أوضح استشاري الإرشاد النفسي والأسري الدكتور العربي عطاء الله أن التفاؤل هو توقع النجاح والفوز في المستقبل القريب، والاستبشار به في المستقبل البعيد، وأعلى مراتب التفاؤل توقع الشفاء عند المرض، والنجاح عند الفشل، والنصر عند الهزيمة، وتوقع تفريج الكروب ودفع المصائب وزوال النوازل عند وقوعها. وبين أن التفاؤل في هذه المواقف عملية نفسية إرادية تولد أفكار ومشاعر الرضا والتحمل والأمل والثقة، وتطرد أفكار ومشاعر اليأس والانهزامية والعجز؛ لأن التفاؤل يفسر الأزمات تفسيرا حسنا، يبعث في نفسه الأمن والطمأنينة، وينشط أجهزة المناعة النفسية والجسمية، وهذا يجعل التفاؤل طريق الصحة والسلامة والوقاية من الأمراض. وقال: يتفق علماء الصحة النفسية على ضرورة أن يعيش الإنسان متفائلا حتى في الظروف الصعبة، ولا يقلق على المستقبل، وفي بلاد الغرب يطردون قلق التشاؤم بقانون الاحتمالات، فلكل مشكلة احتمالات في حلها، وعلى الإنسان أن يجهز نفسه لأسوأ الاحتمالات، ثم يحاول تحسين هذا الأسوأ بهدوء وتعقل. ونقل عن ديل كارنيجي قوله: اكتشفت أن 90 في المائة من عوامل تشاؤمي لن تحدث فتفاءلت، وقد أعطى الإسلام للتفاؤل معنى نفسيا روحيا أفضل من المعنى الذي أعطاه قانون الاحتمالات، فتوقع أسوأ الاحتمالات يناقض التفاؤل، وتوقع المصائب التي تزداد احتمالات حدوثها تشاؤم. ولفت إلى أن الإسلام جعل التفاؤل مرتبطا بالثقة في الله والرضا بقضائه، فلن يصيب الإنسان إلا ما كتبه الله له، فلا يستبطئ الرزق، ولا يستعجل النجاح، ولا يقلق على المستقبل، وهذا ما أكدته الأحاديث الشريفة، لافتا إلى أن التفاؤل لا يتناقض مع الاجتهاد والمثابرة في مواجهة الأزمات ومقاومة الصعوبات، فالمتفائل يأخذ بالأسباب، ويجتهد في تحصيلها ويتوقع النجاح.