تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس اتصالاً هاتفيًا من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، تناول آخر التطورات والمستجدات في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما في ما يتعلق بالأزمات التي تشهدها عدة دول في المنطقة. كما تطرق الجانبان إلى أهمية تكاثف جهود المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب، من خلال مقاربة شاملة تضمن القضاء عليه، وتوفير سبل وقف إمدادات المال والسلاح إلى الجماعات المتطرفة. كما أكد الزعيمان خلال الاتصال على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية الراسخة والمتميزة بين البلدين، وتنميتها على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية، وعلى مواصلة التشاور والتنسيق بين البلدين خلال المرحلة المقبلة على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية. كما بحث الرئيس المصري أيضا مع عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، آخر التطورات السياسية في ليبيا، حيث أعرب رئيس مجلس النواب عن تقديره لما تبذله مصر من جهود مقدرة من أجل تعزيز السلام والاستقرار في ليبيا، مشيرًا إلى حرصه الدائم على التواصل والتنسيق مع الجانب المصري من أجل الدفع قدمًا بالعملية السياسية في ليبيا. وأوضح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس السيسي أكد على دعم مصر للعملية السياسية في ليبيا تحت رعاية الأمم المتحدة، وللجهود الرامية إلى تشكيل حكومة الوفاق الوطني. كما أكد الرئيس حرص مصر على تقديم كل أشكال المساعدة لمؤسسات الدولة الليبية الشقيقة حتى تتمكن من أداء مهامها في إرساء دعائم الأمن والاستقرار، والحفاظ على وحدة الأراضي الليبية. وذكر المتحدث الرسمي أن الرئيس المصري أشار إلى أهمية تهيئة المناخ السياسي الملائم للنهوض بليبيا اقتصاديًا وأمنيًا، بما يلبي تطلعات الشعب الليبي في مستقبل أفضل. كما أكد الرئيس على أهمية رفع الحظر المفروض على توريد السلاح للجيش الليبي، وتقديم الدعم اللازم له باعتباره الركيزة الأساسية لمواجهة خطر الإرهاب المتصاعد في ليبيا، والذي يهدف إلى النيل من أمنها واستقرارها ودفعها نحو الفوضى والانقسام، مشيرًا إلى أهمية العمل على وقف إمداد التنظيمات الإرهابية في ليبيا بالمال والسلاح، والتصدي لكل الأطراف التي تعبث بمقدرات الشعب الليبي ومستقبله. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد التقى صباح أمس رياك مشار، نائب رئيس جمهورية جنوب السودان السابق، حيث استعرض خلال اللقاء التطورات المتعلقة بتنفيذ اتفاق التسوية السلمية، الذي تم توقيعه في أغسطس (آب) 2015، مشيدًا بالجهود التي تبذلها مصر من أجل تحقيق السلام في جنوب السودان، والتوصل إلى تفاهمات تؤدي إلى طي صفحة الماضي، والبدء في مرحلة جديدة تُحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بجنوب السودان. وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس أكد خلال هذا اللقاء على دعم مصر لكل الجهود المبذولة لإعادة السلام والاستقرار في جنوب السودان، مشيرًا إلى خصوصية العلاقات التي تربط بين البلدين والروابط المشتركة التي تجمعهما. كما أكد أن مصر تدعم جهود الوفاق الوطني، وستستمر في بذل مساعيها مع جميع شركاء التسوية السلمية من أجل تشكيل الحكومة الانتقالية في جنوب السودان، مضيفا أن الرئيس أكد أن مصر ستواصل تقديم البرامج التنموية في كثير من المجالات، بما يساهم في دفع عملية التنمية داخل هذا البلد الشقيق.