لا أريد هنا في هذا التوصيف أو التحليل أن أذهب عميقًا في تحديد تواريخ معينة لعام 2013 بذاته، ولا أريد كذلك تسليط الضوء على حدث بعينه، لكن ما أريد قوله هنا أن الله عز وجل رزقني بصديق أوقد مصابيح حياتي.. حيث جاء كرسول سلام.. وأن أسوأ ما حدث في عام 2013 بالنسبة لي: رحيل الدكتورة رانيا بسرطان الثدي، صديقة ابنتي الدكتورة أحلام، وهي ابنة الثلاثين عامًا، وقد كان يملأها الأمل والحياة، ولكنها -رحمها الله- لم يمهلها العمر لتعطي أفضل ما تعلّمت من مهنة الطب.. اختصّها الله لعلاج البشر، فكانت هذه الصفة أعلى درجات مُؤهلاتها للولوج إلى قلوب الخلق.. غيّبها الموت وصادر أحلامها وأمانيها، وفجأة وجدت نفسها وجهًا لوجه مع الموت، تاركةً في الحلق غصّة طعمها كالمعدن، عاشت تلبس الرداء الأبيض، وغادرتنا ملتحفة بالبياض. في عامنا أحداث كثيرة شغلتني، أحلامًا خاصة وأخرى عامة، بعضها تحقق، والبعض رحل للعام الجديد.. لكن أحسن ما في عام 2013م أنني صرتُ أتنفّس الهواء بتلذذ، أعقل بعض الأمور، وألتمس العذر للبشر، وأستعيد كلامهم وأُخزّنه في الذاكرة، فأذهب إليه وأحتضنه، ولم أعد أحفل بمن ينشر الظلام، بل بمن يُضيف الضوءَ إلى حياتي، وتيقّنت أننا سائحون عابرون، ننعم بما سمح الله لنا به من محاسن في هذه الحياة، وأنها لن تكون دار محبة ما لم نُغيّر ما بأنفسنا. ودعوتي هذا العام أن لا يرتبط مواطنو بلادي بالعرقية، أو المذهبية، أو المناطقية، وإنما فقط بالمواطنة، بوصفهم مواطنين يعيشون على هذه الأرض.. وأن يمنحنا الرب جلت قدرته، القدرة على تحقيق الأحلام المؤجلة، والأحلام المُجْهَضَة، ويبعد عنّا سارقي الفرح والأحلام في هذا الوطن الغالي على قلوبنا. A.natto@myi2i.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (77) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain