قوبل اقتراح «المدينة» بإصدار وثيقة فكرية تنبذ التطرف والإرهاب والفكر الضال في ختام الدورة الحالية من المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 30)، بتأييد وإشادة عدد من المثقفين والأدباء المشاركين في هذا العرس الأدبي والفكري والتراثي، مرتئين أن من شأن هذه الوثيقة أن تعضد الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في دحر الإرهاب ومحاربة الغلو والتطرف، كما ستضاف إلى رصيد المملكة عالميًا في طرح المبادرة الكفيلة بوضع استرتيجيات واضحة المعالم لمعالجة هذه الإشكالية العالمية، مؤكدين على التطور الدائم في برامج المهرجان الثقافي ليكون مواكبا للأحداث الراهنية وليس بعيدا عنها، لافتين إلى الإنجازات التي يحققها الأدباء في المهرجان من عام إلى عام. فكر نظيف وفي هذا السياق يقول الدكتور صالح المحمود، رئيس النادي الأدبي بالرياض: أشيد باقتراح جريدة «المدينة» بإصدار وثيقة فكرية لمواجهة التطرف والإرهاب في ختام هذا العرس الثقافي الدولي، فصحيفة المدينة رائدة في هذا السياق وفي دورها الثقافي الجميل الذي لا يستطيع أحد أن ينكر مجهودتها ومن يتابع الإعلام في المملكة العربية السعودية بعرف دورها الرائد في الثقافة والفكر. ولهذا فأنا أبصم على الوثيقة بأصابعي العشرة؛ لأن الفكر هو الشيء الوحيد الذي يستطيع أن يقاوم التطرف والإرهاب، الفكر النظيف والمعتدل الوسطي السوي القويم هو الذي يستطيع أن يعيد من ضل من شباب هذه الأمة ويجعلنا نسير في طريق صحيح وليس فيه تطرف أو انحراف. وأنا مع هذه الوثيقة، وأتمنى بالفعل أن تدعم إعلاميًا وأن يتبناها المهرجان وأن تتبناها الصحف السعودية الأخرى؛ لتكون صوتًا لنا في لعالم كله وهو الذي يتهمنا جزافًا وظلمًا وكذبًا بأننا قد نكون مناصرين لهذا الفكر المتطرف فهذه البادرة قد تكون مصيرية في تبيين صورة حقيقية لهذا الوطن وأبنائه. وتابع المحمود حديثه مشيدًا بمهرجان الجنادرية في مسيرته ودوراته العديدة، معتبرًا أن استمرار المهرجان على مدى أكثر من 30 سنة يمثل إنجازًا كبيرًا. مضيفًا بقوله: يبدو أن المهرجان يختزن في ذاكرته الثقافية شيئا جديدا وأبعادا جديدة، وهي تحاول أن تواكب كل حدث يمس العالم العربي. فالجنادرية توثق وتكون ذاكرة لأحداثنا السياسية والتاريخية والاجتماعية وأيضًا الثقافية. مختتمًا بقوله: لدي شعور بأن المهرجان تطور كثيرا؛ لأنه أصبح اليوم أكثر نضجا وأبعد معرفة ومجرد المواكبة واستضافة الأسماء التي تستحق أن تتحدث وتستحق أن تتصدر هذا بلا شك يشكل وعيًا جديدًا. تعميق الوحدة الوطنية ومن جانبه قال الأديب والكاتب سعد الرفاعي: إن هذا الاقتراح جميل ويهدف إلى تعميق الوحدة الوطنية للقضاء على هذا المرض الذي بدأ يدب في الأمة. كما أن كل ما يخدم العمل الثقافي والفكري هو إثراء وهو من باب الانتماء الوطني، ومهرجان الجنادرية سباق دائما ومبادر في كثير من القضايا الوطنية الملحة. فالجنادرية مشروع وحدوي للوطن يصهر العادات والتقاليد المختلفة في بوتقة واحدة، وصولًا إلى هوية الإنسان السعودي. والملاحظ أن المهرجان يطور ذاته بذاته سنويا وتقوم اللجنة المنظمة للمهرجان بدراسة أهم متطلبات البرامج الثقافية والقضايا والندوات التي يجب أن تدرس. مقترح مهم ويقف أمين ملتقى الشباب الإبداعي بنادي الأدبي بالرياض عبدالرحمن الجاسر نصيرًا وداعمًا لمقترح «المدينة» قائلًا: أدعم وأوقع على هذه المبادرة فنحن نحتاج أن يكون هناك كل عام وثيقة توقع ضد التطرف وأي شيء يشوه الوسطية سواء ضد التطرف والأمية والتحزب والتعصب الديني والمذهبي والطائفي، فجميل أن يكون هناك كل عام مثل هذه المبادرة وأتمنى أن تتقدم «المدينة» بورقة للمسؤولين عن هذا الكرنفال وهذه الاحتفالية الكبيرة، وأنا متأكد أنها ستجد على قبولًا واهتمامًا كبيرين. المزيد من الصور :