يودع اليوم المهندس علي بن صالح البراك منصبه كرئيس تنفيذي للشركة السعودي للكهرباء بعد ثمانية أعوام قضاها على الكرسي الذي يتركه اليوم، وهو مؤمن بأن الإصرار على الاستقالة كان لمبادئ يحملها في نفسه ووجهة نظر ترفض الاستمرار لمدة أطول من تلك التي قضاها معتبرا أنها حدا فاصلا بين عدة أمور. البراك الذي اختار «الرياض» في حديثه الأخير وهو لازال مسؤولا عن أكبر شركة كهرباء في الشرق الأوسط، يؤكد أنه يغادر الكرسي وهو مطمئن لوضع الشركة ولقطاع الكهرباء بشكل عام، إثر جملة من المشاريع تم اعتمادها لمواكبة نسب النمو العالية في المملكة. (أبو ياسر) هكذا سمعت موظفي الشركة ينادونه قبل 7 سنوات دون تكلف أو رسميات، ظل طوال سنوات عمله صديقا للإعلاميين يستجيب لهم في كل الأوقات ويحرص على وصول المعلومة لهم، تتحدث معه فيجيبك بلغة الأرقام، وهكذا كان في هذا الحوار الذي كان أقرب لكشف حساب تقبله أبو يسار بصدر رحب فإلى الحوار.. أسباب الاستقالة * أبدأ مهندس علي معك من آخر الأحداث.. قضيت أكثر من 7 سنوات رئيسيا تنفيذيا للشركة، كانت حافلة بالانجازات واعتماد مشاريع مهمة، ونمو متواصل لذلك جاءت الاستقالة مفاجئة فما أسبابها؟ - ليست استقالة.. بقدر ماكانت اتفاقا مع مجلس الادارة أن لا أستمر بالعمل رئيسا للشركة لعدة أسباب..أهمها شعوري بأهمية ضخ دماء جديدة للشركة وأن الثماني سنوات الماضية كرئيس تنفيذي أديت خلالها كل ما يمكنني تقديمه، وطبيعة العمل بمجال الكهرباء متسلسلة ولا يمكن لأي مسؤول أن يقول حققت أهدافي فالنمو مستمر والتجديد حاضر دائما والتقنية تتجدد، إضافة لذلك بعد مشوار طويل لأكثر من 30 عاما رأيت أنه وقت مناسب للرحيل للشركة ولي شخصيا..لدي مبدأ ووجهة نظر أؤمن به بأن لا يستمر المسؤول في أي قطاع خدمي لفترة طويل وثماني سنوات هي الحد الفاصل لتجديد الدماء، وحتى في داخل الشركة نقوم بعمليات تدوير لتجديد وتطوير العمل. *إصرارك على الاستقالة، هل هو لصالح كرسي آخر؟ - لا أبدا.. لم أترك مكاني هذا لأجل منصب آخر، والانسان دائما يكون على استعداد للعمل في أي مكان يرى أنه قد يحقق به عملا جيدا، ولكن بعد هذا المشوار الطويل لا أجد نفسي على القدرة للعمل بدوام كامل وبمسؤوليات متعددة ولا الطموح لمناصب أخرى، وعموما سأكون مشاركا في مجالات الطاقة والترشيد والمشاركة بأفكار ووسائل متعددة وخاصة في جانب رفع كفاءة استخدام الطاقة بأمور لم أستطع تحقيقها وأنا على كرسي المسؤولية، وكذلك في الأعمال التطوعية والخيرية كأعمال لها مردود على المجتمع. *الشركة السعودية للكهرباء كيان عملاق تم توحيده ليخدم كافة مناطق المملكة، ما أبرز الصعوبات التي واجهتك خلال فترة عملك؟ - الصعوبات الكبيرة كانت في البدايات عند التحاقي بالشركة وكانت وظيفتي تحتاج لخبرة ولم أكن أملكها وكانت مهمتي دمج عدة شركات في مرحلة الدمج الأول بالمنطقة الوسطى، أما بعد امتلاك الخبرة وبوجود الدعم وفريق عمل متجانس فهذا يسهّل، بلا شك بعد الدمج أصبحت شركة ضخمة، ولذلك تم تقسيم الرشكات وكل واحدة لها رئيس تنفيذي سيسهل من إدارة هذه الشركات. النمو في الطلب على الطاقة *تواجه الشركة نسب نمو في الطلب على الطاقة سنويا يعتبر الأعلى على مستوى العالم وهذا ما يضع أي مسؤول تحت ضغط هائل، فهل يفضل المسؤول "الهروب" بهذه الحالة؟ - لا إطلاقا..الشركة الآن بأحسن حالاتها ووضع الكهرباء جيد وبتحسن مستمر والسنوات القادمة ستكون أفضل، ومع تنفيذ المشاريع الجارية الآن لن يكون هناك خلال خمس سنوات أي انقطاعات ومع البرامج المعتمدة إذا مانفذت بشكل صحيح لن يكون هناك خلال العشر سنوات المقبلة أي مشاكل بقطاع الكهرباء أو ما يعرقل المشاريع الاقتصادية والتنموية ويؤثر على حياة الناس.. وبصدق ماشجعني على الرحيل بهذا الوقت أن وضع قطاع الكهرباء مطمئن للغاية. *خليفتك المهندس زياد الشيحة هل كان لك يد باختياره؟ - المهندس زياد من الكفاءات الجيدة وعرفناه من خلال مجلس الادارة وعندما طرح اسمه للمنصب بعد ما أبلغت مجلس الادارة برغبتي بالاستقالة، كان محل ثقة ولديه من الخبرة والمعرفة مايؤهله لقيادة الشركة لأفضل مما كانت عليه. التغيير مطلوب *وهل تتوقع أن تسير الشركة على نفس إستراتيجاتها؟ - نفَس التغيير بحد ذاته مطلوب لإحداث التطوير والابتكار، ومعالجة أوجه القصور، وهذا مهم بالنسبة لأي مسؤول جديد في شركة وخصوصا في مرفق خدمي بأن يحدث التغيير وتحسين سير العمل، وتقليص معاناة الناس من الانقطاعات المتكررة. *أكبر عقبة تواجه رئيس شركة الكهرباء هي مايتعرض له الناس من انقطاعات متكررة، هل نعتبر أن الأمر هذا انتهي؟ - الانقطاعات أمر طبيعي ولن تنتهي، طالما أنها محدودة، ومايهمنا أن لايكون هناك نقص في التوليد وشبكات النقل الرئيسية، والوضع سيكون مطمئنا مع التنسيق الجيد وإصلاح الاضرار التي قد يتسبب بها مقاولون او ماتتعرض له معداتنا من سرقات متكررة وتسبب لنا مشاكل في تعطيل المشاريع. خليفتي محل ثقة ومؤهل لقيادة الشركة للأفضل.. الأعطال وسرقة المعدات من أكبر العراقيل *شهدت فترة رئاستك للشركة تحولات جذرية في قطاع الكهرباء.. فما هي أبرز تلك التغيرات التي شهدها هذا القطاع؟ - نحمد الله أن هناك كثيراً من الأهداف تحققت وكل ذلك بفضل الله ثم بجهود الرجال المخلصين في قطاع الكهرباء الذين كان لوقفاتهم أثرها الكبير في وصول الكهرباء إلى ما هي عليه الآن من مواكبة للتنامي الكبير على طلب الطاقة في شتى القطاعات السكنية والصناعية والتجارية والزراعية. ولعل أبرز ما تحقق الدعم المادي للشركة للقيام بمهامها على أكمل وجه من خلال بناء محطات التوليد وتطوير الشبكة الكهربائية واستكمال عملية الربط حول المملكة، ومن الإنجازات التي لمسناها صدور أوامر سامية بتطبيق العزل الحراري إلزامياً على جميع المباني، وقرار مجلس الوزراء الخاص بتعديل جهد التوزيع في المملكة إلى الجهد الدولي (230/400) فولت، وموافقة مجلس الوزراء على استكمال اجراءات الربط الكهربائي مع مصر، والبدء في دراسة الربط مع تركيا. وقرارات وزارية مثل قرار وزارة التجارة والصناعة، ومصلحة الجمارك منع استيراد البضائع الكهربائية غير المطابقة للمواصفات، هذا بالإضافة إلى الدراسات التي تقوم بها هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج ذات الصلة بتنظيم صناعة الكهرباء، ولكن لا زال أمام الشركة الكثير للوصول إلى المستوى الذي نطمح إليه. أبرز التحديات *ما هي أبرز التحديات التي واجهتها الشركة خلال السنوات الماضية والآن؟. - تواجه الشركة جملة من التحديات ولعل من أبرزها النمو المستمر في الطلب على الطاقة، حيث ارتفعت كمية الطاقة المبيعة حتى شهر يوليو من هذا العام (2013م) بنسبة بلغت 6% وذلك عن الكمية المبيعة خلال المدة نفسها من عام (2012م). كما حقق الحمل الذروي خلال هذا العام ارتفاعاً قدره 5% مقارنة بعام (2012م)، أي بزيادة تصل حوالي 2400 ميجاوات. ونمت القدرة المركبة في المملكة إلى أكثر من 56 ألف ميجاوات، بما في ذلك إسهام المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة وكبار المشتركين، وزيادة أعداد الطلبات الجديدة للخدمة والتي تجاوزت 420 ألف وحدة سكنية وتجارية ليصل عدد عملاء الشركة السعودية للكهرباء إلى نحو 7 ملايين مشترك حتى الآن. وتشير تقديرات خطة التوسع في القطاع إلى أن إجمالي أحمال الذروة سيبلغ (90 ألف ميجاوات) في عام (2022م)، والحاجة قائمة لتنفيذ مشاريع كهرباء خلال الأعوام العشرة القادمة تتجاوز تكاليفها (خمسمائة مليار ريال)، كما يتوقع أن يسهم القطاع الخاص بزهاء 30% منها، أي ما يعادل 150 مليار ريال. *بداية ترؤسك للشركة تزامنت مع تنفيذ الشركة لبرنامجها الاستراتيجي عام 2007م والمتعلق بمشاركة القطاع الخاص، فماذا حققتم من خلالها؟ - يعتبر هذا البرنامج من البرامج الجيدة التي ساهمت في زيادة قدرات التوليد، ولا تزال الشركة مستمرة في تنفيذ برنامج مشاركة القطاع الخاص في مشاريع محطات إنتاج الطاقة الكهربائية، وتقدّر الاستثمارات اللازمة للمشاريع بأكثر من 42 مليار ريال، وجرى توقيع اتفاقيات ثلاثة مشاريع منها بقدرة 6857 ميجا وات بتكلفة 28 مليار ريال، كما تشارك الشركة بحوالي 50% من رأسمال شركات هذه المشاريع، وتقوم بتوفير الأرض والوقود والتوصيل مع شبكة الكهرباء العامة التابعة للشركة. *ماهي تلك المشاريع المنفذة وتحت التنفيذ؟ - نفذ المشروع الأول في رابغ بالمنطقة الغربية كمحطة بخارية تعمل باستخدام زيت الوقود الثقيل وبقدرة تصل إلى 1،200 ميجا واط، وتم توقيع اتفاقية شراء الطاقة من شركة المشروع عام 2009م وجرى في حينه استكمال التشغيل التجاري للمشروع في صيف عام 2013م، أما المشروع الثاني فنفذ غرب مدينة الرياض كمحطة غازية تعمل بالدورة المركبة باستخدام الغاز وباستخدام المياه المعالجة لنظام التبريد بالهواء المستخدم في المشروع وقدرتها 1729 ميجا واط، وتم توقيع اتفاقية شراء الطاقة من شركة المشروع في عام 2010م واستكمل التشغيل التجاري للمشروع صيف عام 2013م. أما المشروع الثالث فهو بالقرية بالمنطقة الشرقية كمحطة غازية تعمل بالدورة المركبة وبقدرة 3927 ميجاواط، وتم توقيع اتفاقية شراء الطاقة من شركة المشروع عام 2011م والمشروع تحت الإنشاء، ومن المخطط أن يكتمل المشروع قبل صيف عام 2014م. بينما مشروع رابغ2 للإنتاج المستقل كمحطة غازية تعمل بالدورة المركبة، فقد تم توقيع عقوده واتفاقية شراء الطاقة من شركة المشروع، والمخطط أن يكتمل المشروع قبل صيف عام 2017م. وفيما يخص مشروع ضباء1 فهي محطة للإنتاج المستقل وهي محطة غازية تعمل بالدورة المركبة مدمجة مع استخدام الطاقة الشمسية كجزء من المحطة والمشروع في مرحلة الاعداد، ومن المخطط استكمال المشروع قبل صيف عام 2017، أما مشروع ضباء2 للإنتاج المستقل وهي محطة مركبة والمشروع في مرحلة التخطيط. المشاريع الحالية *كم حجم مشاريع الكهرباء التي تتولى الشركة القيام بها الآن؟ - تتولى الشركة تنفيذ عدد كبير من المشاريع في مجالات التوليد والنقل والتوزيع تتجاوز تكلفتها مائة وخمسين مليار ريال، ويبلغ إجمالي قدرات التوليد من هذه المشاريع 15500 ميجاوات، كما يجري الاستعداد لطرح مشاريع توليد خلال السنوات الثلاث القادمة تتجاوز قدرتها 12400 ميجاوات. *هل لديكم أي روافد استثمارية تسهم بتوفير متطلباتها وفي تحقيق معدلات ربحية؟ -تعمل الشركة جاهدة على زيادة مصادر دخلها وتقليل تكاليف التشغيل لذا انشأت شركة تابعة معنية بالاتصالات لاستثمار شبكات الاتصالات الموجودة لدى الشركة وتأجير جزء منها لشركات الاتصالات. كما أن الشركة بصدد إنشاء شركة هندسية لتقديم الخدمات للآخرين.. فضلاً عن أنها تساهم في عدد من شركات انتاج الكهرباء المستقلة والحصول على عائد مجزٍ من تلك الشركات. *ما الذي تحقق على صعيد مشاريع الربط الكهربائي مع دول مجلس التعاون؟ - اكتمل مشروع الربط الخليجي قبل عامين تقريباً وعندما بدأ التشغيل تبينت فوائد هذا المشروع الذي هو عبارة عن مشاركة في احتياطي الطاقة وليس تبادلها. وهناك تحرك مكثف لإنشاء سوق خليجية لتبادل الطاقة بين دول الخليج العربية وفقاً لاتفاقيات ثنائية بين الدول والآن فإن هيئة الربط الخليجي ولجنة الكهرباء والماء الخليجية يدفعون هذا الأمر إلى الأمام لتحقيق استفادة أكبر من الربط الخليجي. ما شجعني على الرحيل في هذا الوقت أن وضع قطاع الكهرباء مطمئن للغاية *ماذا قدمت الشركة لمواردها البشرية وتطويرها.. هل لكم أن تحدثونا عن هذا الجانب؟ - الشركة تبذل جهوداً إلى تطوير وتنمية الموارد البشرية وزيادة كفاءتها وفعاليتها. وقد حققت الشركة في هذا الجانب انجازات متميزة تمثلت في وصول نسبة التوطين الآن إلى نحو 87% مقارنة ب 73% في عام 2000م. وفي مجال التدريب، تم تنظيم العديد من الندوات والدورات التدريبية داخل الشركة وخارجها لتعزيز معارف الموظفين وتطوير مهاراتهم. وفي خطوة مهمة لتشجيع التطوير الذاتي، هيأت الشركة للموظفين البرامج التدريبية المقدمة عن طريق التعليم الالكتروني والتي تغطي مختلف المواضيع (حاسب آلي ودورات فنية وإدارية) تشتمل على نحو 500 دورة تدريبية. كما تم استقطاب حملة الثانوية (العلمي، الصناعي) وخريجي الكليات التقنية حيث تقوم الشركة بتدريبهم داخل معاهدها في التخصصات الفنية المختلفة التي تلبي احتياجات قطاعات الشركة. * الشركة بجانب التزامها بتلبية احتياجات القطاعات التنموية المختلفة من الكهرباء تقدم دعماً للقطاع الصناعي..ماذا قدمتم على أرض الواقع بهذا الجانب؟ - يتمثل دعم الشركة للصناعات المحلية في إعطاء الأولوية للمنتجات الوطنية من معدات ومواد تحتاجها صناعة الكهرباء، فقد بلغت استثمارات الشركة في المشاريع الرأسمالية خلال الفترة من 2001م إلى 2012م في مجالات التوليد والنقل والتوزيع أكثر من 316 مليار ريال تشكل نسبة المواد والمعدات المستخدمة في تنفيذ المشاريع 70 في المائة أي ما يقارب 221 مليار ريال يتم تأمين 133 مليار ريال من هذه المواد من مصانع محلية. وتأمل الشركة في تأمين احتياجاتها من المصانع المحلية خلال الفترة 2014 إلى 2021 حيث يتوقع أن تبلغ استثمارات الشركة 401 مليار ريال. كما أن الشركة تبذل جهوداً كبيرة لدعم وتشجيع المصنعين للاستثمار في تصنيع المواد والمعدات اللازمة لمشاريع الشركة. وعلى سبيل المثال تقوم الشركة بخطوات وإجراءات مثل تزويد المصنعين بالبيانات اللازمة لدراسات الجدوى الاقتصادية ونشر الخطة الخمسية لاحتياجات الشركة من مواد التوزيع والعقود وكذلك المواصفات الفنية للمواد. كما تقوم الشركة بعقد اللقاءات الدورية مع المصنعين لفتح قنوات تواصل معهم حول الاقتراحات والأفكار والمعوقات والمشاكل ومناقشتها معهم وتحديد أفضل الحلول العملية لها بجانب تنظم الشركة ورشا مع المصنعين لتطبيق الآليات أو الاجراءات الجديدة المتعلقة بتطوير أساليب العمل. ونتيجة لهذا الجهد قفز عدد المصنعين المحليين الذين تتعامل معهم الشركة لتوفير احتياجاتها من المواد الكهربائية من 61 مصنعاً في عام 2001م إلى 149 مصنعاً بنهاية عام 2012م. *وماذا عن مشروع إعادة هيكلة قطاع الكهرباء؟ -تسعى الشركة السعودية للكهرباء منذ إنشائها إلى تحقيق أفضل أسلوب يمكن تطبيقه لتنفيذ برنامج إعادة الهيكلة لتحقيق توجهات الدولة في الوصول إلى سوق تنافسي يحقق أفضل خدمة كهربائية يمكن تقديمها للمستهلكين ودون أن يؤثر ذلك على استمرارية الخدمة أو الإخلال بالتزامات الشركة ومسؤولياتها تجاه تأمين الطاقة وتعميم الخدمة مع الاستمرار في رفع الكفاءة وتخفيض التكلفة. وفي هذا الإطار فقد اعتمد مجلس إدارة الشركة تحويل أنشطة الشركة الرئيسية إلى أربع شركات توليد وشركة لنقل الطاقة وشركة توزيع تكون جميعها في البداية مملوكة للشركة السعودية للكهرباء التي سيكون ضمن مسؤولياتها تخطيط المنظومة الكهربائية وتمويل مشاريع جميع الشركات وتقديم الخدمات المشتركة لها. وبفضل الله تم إطلاق "الشركة الوطنية لنقل الكهرباء" مطلع عام 2012م، بعد الانتهاء من إجراءات تأسيسها وتحويل أصولها وإعداد هياكلها التنظيمية. كما شرعت الشركة السعودية للكهرباء في إجراءات تأسيس شركات التوليد وشركة التوزيع وتنفيذ الأعمال المطلوبة لتكون هذه الشركات جاهزة إن شاء الله لبدء أعمالها قبل نهاية عام 2013م. *بعد فترة امتدت لثمانية أعوام في قيادة الشركة، أين نحن بالمملكة من العالم المتقدم في مستوى خدمة الكهرباء؟ - تعتبر الشركة السعودية للكهرباء أكبر شركة كهرباء في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، فهي تساند أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط وتعتمد عليها عمليات صناعة وتصدير البترول وصناعات البتروكيماويات فجميع المدن الصناعية بالمملكة – فيما عدا ينبع فهي مسؤولية شركة مرافق. وقد شمل النمو جميع قطاعات الشركة دون استثناء، ولدى الشركة حالياً 729 وحدة توليد مركبة في 71 محطة وقد نجحت الشركة في رفع قدرات التوليد الفعلية لها من 24083 ميجاوات في 5 أبريل 2000م إلى 56005 ميجاوات حتى الآن وبعد رصد عمليات الإحلال والتجديد وخروج بعض الوحدات من الخدمة لتقادمها فإن الشركة تمكنت من إضافة أكثر من25 ألف ميجاوات إلى قدراتها في 10 سنوات كما أن الشركة تخدم 7ملايين مشترك يقيمون في 12598 مدينة وقرية وتجمعا سكانيا وتقوم بإيصال الكهرباء سنوياً ل 400 ألف مشترك جديد و250 تجمعا سكانيا في المناطق النائية. وقد بلغ معدل الطلب على الكهرباء خلال صيف الماضي أكثر من خمسة وخمسين ألف ميجاواط، ويتزايد الطلب على الكهرباء سنوياً بمعدل 9% ( أي ما يعادل 4000 ميجاواط سنوياً تتطلب). وبالرغم من كل ذلك استطاعت الشركة تلبية الاحتياجات المتزايدة للقطاعات الانتاجية لأنها تعمل وفق رؤى وخطط مدروسة لتعزيز المنظومة الكهربائية.