وصف معالي الشيخ خالد بن احمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه ، الي روسيا بأنها زيارة مهمة . مبينا بأن جلالة الملك المفدى والرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيبحثان الأوضاع في المنطقة ، ومحاربة الاٍرهاب والتعاون في المجال الدفاعي ، إضافة الى التعاون في مجال الطاقة حيث أن تلك هي إبرز الملفات التي ستناقشها الزيارة . وأوضح وزير الخارجية خلال حديث مع قناة روسيا اليوم بأنه لا يوجد توجه لدى مملكة البحرين بأن تكون علاقتها مع روسيا علي حساب دولة اخرى ، بل ان المملكة نطبق سياسة انفتاحية على دول العالم ، مضيفا بأن علاقاتنا مع الولايات المتحدة لم تتغير بل تتنامي ، ونطمح في ان نبني العلاقات بما يسهم في امن واستقرار المنطقة ، ولسنا في الحرب الباردة كي نستبدل حلف بأخر. ولفت وزير الخارجية ؛ الى انه يجب ان ننظر بعين الاعتبار الي توجه روسيا حيال المنطقة ، نظرا لأن دور روسيا تغير عالميا عن ما كان عليه في عقود سابقة ، معربا عن تطلعه بأن تخدم النظرة الاستراتيجية الروسية بما يخدم المنطقة ، وان نجد مكان لإلتقاء روسي - امريكي لا سيما في الملف السوري. واكد بأن ملف سوريا ليس إقليميا ، بل له ابعاد دولية ، معربا عن امله في دعم هذا الملف. لافتا الى ان موقف المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات حيال التدخل العسكري في سوريا ليس موقفا تصعيديا بل يعكس التوافق حول عدو نواجهه في المنطقة. واكد الشيخ خالد بن احمد آل خليفة ، بأن مملكة البحرين لن ترسل قوات برية الى سوريا ، والتصريح الذي نسب لسفيرنا في لندن غير صحيح . مضيفا بأنه مهما تم جمع منح مالية فلن بخفف ذلك من معاناة السوريين وأعادتهم الي بلدهم ، موضحا بأن مؤتمر لندن نجح بجمع 7 مليار دولار ، والبحرين دائما ملتزمة لا سيما في مجال التعليم وهناك مدارس بنيت للاشقاء السوريين في الدول المضيفة ، وقد أسهمنا بتعليم 47 الف طالب سوري استفادوا من المدارس التي قامت ببناءها البحرين في مدن اردنية ( المفرق ، أربد ، الزعتري) وعبر وزير الخارجية عن تطلع مملكة البحرين لحل سياسي يشارك فيه الجميع حيال الملف السوري. وخلاف ذلك لن يتم تحقيق شئ ازاء هذه المسألة ، مشيرا الى ان الاٍرهاب في سوريا نتج عن الفراغ في الدولة السورية ، وكي نهزم هذا الخطر لا بد من إيجاد حل للملف السوري . وقال الوزير في حديثه بأن التدخلات الخارجية أسهمت بزيادة سفك الدماء في سوريا وهناك مسؤلية تقع على السوريين بما يسهم الامن والاستقرار . وبين وزير الخارجية بأن مملكة البحرين تساند جهود اشقاءنا في محاربة الاٍرهاب ، ونحن نعلم ان روسيا لديها مصالح في سوربا ونحن من مصلحتنا استقرار سوريا . ونتطلع لتفهم وجهات نظرنا . واكد الشيخ خالد بن احمد آل خليفة ، بأن مملكة البحرين مع استقرار وسيادة الدول ، مضيفا بان المجاميع الارهابية مثل حزب الله تدعمها دوله ولا اختلاف بينها وبين داعش. اضاف الوزير قائلا : لدينا حقائق وأدلة علي تورط مجاميع ارهابية في احداث في البحرين . ونفى وزير الخارجية وجود اعتقالات في البحرين بسبب آراء سياسية ، مؤكدا بأنه لا توجد سياسة تكميم الاصوات في البحرين ، ومن اعتقلوا جميعهم حملوا السلاح وقتلوا الشرطة وارتبطوا بتنظيمات ارهابية ولدينا كل الدلائل . مبينا بأنه ليس من شأن المنظمات الحقوقية المشاركة في تحقيقات أمنية التي هي شأن داخلي بحريني . وحول الموقف من ايران اشار الوزير الى ان ايران لها دور كبير في دعم المجموعات الإرهابية التي تشارك في عمليات القتل في سوريا. ونتطلع لعلاقة جيدة مع ايران باعتبارها جار لنا ، ولكن لدينا اشكاليات كثيرة ، وعدم توافق بملفات كثيرة ومنها موقف ايران من سوريا . وقال وزير الخارجية ان هناك اتفاق دولي بين دول 5+1 مع ايران وهو توافق يلزم ايران بعدة بنود ، وان اكبر مخاوفنا من اتفاق ايران مع المجموعة الدولية هو فهم ايران الخاطئ للاتفاق بأن يطلق يدها في المنطقة . وبشأن الموقف باليمن ، اوضح وزير الخارجية ؛ بأن اليمن بلد استراتيجي بالنسبه لدول مجلس التعاون الخليجي ، وتربطنا فيه علاقات تاريخية ، ولدينا التزامات كبيرة تجاه هذا البلد كي لا يختطف من قبل معسكرات معادية ، وما نطمح اليه هو تثبيت الامن والاستقرار هناك . وذكر الوزير بأننا لا نريد لليمن ان ينسلخ عن محيطه العربي ، نظرا لأن اليمن يرتبط بعلاقات تاريخية بدول مجلس التعاون الخليجي ، والتزامنا تجاه اليمن ليس شكليا ،والذين استشهدوا في اليمن هم ابناءنا ، واستقرار اليمن هو مصلحة حيوية ، وأشقاءنا اليمنيين يدركون مواقفنا اتجاههم . واشار وزير الخارجية الى ان هناك علاقات دبلوماسية بين البحرين والعراق ؛ وما نطمح اليه هو عراق مستقر خالي من التدخلات الخارجية ، لأن استقرار العراق هو في مصلحة دول المنطقة كلها ، معربا عن امله بأن يتخلص العراق من التدخلات الخارجية . وذكر بأنه عندما يكون لديك نهضة اقتصادية وتنمية فمن الطبيعي ان يكون لديك هاجس امني ، ان ثروتنا هي الانسان البحريني وهو اهم من كل ثروات النفط ، مضيفا بأن البحرين لا نعتمد على النفط بل بدأنا منذ زمن بسياسة التنوع الاقتصادي ، مشيرا الوزير الى انه لم نفاجئ بهبوط اسعار النفط ، وثروتنا هي الانسان البحريني المتعلم الذي يشغل كافة القطاعات. وحول مشاركته في وسائل التواصل الاجتماعي ، لفت وزير الخارجية الى ان تلك الشبكات مؤثرة وهي وسيلة متطورة ، بأن اصبح في متناول الجميع. مضيفا بأن مشاركته في ( تويتر) بدات كأمر شخصي وقد تطورت .وبين الوزير بأن شبكات التواصل الاجتماعي زادت انتشارها في 5 أعوام الماضية ، لكنها فترة عدم استقرار في المنطقة ، ونأمل ان تكون هذه الوسائل مؤثرة بدون حالة عدم استقرار. وما نريده ان يبقى هو الانفتاح المستقبلي على جميع دول العالم . المصدر: موسكو : روسيا اليوم