رفض القضاء الأردني تسليم فرنسا أردنيين يشتبه بتورطهما في اعتداء استهدف مطعما يهوديا في باريس عام 1982 وأوقع ستة قتلى و22 جريحا، على ما أفاد مصدر قضائي أردني أمس. Ads by Buzzeff وقال المصدر، الذي فضل عدم كشف هويته، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «القضاء أصدر قرارا برفض تسليم المطلوبين سهير محمد العباسي (62 عاما) الملقب بأمجد عطا، ونزار توفيق حمادة (54 عاما)، المشتبه بتورطهما في اعتداء باريس عام 1982» على مطعم «جو غولدنبرغ»، والذي أوقع ستة قتلى و22 جريحا. وأوضح المصدر أن «محكمة جزاء عمان قررت في 29 أكتوبر (تشرين الأول) رفض تسليم العباسي لعدم توافر شروط تسليمه، ولأنه أحيل إلى القضاء قبل دخول اتفاقية تسليم المجرمين بين الأردن وفرنسا حيز التنفيذ في 22 يوليو (تموز) 2015». أما حمادة «فقررت المحكمة الاثنين الماضي عدم تسليمه لعدم توافر شروط التسليم، ولمرور 30 عاما على القضية التي اعتبرت أن الدعوى سقطت فيها بالتقادم بحكم القانون الأردني». وكانت السلطات الأردنية أوقفت المشتبه بهما العام الماضي، في ضوء تعميم صدر بحقهما من الإنتربول، ثم أفرجت عنهما لاحقا. وفي فرنسا، قال مصدر قضائي فرنسي: «لم نفاجأ بهذا القرار الأردني الذي كان متوقعا». وأضاف أن «التحقيق بالقضية في فرنسا ما زال مستمرا، إذا لم يتم تسليم أي منهما نستطيع أن نتوجه نحو محاكمة غيابية». من جهته، أعرب ديفيد بيير، محامي الجمعية الفرنسية لضحايا الإرهاب عن الجانب المدني في القضية، عن استيائه قائلا «أنا ممتعض جدا، كنا ننتظر من السلطات الأردنية توجيه رسالة قوية على صعيد محاربة الإرهاب». وأضاف أن «هذا القرار هو للسياسة الداخلية للمحافظة على الأمن الاجتماعي في الأردن، ونتمنى بقوة أن تستمر السلطات الفرنسية ببذل الجهود حتى يمثل المشتبه بهم جميعا أمام العدالة». والعباسي هو واحد من ثلاثة أعضاء سابقين في تنظيم فلسطيني أصدر القاضي، مارك تريفيديتش، مذكرات توقيف دولية بحقهم في نهاية فبراير (شباط) من العام الماضي، بعد أكثر من 32 عاما على الواقعة. ويشتبه في أن يكون العباسي قد أشرف على العملية. وصدرت مذكرتا توقيف بحق كل من محمود خضر عبد عدرا، الملقب بـ«أبو هشام» (59 عاما) المقيم اليوم في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، ووليد عبد الرحمن أبو زيد، الملقب بـ«سهيل عثمان» (56 عاما) المقيم في النرويج. فيما صدرت مذكرة التوقيف الرابعة بحق نزار توفيق حمادة المقيم في الأردن في نهاية أغسطس (آب) الماضي. وكان مصدر قضائي أردني قد أكد في 18 يونيو الماضي أن «العباسي مثل أمام القاضي من دون حضور محام، فهو طاعن في السن وعامل بناء». من جهتها، أشارت مصادر مقربة من أجهزة الأمن حينها إلى أن العباسي أوقف في منطقة الزرقاء (30 كيلومترا شمال عمان)، حيث أكبر المخيمات الفلسطينية في الأردن. وفي التاسع من أغسطس 1982، ألقيت قنبلة يدوية داخل مطعم «جو غولدنبرغ» الواقع في حي ماريه اليهودي في وسط باريس. وانفجرت القنبلة حينها وسط خمسين زبونا، ثم دخل مسلحان المطعم وفتحا النار. وذكر مصدر قريب من الملف أن مجموعة مؤلفة من ثلاثة إلى خمسة مسلحين خرجوا بعد ذلك إلى الشارع، وأفرغوا على المارة رشاشاتهم «الدبليو زي 63» البولندية الصنع. وكانت حصيلة الاعتداء، الذي استمر ثلاث دقائق، ستة قتلى و22 جريحا. وقد نسب إلى فصيل فلسطيني منشق عن منظمة التحرير الفلسطينية، هو حركة فتح المجلس الثوري بزعامة صبري البنا (أبو نضال)، الذي توفي في 2002 في ظروف غامضة. ويعتبر العباسي الرجل الثالث في «لجنة العمليات الخاصة» في فتح المجلس الثوري التي كان يقودها أبو نزار، الذراع اليمنى لأبو نضال. وراوح التحقيق حول الاعتداء مكانه لزمن طويل، وتمثّل التقدم الملحوظ الوحيد في العثور على أحد الأسلحة التي استخدمت في الهجوم في غابة بباريس. وأخيرا، ساعدت شهادات في التعرف على هوية المتهمين الثلاثة بحسب مصدر قضائي.