×
محافظة المنطقة الشرقية

مقدمة 1-ويلبيك يسجل لينعش آمال ارسنال في احراز لقب الدوري الانجليزي

صورة الخبر

كل من التقى بشار الأسد تبين له أن هذا الرجل منفصل عن الواقع، والبعض ذهب إلى أبعد من ذلك مشككا أنه يعلم ماذا يجري في بلاده المفتتة. ذات يوم سألت الأخضر الإبراهيمي كيف يفكر الأسد؛ فأجاب أنه ما زال يحلم أنه سيتغلب على الثورة.. رغم الدمار والشتات، هذه القناعة ما زالت مستمرة كالحلم.. فسورية لم يبق منها شيء إلا بقايا هذا النظام المتآكلة.. وتعيش كالطفيليات على جنبات التدخل الروسي. بالأمس خرج الأسد في لقاء مطول مع وكالة فرانس برس ليقول إن ما تبقى من جيشه سيستعيد كافة الأراضي السورية، هو ذاته الجيش الذي فر وترك من ورائه إدلب وغيرها، لكنه بكل تأكيد لا يقصد الجيش بقدر ما يقصد ميليشيا حزب الله وإيران ومن فوقها الطيران الروسي.. تحدث الأسد عن استعادة الأرض دون أن يتذكر أنه وفق آخر عملية مسح لمناطق الصراع يمتلك 17.47% من الأراضي السورية لتتغلب عليه داعش بالسيطرة على 43.63%، تحدث عن الحصار هاربا من جريمته النكراء وآثارها الفاحشة في مضايا وغيرها، بالقول إن أوروبا هي من تحاصر الشعب السوري.. كما هي العادة يهرب من المواجهة بالكذب المفضوح. وهو يعلم أن ميليشيات تحكم فوق رأسه تحاصر 18 مدينة في سورية يقطنها أكثر من 400 سوري يتضورون جوعا وعطشا.. أما هو فلا يكترث بلغة المشاعر حين أجاب على الصحفي الذي يستجوبه: ما هو شعورك بهؤلاء اللاجئين الذين ركبوا أمواج البحر هربا من ويلات الحرب؟ لا تسألني عن مشاعري، بل سلني عن مسؤوليتي.. إجابات غير قابلة للتعليق تكشف أن هذا الرجل فعلا منفصل عن الواقع. لم تعد سورية مغرية للحكم لأي كائن عاقل إلا عند بشار الأسد، فهو مستعد أن يحكم أي شيء ولو كان الحكم للهواء، فما عاد فيها لا شعب ولا أرض تتيح للمرء الحكم.. غرق الأسد بكل القضايا؛ بالدم، بالإرهاب، بجريمة التدمير، بجريمة التهجير، بكل جرائم التاريخ، ومع ذلك ما زال يحلم بالبقاء.. لابد أن يكون هذا العقل خارج الواقع!