×
محافظة المدينة المنورة

شرطة المدينة تبدأ تنفيذ خطة الامتحانات

صورة الخبر

هل يمكن اعتبار النوم امتيازاً إدارياً؟ هل يتمتع كبار الموظفين والمسؤولين بساعات نوم أكثر من غيرهم؟ وهل يؤدي ذلك إلى تأخير أعمالهم أو عدم إنجازها في الوقت المحدد؟ هذه بعض الأسئلة التي يمكن أن يفكر فيها بعض الباحثين الذين يريدون أن يعرفوا العلاقة بين عدد ساعات النوم ومكانة الشخص في السلم الوظيفي. وقد كان الناس يعتقدون أن أهمية الشخص ومكانته في موقع العمل تتناسب مع عدد ساعات النوم التي يضحي بها من أجل مصلحة العمل وإنجاز عمله الذي يفترض أن يتناسب طردياً مع أهمية منصبه الوظيفي. وهكذا فالأشخاص ذوو المناصب الرفيعة في المؤسسة أو الشركة يفترض مجيئهم في وقت مبكر، واستمرارهم في العمل حتى وقت متأخر، وعندما يعودون إلى بيوتهم فانهم يحملون معهم حقائب مليئة بالأوراق والمذكرات. وهكذا نجد أنهم لا يأخذون قسطاً كافياً من النوم وكأن عدم النوم أو الراحة والقدرة على إنجاز العمل هو الذي يستحق الاحترام والامتياز. لكن هذا المفهوم بدأ يصبح من الماضي، فقد أثبتت جميع الأبحاث والدراسات العلمية أن النوم مفتاح أساسي لصحة الإنسان وقدرته على الإنجاز. وقد كتبت إحدى الباحثات وهي نانسي آن جفري مقالاً مهماً أشارت فيه إلى أن ذلك الاتجاه بدأ ينعكس، فقد وجدت من خلال دراسة أجرتها أن المسؤولين البارزين أصبحوا يأخذون نصيبهم كاملاً من النوم لفترة لا تقل عن ثماني ساعات، وقد أصبح هؤلاء الموظفون والذين يديرون الشركات الكبيرة يعتبرون النوم ليس مجرد حاجة بيولوجية بل هو أيضاً امتياز إداري... ويعتقد خبراء الصحة أن الرغبة في النوم تنبع من الحرص المتزايد على اللياقة البدنية، التي يعتبر النوم أحد عناصرها الرئسية. ويعزو علماء الاجتماع هذا التغير في سلوك كبار الموظفين إلى أن حصول الإنسان على قدر كاف من النوم يمنحهم الشعور بالتفوق والنجاح بعكس السهر والقلق الذي يسبب كثيراً من المشكلات وتبدل المزاج. وطبقاً لدراسة قامت بها مؤسسة النوم الوطنية في واشنطن بالولايات المتحدة، فانه بينما يطالب كبار المسؤولين والموظفين بثماني ساعات من النوم، فان كثيراً من الناس وغالبية الموظفين لم يغيروا سلوكهم بهذا الخصوص. وبالرغم من أننا نصف النوم بأنه عامل مهم جداً لصحتنا، إلا أن ثلثي من شملتهم الدراسة اعترفوا بأنهم لا ينالون قسطاً كافياً من النوم، كما أن نصف المشاركين في الدراسة اعترفوا بأنهم مستعدون للتضحية بالنوم لإنجاز مزيد من العمل، كما اعترف أكثر من 50 % بأنهم يهدرون وقت النوم بالسهر إلى وقت متأخر وذلك لمشاهدة التلفاز والتنقل بين مواقع الإنترنت أو قنوات التواصل الاجتماعي..