في المقال السابق ذكرت أن هناك تسويقاً للفشل يحدث من إدارة الاتحاد بلا تردد وبكل ثقة لعرض منتج الاتحاد المليء بالمشاكل وعملية التنظيف التي لا تبقي نجماً، لكن في المقابل لدينا النصر وهو نموذج تسويقي لا يزال يتوارى تحت جنح الفكر الاستثماري المظلم على الرغم من أن النصر تتوافر فيه كل مقومات التسويق الناجح من جماهيرية وشعبية كبيرة في مناطق المملكة، لا تغيب عن دعم الفريق مهما اختلفت الظروف أو تباينت المستويات، فضلاً عن نجوم وإرث تاريخي وإثارة على مواقع التواصل ووسائل الإعلام مع كل حركات النصر وسكناته التي تملأ الوسط الرياضي وتكون حديث الجميع وشغلهم الشاغل. بالتأكيد الإدارة النصراوية شريكة في هذا الغياب التسويقي، لكن لا يمكن أن تتحمل وحدها هذا العبء ما دام هذا الأمر نتاج غياب منظومة استثمارية متكاملة تبدأ من افتقاد الكوادر المتخصصة والمؤهلة في رعاية الشباب واتحاد الكرة، وعدم قدرة الشركات التي دخلت على خط الرعاية في السنوات الماضية على أن تقدم منتجات تفاعلية تستثمر شعبية الأندية الجماهيرية، وتستفيد من التغطية الإعلامية المتنوعة والإثارة التي لا تزال تجد صدى كبيراً في كل قناة وصحيفة ووسيلة تواصل. أبسط قنوات الاستثمار في النصر تتمثل في بطاقات الانتماء كفكرة ذكية ومطورة لبطاقات العضوية الشرفية، لكنها لم تتبع أساليب تسويقية جديدة لتعميم هذه الفكرة، وما زالت تباع على نطاق محدود، على الرغم من أن هذه القناة تعد مورداً استثمارياً مهماً يسهم في تخفيف حمل الأعباء المالية عن كاهل إدارة النصر. في ظل هذا التسويق الضعيف ثمة أسئلة مهمة تتوجه إلى مسؤولي الاستثمار في نادي النصر: كيف يمكن أن يغيب عن الأذهان استثمار تألق وإبداع النصر وعودته إلى المنافسة، وتقديمه مستويات رائعة لا تتأثر بنقص ولا يمكن أن تعتمد على نجم بعينه في تسويق هذا النتاج المتطور؟ ولماذا لا تستثمر هذه المرحلة المهمة في تاريخ العالمي عبر منح نجومه الكبار والجماهيريين السابقين كماجد عبد الله، فهد الهريفي، ومحيسن الجمعان والحاليين كمحمد نور، إبراهيم غالب، وعبد الله العنزي فكرة الترويج لبطاقات الانتماء في هذا التوقيت الجميل للنصر؟. وبما أن هذا البرود الاستثماري لا يمكن أن أحمِّله النصر دون غيره كما ذكرت آنفاً، فمن باب التأثر والتأثير هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الجهات التنظيمية والاستثمارية التابعة للرئاسة والمسؤولين في الرابطة عن عمليات الإحصاء المتفاوتة لجماهير النصر خلال مباريات كثيرة، فلا يمكن أن يجذب النصر شركات للاستثمار وهو بلا أرقام دقيقة، ولا يمكن أن أتصور أن باستطاعة النصر أن يقدم مشروعاً تسويقياً متكاملاً يليق بمكانته وشعبيته بينما جماهيره التي تتسابق إلى دعم فريقها لا تزال تحضر وتبهر في الملعب دون أن يكون لها وجود في سجلات الإحصاء!