يستغرق التعرف إلى الخلايا السرطانية وتحديدها فترة طويلة من الوقت، لكونه أمراً ليس باليسير، فحتى يتأكد الطبيب من الخلايا المكونة للورم أنها سرطانية، عليه إجراء سلسلة من الفحوص التي ربما تستغرق بضعة أيام حتى يخرج التشخيص النهائي دقيقاً. وتشكل عمليات إزالة الأورام تحدياً كبيراً أمام الطبيب الذي يقوم بالجراحة، فعلى سبيل المثال عند إجراء جراحة لإزالة ورم من الدماغ، على الطبيب أن يلتزم بالخلايا السرطانية فقط من دون المساس بالخلايا الأخرى التي إذا تأثرت ربما تؤدي إلى التعرض إلى حالات أكثر خطورة، وفي الوقت نفسه يرى الطبيب بضرورة استئصال الخلايا السرطانية بالكامل لأن بقاء بعض منها يعرض المريض أيضاً إلى الخطر؛ ويصبح الطبيب أمام خيارين كلاهما مر، ويكون الفيصل في الاختيار هو رؤية الجراح فيتصرف بحسب ما يراه أثناء تلك اللحظات فيما يتعلق بالخلايا السرطانية المتبقية، لأن التأكد من الخلايا المتبقية يتطلب إرسال عينة منها إلى المختبر لتأخذ أيضاً بضعة أيام حتى تظهر نتيجة الفحص وتحديد ما إذا كانت سرطانية أم لا، وهو أمر مستحيل حيث لا يمكن ترك المريض مفتوح الرأس كل تلك الفترة. و ابتكرت جامعة واشنطن بالتعاون مع جامعة ستانفورد وبعض الجهات الأخرى، مجهراً يختصر تلك الفترة الزمنية ويتميز بصغر حجمه إذ يماثل حجم القلم وهو ما يعتبر حجماً مثالياً مقارنة بالمجهر المستخدم حالياً والذي هو بحجم مجفف الشعر، و يمكّن الطبيب من فحص خلايا المريض؛ حيث يقول أحد الباحثين إن هذا المجهر يمكنه تقريب الصورة إلى بعد يمكن من خلاله رؤية الخلايا بدقة أثناء الجراحة، وهو أمر يساعد كثيراً على التفريق بين خلايا الورم والخلايا الطبيعية مما يسهم في نجاح الجراحة وتحديدها ضمن المنطقة المصابة فقط. ولا يقتصر استخدام المجهر على مجال جراحة الأعصاب فقط، وإنما تتم الاستفادة منه في بعض المجالات الأخرى مثل طب الأسنان، حيث يمكّن طبيب الأسنان من تحديد المشكلة التي طرأت على السن أو الضرس بطريقة دقيقة، كما أنه يخفف الضغط على المختبرات التي كثيراً ما ترسل إليها عينات للتأكد وفي الأغلب تكون أوراماً حميدة لأنه يغني عن الحاجة إلى إجراء المزيد من الفحوص التأكيدية، فإذا استخدمه على سبيل المثال طبيب الأمراض الجلدية لتفحص شامة موجودة على جلد المريض، يتضح لديه على الفور ما إذا كانت تلك الشامة تحتاج إلى إجراء المزيد من الفحوص أم لا، مما يوفر الوقت والجهد في إجراء المزيد من الفحوص للتأكد؛ ومن مميزات المجهر الحديث أنه يستخدم تقنية متحد البؤر المجهري ثنائي المحور، وهي تقنية تمكّن الطبيب من الرؤية عبر تلك الأنسجة المعتمة إلى عمق 0.5 مليمتر مما يوفر رؤية واضحة تعين الطبيب على إجراء جراحة ناجحة.