أعجبتني كلمة فطنة في سياق المؤتمر الصحفي لرئيس نظام الملالي حسن روحاني الذي عقده أخيرا حيث قال : «لولا فطنة الوفد المفاوض وظريف وعراقجي لما وقع الاتفاق النووي». الفطنة لغة هي العلم بالشيء من وجه غامض كما قال العسكري، فيما الراغب قال: «الفطنة سرعة إدراك ما يقصد إشكاله». في تفاصيل الأبعاد اللغوية للمصطلح المذكور ترسم ملامح الصفقة الإيرانية التي خدعت العالم، فالفطنة من باب إدراك ما يقصد إشكاله تلامس عند إيران «حسن الخديعة» إن صح المصطلح وفي ذلك عند الإيرانيين عبر نظام الملالي حكايات طويلة. فالفطنة أنتجت صفقة السلاح مع إسرائيل عام 1985 والتي عرفت في حينه بصفقة «إيران غيت» حيث كان يحارب العراق باسم الثورة الإسلامية لكن بسلاح إسرائيلي. والفطنة أيضا انتجت غزوا للعراق عام 2003 بعدما نجح الملالي بخديعة العالم أن هناك سلاحا نوويا في العراق ويجب غزوه، والفطنة أيضا أقنعت الأميركي بول بريمير بحل الجيش العراقي لمصلحة فرق الموت الإيرانية والميليشيات الطائفية، والفطنة نفسها حولت الانتخابات الرئاسية في لبنان إلى ورقة للبيع والشراء على موائد الصفقات المشبوهة. .. فطنة الملالي هي نفسها ذكاء الشيطان حيث كل ما ينتجه هو شر من أجل خدمة الشر، فأميركا الشيطان الأكبر بات توقيع الاتفاق معها خيرا أكبر وإسرائيل الشر المطلق باتت حليفا مطلقا في الحرب على الشعب السوري. فطنة الملالي في إيران هي فطنة الشر التي تحدث عنها الفيلسوف الفرنسي بودريار والذي وصف ضعف المجتمعات الإنسانية بمواجهتها أنها مجتمعات أخلاقية فيما هي تستند على مبادئ لاأخلاقية. فطنة الملالي تعود لتنتقم من العرب وتاريخهم وحاضرهم لخدمة الشر وأي تعريف آخر مضيعة للوقت في القراءة والتحليل، هي «فارس» تعود لتنتقم من أحفاد سعد وعمر وعلي هي «فارس» التي رفعت الفطنة من شأنها لكن لم تستطع حمايتها من السقوط أبدا. بين الفطنة والفتنة حرف واحد ومع اللهجة الإيرانية في نطق العربية يتلامس الحرفان ففطنة الملالي هي الفتنة، والفتنة نائمة ملعون من أيقظها وهو الإيرانيون.