انطلقت البارحة في مهرجان «الجنادرية» الندوات المتخصصة للبرنامج الثقافي بندوة «عاصفة الحزم والمتغيرات الجيوسياسية الإقليمية والدولية». وأوضح وزير الإعلام الأردني السابق صالح القلاب أن «طول مدة المواجهة مع الحوثيين يدل على أن التحضير بدأ مبكرا للانقلاب على الشرعية، وأن الانقلابيين تلقوا دعما كبيرا عسكريا وماديا واستشاريا من إيران ومن نظام بشار الأسد». وأشار إلى أن «حزب الله انطلق عام 1980 ليكون قاعدة إيرانية متقدمة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ويلعب دورا رئيسيا في تدريب الحوثيين لخلق بؤر صراع وزعزعة طائفية ومذهبية في اليمن وعلى الحدود المملكة». ووصف عاصفة الحزم بالقرار الشجاع والغاية في الحكمة لما ترتب عليه من تخليص اليمن من احتلال إيراني. وأضاف أنه «لو لم يأت قرار عاصفة الحزم في وقته وفي توقيته المناسب دون أي تردد لحصلت متغيرات كثيرة على الأرض»، مؤكدا أن «عاصفة الحزم حققت انجازات كبيرة عسكرية وسياسية، منها اندحار علي صالح وأعوانه»، داعيا إلى أن «تبقى عاصفة الحزم بعد عودة الشرعية كون هناك مهمات قومية كثيرة بحاجة إليها». فيما قال مدير المنتدى الإقليمي العميد ركن خالد حمادة في ورقته إن «عاصفة الحزم اتصفت بتقنية عالية بدءا من السرية التي رافقت تقدير الموقف حتى اتخاذ القرار وتشكيل التحالف العملياتي، وتحديد الإجراءات الميدانية، ما يدل على أقصى درجات الاحترافية». ولفت إلى «نجاح القوات الجوية المشاركة في تحقيق التفوق في ساعات معدودة، وإحكام الطوق البحري وقطع طرق الإمداد، وإعادة السلطة الشرعية»، مؤكدا أن «هذا الأمر يتطلب قدرات وخبرات كبيرة في مجالات القيادة والسيطرة والاعلام الحربي»، واصفا الوضع العربي قبل عاصفة الحزم بـ«المتدهور وغائب الرؤية والعاجز عن تقييم المخاطر». مبديا أسفه أن «إيران كانت تسرح وتمرح في عواصم عربية عدة، وتستثمر جزرا على البحر الأحمر لتدريب الحوثيين»، مثمنا لعاصفة الحزم «كل خطواتها في سبيل الاستجابة لنداء الشرعية وإعادة الأمور إلى نصابها». فيما أكد الخبير الإستراتيجي الدكتور عبدالعزيز صقر الغامدي أن «عاصفة الحزم فرضت قواعد جديدة للعبة السياسية في منطقة الشرق الأوسط مبنية على قاعدة التدخل المضاد الوقائي والاستباقي، والتعامل مع التهديدات بجميع الوسائل بما في ذلك وسائل القوة العسكرية». ولفت إلى أنها «أكدت قدرة المملكة، ومعها دول مجلس التعاون الخليجي على المبادرة والفعل وبناء التحالفات في ظل تحولات إقليمية ودولية بالغة الحساسية والتعقيد». وعد ابن صقر عملية عاصفة الحزم مثالا للتعامل مع الخطر قبل استفحاله، وقبل مساسه بأمن واستقرار المملكة بشكل مباشر، كون السماح لعصابات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح بالسيطرة على السلطة في اليمن، والسماح بتحويل اليمن إلى مستعمرة إيرانية يهدد بعواقب وخيمة على مستقبل أمن واستقرار المملكة والخليج.