أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف اتفق مع نظيره الأميركي جون كيري على ضرورة وقف إطلاق النار في سوريا، بينما اتهم وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس روسيا وإيرانبأنهما "متواطئتان" في "الوحشية المخيفة" للنظام السوري. وقالت الخارجية الروسية في بيان إن لافروف بحث هاتفيا مع كيري محادثات السلام السورية المرتقبة في ميونيخ، حيث اتفقا على ضرورة وقف إطلاق النار في سوريا وتوصيل المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة. ويأتي ذلك بعد ساعات من ترجيح لافروف -في تصريحات صحفية- لجوء بعض الدول المعنية بالأزمة للرهان على الحل العسكري إن فشلت المفاوضات، "انطلاقا من كرهها لشخصية الرئيس بشار الأسد"، على حد تعبيره. وأضاف أنه رغم تأييد موسكو وواشنطن والعواصم الأوروبية لعدم وجود حل عسكري في سوريا، فإن بعض حلفاء واشنطن في المنطقة يعارضون ذلك، لكنه استبعد قيام تركيا بعملية عسكرية واسعة في سوريا معتبرا أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لن يسمح بتنفيذ مثل هذا المخطط "المتهور". وقد رفضت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الاتهامات الأميركية بأن القصف الروسي سبب أزمة إنسانية في سوريا، وقالت إن الغرب هو الذي أجج المشكلة، وإن تصريحات واشنطن بأن روسيا تستخدم ذخيرة غير موجهة "لا أساس لها من الصحة". كما رفضت زاخاروفا القول إن القصف الروسي في سوريا يدفع باللاجئين إلى أوروبا، وإن بلادها تسببت بانهيار محادثات جنيف بشأن الأزمة في سوريا، ووصفته بأنه "محض كذب". وفي الرباط، جدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الأربعاء التأكيد على استعداد بلاده للمشاركة في أي حملة برية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، معتبرا أن محادثات جنيف فشلت بسبب "تعنت وفد النظام وروسيا"، كما شدد على أن لا مكان للأسد في مستقبل سوريا. فابيوس: هناك أقوال أميركية لكن الأفعال تختلف، والإيرانيون والروس يستشعرون ذلك(أسوشيتد برس) تواطؤ روسي من جهة ثانية، قال فابيوس الأربعاء أمام النواب "هناك في آن واحد وحشية مخيفة لنظام بشار الأسد،وهناك كذلك -وسأسمي المسؤولين بأسمائهم- تواطؤ من طرف إيران وروسيا". كما شكك فابيوس في مدى التزام الولايات المتحدة بحل الأزمة السورية، وقال إن سياستها "الغامضة" تساهم في المشكلة، مضيفا "هناك أقوال لكن الأفعال تختلف، ومن الواضح أن الإيرانيين والروس يستشعرون ذلك". وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شافر في ندوة صحفية الأربعاء، إنه بحث مع لافروف هاتفيا ضرورة أن يتيح اجتماع ميونيخ المقرر الخميس إيصال المساعدات إلى مناطق يستهدفها القصف الروسي. وأضاف "من الضروري أن نبحث على الفور عن طريقة تمكننا من إيصال المساعدة الإنسانية إلى الأشخاص اليائسين والجائعين والذين يعانون في حلب وفي أماكن أخرى"، لافتا إلى أن الاجتماع يهدف أيضا إلى البحث في كيفية إعادة إطلاق مفاوضات جنيف. من جانبه، قال رئيس الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية رياض حجاب -في مؤتمر صحفي بلندن الأربعاء- إن الروس والإيرانيين يتبعون سياسة الأرض المحروقة، معتبرا أن استمرار القصف الروسي واستهداف المناطق المدنية يعد تهربا من استحقاقات التحول السياسي. وحول التدخل البري السعودي المحتمل، شدد حجاب على أهمية تحقيق توازن على الأرض حتى يفهم النظام وحلفاؤه أن لا حل عسكريا، وأن الوقائع الجديدة على الأرض لن تفرض على طاولة المفاوضات، وأنه لن يحصل أي تنازل، بحسب تعبيره.