جاء اجتماع اتحاد القدم الأخير مخيباً للآمال بالرغم من أنه الاجتماع الأخير له في سنته الأولى، فلم تتم تسمية أعضاء اللجنة الفنية، ولم يناقش النظام الأساسي الذي يجري التعديل عليه لرفعه للجمعية العمومية لاعتماده رغم مضي سنة كاملة من عمر الاتحاد، ولم يناقش تعيين الأعضاء الجدد في الاتحاد الآسيوي (البدلاء في اللجنة القانونية والمسابقات)، ولم يطرح موضوع اللوائح الخاصة بروابط الحكام واللاعبين والمدربين وغيرهم، ولم يطرح موضوع تعديل لائحة الانضباط المتداخلة صلاحياتها مع صلاحيات العقوبات التي من المفترض أن تصدر من لجنة المسابقات، ولم أسمع خطوة للأمام في مجال غرفة فض المنازعات، ولم أر إشارة لاستضافة أمم آسيا 2019، ولم يطرح شيء عن رعاية بطولتي كأس الملك وكأس ولي العهد، ولا أعلم هل الاجتماع عادي أم غير عادي!! منذ سنوات وأنا أشدد على أهمية العمل في مجال كرة القدم وفقا للوائح الفيفا المعيارية الخاصة بالاتحادات الوطنية، وعدم تركها للصدفة أو الوضع القائم أو الاختراع، ولكن هناك من لا يريد أو لا يرغب في الاستماع، والنتيجة في الأخير ستكون قاصمة، لأن ما كان ممكناً ومتاحاً أيام الأمير نواف بن فيصل ومن سبقه في رئاسة الاتحاد بحكم الاحترام الاعتباري للشخصية لم يعد موجوداً الآن في ظل الجمعية العمومية والانتخابات، ولم يعد هناك مناص من تطبيق الأنظمة واللوائح الدولية، خصوصا أنها ميسرة ومكتوبة بلغة سهلة يفهمها أي اتحاد وطني. ولعلي هنا أطرح موضوعاً مهماً كمثال لما يجب الأخذ به في تشكيل لجنة الحكام وفقا لرؤية الفيفا. وضع الاتحاد الدولي لكرة القدم الآلية المناسبة لعمل اللجان التحكيمية في الاتحادات، بحيث تتكون من جزئيتين، الأولى وهي اللجنة التي يرأسها عضو في الاتحاد المحلي وبعدد أعضاء من 5 إلى 7، وتكون مهمتها وضع الاستراتيجيات العامة والتصورات بعيدة المدى للتطوير وتحديد الميزانيات والبرامج والأنشطة والفعاليات والآليات والدراسات والأبحاث لتطوير الحكم والتحكيم. ولا يجب أن يكون الرئيس حكماً سابقاً، وإنما مهتماً بكرة القدم ولديه شهادة علمية في الإدارة أو القانون أو غيرها. والجزئية الثانية هي إدارة الحكام، وهي إدارة مستقلة تعمل بنظام التفرغ الكامل، وهي جزء من منظومة عمل الاتحاد اليومي، ويعمل بها أشخاص متفرغون بنظام الدوام الكامل، وتكون مهمتهم توزيع الجداول والتكاليف وتنفيذ ما يرد من اللجنة من الدورات والأنشطة والبرامج وغيرها، وكذلك تسيير العمل اليومي للجنة من مخاطبات واجتماعات. وهذه الإدارة لا بد أن يكون رئيسها حكم كرة قدم دوليا معتزلا، وهنا تكون مهمة اللجنة مشرفة ومحاسبة لهذه الإدارة. لقد قمنا بتجربة كثير من الوسائل والآليات لتطوير التحكيم وأغلبها فشل فشلاً ذريعاً، فلماذا لا نجرب رؤية الفيفا لعل وعسى تنتشل الوضع السيئ الحالي ويتفرغ كل لأداء مهمته ولا تكون اللجنة هي الخصم والحكم والأخ والصديق.. فلنجرب.سبور