بحثت الشرطة الإندونيسية أمس الجمعة عن متشددين عقب الهجمات الإرهابية التي شهدتها العاصمة وأسفرت عن مقتل مدنيين اثنين، فيما شهدت البلاد تشديدا للإجراءات الأمنية. وهاجم خمسة رجال مسلحين بمتفجرات ومسدسات موقعا للشرطة ومقهى تابعا لسلسلة «ستاربكس» بالقرب من مركز ساريناه للتسوق في قلب جاكرتا، يوم الخميس، مما أسفر عن مقتل كندي وإندونيسي. وفجّر اثنان من المهاجمين نفسيهما بينما قتل الثلاثة الآخرون في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة، وأصيب عشرون آخرون من بينهم ألماني ونمساوي وجزائري وهولندي، حسبما أفاد مسؤولون. وقال قائد شرطة جاكرتا تيتو كارنافيان: «نحن نلاحق خلايا ومسلحين آخرين». وذكر المتحدث باسم الشرطة الوطنية أنطون تشارليان أن السلطات رفعت حالة التأهب إلى درجتها القصوى في كافة أرجاء البلاد.وأضاف تشارليان أنه: «تم تعزيز الأمن في كل من المصالح الحكومية ومراكز الشرطة والسفارات ومراكز التسوق». وذكر قائد الشرطة الوطنية بادروتين هايتي أن أحد منفذي الهجوم القتلى تم التعرف على هويته، ويدعى عفيف، وكان قد حكم عليه بالسجن سبع سنوات في 2010 في تهم إرهاب لكن أطلق سراحه في وقت مبكر.وتم تصوير عفيف وهو يصوب مسدسا على الحشد في شارع ثمرين، وكان يرتدي قبعة بيسبول وسروال جينز وحقيبة ظهر تحوي متفجرات. وألقى تيتو باللوم على مجموعة يقودها بهرون نعيم، وهو متطرف إندونيسي يعتقد أنه حاليا في سورية يقاتل مع تنظيم داعش. وسبق أن أثنى بهرون على هجمات باريس في تعليق نشره بمدونة إلكترونية في تشرين ثان/نوفمبر الماضي وشجع متشددين في إندونيسيا على فعل نفس الشيء. وقال تيتو إن بهرون وجه متعاونين معه في إندونيسيا للهجوم على الشرطة والأماكن التي يتردد عليها الغربيون في الكريسماس (عيد الميلاد) ورأس السنة الميلادية. وأضاف قائد شرطة جاكرتا أيضا أنه تم التعرف على هوية بعض منفذي الهجوم، لكنه لم يذكر أية تفاصيل، حسبما أفادت وكالة أنباء أنتارا الرسمية. وأفادت وكالة أنتارا أيضا، بأن الشرطة بمدينة باليكابابان، بإقليم كاليمانتان الشرقية، ذكرت أنها ألقت القبض على أحد المتشددين المشتبه بهم، ولكن لم يتضح ما إذا كان له صلة بهجوم جاكرتا. وقال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، الذي زار موقع التفجيرات مجددا اليوم الجمعة، عبر حسابه على موقع تويتر: «الإرهاب لامكان له في إندونيسيا». وأضاف: «على شعوب العالم أن يتحدوا لمحاربته». وبدا أن نداءه حظى باهتمام مواطنيه الإندونيسيين.