صناعاتنا في حال قلت الحاجة إليه كمصدر للطاقة. وأخيراً، عصر نضوب النفط قادم شئنا أم أبينا سواء بعد سبعين عاماً أو حتى مائتي عام، ولا نستطيع نحن البشر إيقاف عجلة الزمن. لكننا نستطيع هندسة المستقبل عبر المبادرات على المستويات الوطنية بقيادة التغيير في مجالات الابتكارات التقنية بدل انتظار ما ستسفر عنه تحركات الأمم الأخرى التي تسعى في نهاية الأمر لحماية مصالحها وتأمين مستقبلها. وأختم بمقولة حاكم ولاية إلينوي الأمريكية السابق (رود بلاجوجيفتش):» من أهم وسائل حماية بلدنا هو أن نكون أقل اعتماداً على الدول الأجنبية في مصادر طاقتنا».