×
محافظة القصيم

المعهد الصناعي بعنيزة يستضيف لقاءً مفتوحًا لمرشدي التعليم العام

صورة الخبر

وانتهى اللقاء المنتظر بين الهلال والنصر واضعاً نفسه في أعلى قائمة التاريخ بين المتنافسين اللدودين. من يزعم (من الطرفين) أن اللقاء كان مجرد لقاءٍ دوري عادي، لا يتعدى ثلاث نقاط، فهو إما واهم أو مكابر. اللقاء كان وقفة للتاريخ، وقنينة حبرٍ تكاد تنفجر من فرط حماستها؛ لتسيل على صفحات كانت ستروى سنين طوالاً عن بطولة تاريخية للنصر، لا يشابهها أي إنجاز أو يماثلها أي لقب. تتويج أمام المنافس العتيد والغريم التقليدي، حسم للدوري بلا أي خسارة، فوز ثالث على التوالي على الهلال في الموسم نفسه، تكريس مفهوم علو كعب النصر على الهلال تحت قيادة سامي الجابر، مواصلة (حلم) تحطيم رقم قياسي بعدم الخسارة في المنافسات الدورية، الحصول على لقب الدوري الذي غاب لأكثر من 19 سنة قبل نهايته بثلاث جولات. كل هذا كان محصوراً في تسعين دقيقة فقط، الذي صرح به جمهور النصر (المتميز في المدرج) برفع الرقم 90 قبل بداية اللقاء. قال المهندس طارق التويجري (الأنموذج الأمثل لما يجب أن يكون عليه المنتسب للرياضة): «للدوري بقية، فلم يكن بين النصر والبطولة نقطة، بل كان بين النصر والبطولة عراقة زعيم». عبارة تحكي واقعاً يعيه كل متمحصٍ في تركيبتنا الرياضية، ويتجاهله كل مغالط لها. ليس من المنطق أن يكون الهلال البطل الأوحد لكل البطولات (وإن كان هذا طموح جمهوره)، ولكن ليس من المنطق أيضاً أن يكون كبير القوم (كومبارس)، يقوم بأدوار يمليها عليه غيره. فالزعيم يكتب تاريخه بيده، ويقرر لغيره ما يجب أن يسطروه في تواريخهم، فكان الرد موجعاً برباعية، صفق لها القاصي والداني. رباعية استعرض فيها الهلال عضلاته، فقسمها بالتساوي بفريق كامل العدد، ثم بفريق منقوص من أهم نجوم اللقاء. كان لقاءً استثنائياً في كل التفاصيل والمعطيات والأحداث؛ لذلك ظهر الهلال بحلة الزعيم التي تخلى عنها كثيراً في هذه المواسم القليلة الماضية. ففي قاموس الزعيم (الاستثناء هو العادة)، ومن الصعب تغيير العادات. فكان عنوان تلك الليلة: (ثأرت كرامة الزعيم للهلال). (الثوب الفضفاض) جميل أن ترى طفلاً صغيراً يحاول تقليد أخيه الأكبر في كل شيء، في طريقة حديثه، في أسلوبه، في مشيته، أو حتى في ارتداء ثوبه، وإن كان يجر أطرافه جراً. كل هذا مقبول داخل جدران البيت، ولفترة قصيرة من باب الدعابة والتصريح بالحلم الذي يصبو للوصول إليه يوماً. لكن إن خرج هذا الطفل لخارج المنزل بثوب أخيه الأكبر إلى الشارع، وتقمص شخصيته بتفاصيلها كافة، فسيصبح مثاراً للسخرية والامتعاض؛ فليس كل ثوب يليق بأي شخص، ولا يوجد شخص على هذه الأرض وُلد كبيراً، بل مرَّ بمراحل كثيرة قبل الوصول لهذه المكانة. فعبارات الكبار مبتذلة على ألسن الصغار، واقتباس ما يقولون ونسبه لأنفسهم مدعاة للضحك. فاخلعوا عنكم تلك الثياب الفضفاضة؛ فقد تعدينا مرحلة الضحك إلى مرحلة الشفقة. رفقاً بأنفسكم قبل كل شيء. بقايا.. - لا يلام كارينيو على تهجمه على الحكم بين شوطَي اللقاء رغم عدم وجود ما يستدعي ذلك، فموسم ونصف من الإشارات الخضراء، والعديد من التجاوزات المسموحة، لا بد أن يكون لها أثرٌ في لقاء الحسم. - ياسر عاد قناصاً بإرادته ورغبته (بعد توفيق الله). أكثر ما يعاب على ياسر هي حالة (البخل الفني) التي يوقع نفسه بها. فهو يملك الكثير والكثير جداً، لكنه يبخل بها على نفسه أولاً وعلى فريقه ومحبيه ثانياً. - ليست الرباعية (بحد ذاتها) نتيجة تاريخية؛ فقد تكررت كثيراً جداً، ومن مختلف الفرق، ولكن وقعها كان عنيفاً بسبب كل هذا التعالي غير المنطقي. - بعد الإبعاد والنتيجة الكبيرة والمستوى الرائع، قام بطلب وساطة زملائه لدى المدرب لإعادته من جديد. فهل يجد من يتوسط له عند نفسه ليقنعها بأن طريق الهاوية ليس له نهاية سوى الهاوية؟؟! - الاحتفاء بهم بالقصائد والشيلات والأغاني حق مباح في كل القنوات، وعندما تم مدح غيرهم لأقل من ثلاث دقائق وجب على المحطة تقديم الاعتذار!! - إدارة الهلال وفي نهاية الموسم ما زالت في وادٍ آخر، لا يُعلم لها خبرٌ أو عمل. فهل اقتنعوا بأن الرحيل أصبح مطلباً يجب تحقيقه، أم ما زالوا يرون ما لا يراه غيرهم؟ خاتمة.. ملأى السنابل تنحني بتواضع والفارغات رؤوسهن شوامخ (جرجس بن العميد)