ما حصل من مجزرة الأبرياء في الأحساء أمر مرفوض تماماً من أي مواطن مهما كان انتماؤه المذهبي أوالقبلي أوالعرقي أو الديني أو غيره .الوطن لا مساومة عليه، حدوده وجغرافيته وناسه وممتلكاته ومقدراته ومكتسباته وأمنه واستقراره،وكل ذرة تراب جميعها خطوط حمراء. من يعتقد أن الوطن رخيص ، يزايد عليه حفنة من المتخلفين عقلياً ،الذين يرون أنهم يطبقون ديناً جديداً غير الذي تعلمناه وجبلنا عليه نحن وأجدادنا وآباونا فهم واهمون.الوطن للجميع دون استثناء سني المذهب أو شيعي المذهب، أسود أو أبيض ،أحمر أو أصفر البشرة. الوطني المخلص هو ليس من كف أذاه عن ناسه ومجتمعه بل هو من يحافظ على وطنه ووحدة تراب وطنه. الوطن مثل بيت الإنسان بالضبط مثلما تحب بيتك وأسرتك في هذا البيت كذلك حب وطنك وناسك .إذا تزعزع الأمن في الوطن تزعزع بيتك ،هذه هي المعادلة الصعبة التي إلى الآن لا يفهمها البعض من الناس أو لا يريدون فهمها ،الذين يستخدمون شبكات التواصل للإساءة للوطن بالهمز واللمز ،ونشر الشائعات المغرضة والأقاويل الكاذبة. الخائن لوطنه وناسه هو من يستخدم تلك الشبكات وغيرها من الوسائل الإعلامية ليضمر الشر لهم، أو من يدعم أو يؤوي أو من يتستر على من يريد بمجتمعه وأفراده الأذى ،أويزودهم بمعلومات أو من يفتي لهم باسم الدين فتاوى مسيسة لتدمير الأوطان وتمزيقها. خفافيش الظلام هم من يعملون في الخفاء للتخطيط والتحريض على الفتنة لتدمير وطنهم وناسهم ،والذي سبق وأن كتبت عنهم قبل عدة سنوات ،في جريدتنا الموقرة المدينة،وهم من يستخدمون غرف الدردشة ، في الشبكة العنكبوتية ، بأسماء مستعارة لينشروا شائعات الحقد والكراهية ،التي تعتبر من أخطر أنواع الشائعات التي تضرب المذاهب الدينية مع بعضها البعض والقبائل والعرقيات وغيرها .شائعات الحقد والكراهية تعتمد على المبدأ الاستعماري القديم الحديث " فرق تسد" ،والذي طل علينا هذه المرة بثوب جديد يعتمد على تقسيم وتجزيء وتفتيت المجتمعات ليس بالاحتلال العسكري الأجنبي القديم ،والذي انكشف وثبت فشله ،بل بأيدي أبناء المجتمع السذج والمغفلين الذين غسلت أدمغتهم ،وأصبحوا أيادي مطواعة بيد جهات أجنبية تعمل من أجل تقسيم الأوطان على شكل طائفي مذهبي بغيض. خفافيش الظلام تعمل وتنطلق من المغارات والكهوف والجبال وبطون الأودية ،وتعمل من باطن الأرض وليس من فوقها.إنها بالفعل مفرخة تتوالد وتتزاوج وتربى وتنشأ على الكراهية للأوطان وناسها. ما حصل في الأحساء من قتل لمواطنين أبرياء محقونة دماؤهم يجب أن يقابل بردع مزلزل ليس فحسب من القوات الأمنية الباسلة بل ومن كل مواطن غيور على هذا المجتمع وأفراده. المنابر التي يعتليها مروجو الفكر المنحرف ،أصحاب الألسنة الطويلة ،يجب أن يوقفوا عند حدهم .من يستخدم القنوات الدينية لبث أفكاره المنحرفة ،والتي يفترض أن تكون قنوات بناء لا قنوات هدم تنشر الفضيلة وتحارب الرذيلة ،وتحافظ على تماسك المجتمع وجبهته الداخلية ووحدته الوطنية ، يجب أن يحاسبوا ويقدم مالكوها للمحاكمة . أي اعلام في الدنيا هو إعلام موجه حتى في أمريكا أكبر البلدان ديمقراطية في العالم . وأي إعلام مهما كان حراً يجب أن لا يكون مطلقا بل مقيداً وموجهاً يخدم أولا وقبل كل شيء مصالح المجتمع العليا ولا يخدم مصالح جهات أجنبية تضمر الشر والكراهية ،وتتمنى أن ترى الشعوب تتقاتل. القنوات الفضائية الدينية وغيرها عليها أن تعي جيدا أن شعوبنا وأوطاننا مستهدفة ويجب أن لا تكون منابر للتحريض على الفتنة وتهديد الأمن الوطني ،وأن لا تسمح لدعاة الفتنة والمتطرفين النيل من أوطانهم وشعوبهم. فدعاة الفتنة هم من يجمعون التبرعات ويزجون بشباب صغار السن للجهاد وهم وأبناؤهم يتنعمون في هذه الدنيا ويأكلون من كل ما لذ وطاب ،ويعلمون أبناءهم في أحسن المدارس والجامعات الداخلية والخارجية، ويسكنون القصور والفلل الراقية، ويسافرون ويقضون إجازاتهم في منتجعات لا يستطيع من دخله متوسط السفر إليها؟! الدين ليس للمتاجرة من أجل الحصول على مكاسب دنيوية وأضواء وشهرة بل الدين أتى ليحافظ على الضرورات الخمس ( الدين والعقل والعرض والمال والنفس) والتي انتهكها خفافيش الظلام بالقول وبالفعل .نختم حديثنا بالقول أن من لديه فكر منحرف ضال فهو ضلع أعوج لا ينفع معه تعديل لأنه سوف ينكسر ،ولا ينفع معه إصلاح لأنه شخصية منحرفة (سيكوباثية) تعض اليد التي تمد لمساعدتها ،وظفت ذكاءها التوظيف السلبي لتصبح شخصية متمردة على قيم المجتمع وعاداته وتقاليده. إنها بالفعل شخصية مضادة للمجتمع لا ينفع معها الإصلاح بل استئصالها وعزلها أفضل من تركها تنشر أفكارها الهدامة في مجتمع محافظ ولد ونشأ وتربى على الوسطية في الدين ،وأن ليس هناك أي تطرف في أي اتجاه. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (29) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain