×
محافظة المنطقة الشرقية

«الأرصاد» تغرم 33 منشأة بيئية بمختلف مناطق المملكة

صورة الخبر

أفعالك وردود أفعالك وكلماتك وردود كلماتك خلال هذه الرحلة الحياتية ما هي إلا حقائبك وأدواتك وذخيرة ترحالك ..ليس عليك وحدك بل وعلى غيرك ( أقاربك..جيرانك..مجتمعك..وطنك..وربما حتى العالم ) حتى وإن كنت في قرارة ذاتك لا تعني بكل هذه التحركات والسلوكيات والقرارات والاختيارات سوى صالحك وراحة بالك فقط، فقرار تعلمك مثلاً قد تراه قرارك الخاص ، لكن الحقيقة تقول أن له أثره الكبير والمتجاوز إلى كل الدوائر الاجتماعية المحيطة بك ، بدءا من أسرتك وانتهاء بالدولة التي علمتك ، فأنت بتعلمك تحدث شقاً جديداً لنهر المعرفة باتجاه المصلحة العامة ، والتي تقوم بالنيابة عنك بترجمة كل ذلك إلى أفكار يتلقفها الآخرون ويتأثرون بها . إن قرارك سواء في مثال التعلم السابق أو في أي قرار أو موقف أو اختيار آخر حتى وإن كان مجرد الإقلاع عن التدخين هو في الحقيقة عامل يحرك ديناميكية الحياة المجتمعية انطلاقاً من ذاتك إلى دائرتك المجتمعية الصغرى ومنها لبقية الدوائر المحيطة بها وهكذا ، تماماً كتأثير الحجر الساقط على سطح الماء في البركة ، حيث تبدأ من نقطة واحدة هي أنت لكن تأثيرها يستمر في التمدد على هيئة دوائر أكبر فأكبر إلي أن تشمل كافة سطح البركة ( المجتمع الكبير ) . والمعنى .. أن مسارات التأثير لكل قرار يتخذه الفرد منا مهما كانت درجة التصاقه بخصوصياته لابد وأن له مسار من التأثير على المجتمع ، سواء تم إدرك ذلك أم لم يكن مدركاً ، غير أن هذه المسارات تبقى رهينة التباين من حيث التأثير تبعاً لأهمية القرار وحدته ، وهذا ما يفسر استحالة السيطرة على مآل كل قرار يتخذه الإنسان في مجتمعه سيما القرارات الخاطئة ، إلا إذا كانت الحياة برمتها مختزلة في ذلك الشخص فقط ، أما بقية البشر فلا وجود لهم ، أي لم يعد هناك أي سطح مائي يتم من خلاله سريان التأثير أو التأثر المتبادل من وإلي هذا الإنسان ، وبالتالي فليس أمامنا مع هذه الحقيقة إلا إحسان التقرير واستحضار مفرزات ذلك على أنفسنا ثم مجتمعنا ، وخير معيار لذلك هو توخي الخير لذاته ، واجتناب الشر لذاته دونما اعتبار لشهوة الأنا وأطماعها ، فالصدق قرارك..لكن آثاره النبيلة لا تخصك وحدك .. والأمانة قرارك لكنه ممتداً في تأثيره لغيرك وهكذا..وفي نفس الوقت ( صدق غيرك ) ليس قرارك لكنك ستبقى أحد المستفيدين منه بلا شك ، ما يعني أن جذوة العلاقة المجتمعية البناءة والمفيدة تكمن في مدى الخير الذي يستعمر قلب كل فرد داخل المجتمع ، والعكس طبعاً مع الشر والعلاقات الضارة ، لكن السؤال الآن .. متى نعي ذلك ؟