كان الكابتن «خالد باحمدين» أحد طياري الخطوط السعودية على موعد خاص ولحظات لا تنسى في حياته الوظيفية والتي تبلغ 27 عاماً في مجال الطيران، حيث كان له الشرف أن يكون أول كابتن سعودي يقود طائرة الأحلام السعودية (البوينج 787 دريملاينر) ذات الرمز (HZARB) على الرحلة رقم (SV9012)، ويهبط بها ظهر أمس على أرض المملكة العربية السعودية في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة. (الجزيرة) التقت الكابتن «خالد بن عمر باحمدين» في قمرة قيادة طائرة (الأحلام) والذي اشترط قبل بداية الحديث معه أن احرص على تدوين اسم والده في التقرير الصحفي، وأن لا اكتفي بكتابة اسمه فقط، الكابتن باحمدين تدرج خلالها في قيادة العديد من الطائرات ويحمل خمس رخص «طيار»، وصولاً إلى أضخم طائرة في الطائرات التجارية وهي الإيرباص 380. يقول الكابتن باحمدين: «حقيقة اشعر بالفخر لأنني أول قائد طائرة بوينج 787 دريملاينر يهبط بها على ارض المملكة، وقبل هذا كله اعتز بأنني أحد أبناء هذه المؤسسة المعطاءة التي لا تتوانى في تقديم كل الدعم لمنسوبيها في مختلف القطاعات وتأهيلهم لأعلى المستويات وتدريبهم على جميع البرامج المتقدمة، ونحن الطيارين وأفراد أطقم الملاحة الجوية نعرف تماماً حجم الاستثمار الضخم في الكوادر البشرية ومدى التكاليف الباهظة التي تتحملها المؤسسة مشكورة في سبيل توفير كوادر سعودية عالية التأهيل في هذا المجال الهام وهذه الصناعة المعقدة». وعن اللحظات الأولى قبل قيادة طائرة الأحلام يقول الكابتن باحمدين: «قمنا قبل اقلاع الطائرة من أمريكا بيومين بإجراءات شاملة خارجية ومجموعة من الفحوصات الداخلية المعينة على الطائرة ضمن فريق من عدد من قطاعات الخطوط السعودية المعنية، وقبل المغادرة بيوم قمنا بعمل اختبار تجريبي للطائرة من خلال رحلة جوية مدتها أربع ساعات ونصف، حيث تم التركيز على أداء جميع الانظمة ومنها محركات الطائرة ومدى كفاءتها التشغيلية والمناورة والتحليق في اتجاهات مختلفة، وتلك اختبارات لا نستطيع اجراءها بوجود ركاب على الطائرة». وأفاد الكابتن باحمدين أن الطائرات الجديدة قبل استلامها تخضع لمثل هذا النوع من الاختبارات من قبل المختصين في مقر الشركة المصنعة، حيث يقومون باختبارات صارمة من خلال 3 رحلات تجريبية، بعد ذلك يتم اعطاء الفرصة للمختصين بشركات الطيران لاجراء اختباراتهم قبل الاستلام، والتأكد من خلوها من المشاكل الفنية، فإن وجدت فإنه يتم اخطار الشركة المصنعة بها وطلب حلها، مؤكداً أن طائرات الخطوط السعودية الجديدة اجتازت كافة المتطلبات والاختبارات بنجاح ولله الحمد. وبالرجوع إلى الرحلة الأولى من سياتل إلى جدة قال الكابتن: «كل طيار يرغب في أن يكون هو أول من يهبط بطائرة الأحلام على أرض المملكة، وقد استغرقت الرحلة حوالي (14 ساعة طيران) لمسافة تعدت أكثر من (7) آلاف ميل، وكما يعلم الجميع بأن أنظمة الطيران العالمية تمنع أن تزيد الساعات الفعلية لعمل الطيار عن (8) ساعات طيران، لذلك قام زميلي الكابتن عبدالله المالكي بالإقلاع من سياتل بأمريكا، وتوليت أنا الفترة المتبقية حتى تم الهبوط بسلام ولله الحمد على أرض المملكة كأول هبوط لطائرة دريملاينر سعودية». وتابع الكابتن سرد تفاصيل الرحلة الشهيرة بقوله: «اقلاعنا من سياتل في تمام الساعة (11:45) صباحاً بتوقيت أمريكا، وخزانات الطائرة تستوعب حوالي (104) طن من الوقود، وقد تم ملؤها بحوالي (85) طناً، تم استهلاك (60) طناً فقط خلال الرحلة، وهذا يعكس مدى كفاءة ونوعية المحركات المختارة في الاقتصاد في الوقود، وكان الارتفاع 35 ألف قدم، بعد ذلك وفي منتصف المحيط ارتفعنا إلى 39 ألف قدم، وبلغت الطائرة أقصى ارتفاع لها إلى 41 ألف قدم على أوروبا حتى وصولنا الى مطار جدة». وفي موقع آخر تم لقاء قائد الطائرة الثانية والتي تحمل الرمز (HZARA) الكابتن سويد الغامدي وهو الطيار السعودي الأول الذي يقوم بالإقلاع من أمريكا على رحلة الخطوط السعودية رقم (SV9010)، وكان بجواره الكابتن طارق الغفيلي وهو الذي تولى قيادة الطائرة في منتصف الرحلة حتى الوصول الى المملكة، وكان له شرف القيام بالعروض الجوية مع صقور السعودية، وقال للجزيرة مبتسماً «هذا الذي أخرنا عن أن نكون أول من ينفذ هبوطاً لطائرة الأحلام قبل الكابتن خالد باحمدين». وعن أهم مميزات الطائرة قال الكابتن الغامدي: «هناك العديد من المميزات لطراز بوينج 787 دريملاينر الجديدة فهي نموذج مثالي للطائرات الأحدث في العالم، وتحتوي على تجهيزات متقدمة وإمكانات تشغيلية فائقة كثيرة لعلي أذكر أهمها الهدوء والتكييف وهو مختلف تماما عن الطائرات الأخرى، حيث إنه يقوم بأخذ الهواء من الخارج وليس من المحركات، كما توجد بعض التقنيات الحديثة مثل المرطبات الهوائية داخل مقصورة الركاب وهو ما يمنح الركاب شعوراً أكثر راحة في الطائرة». وتعد B787-9 (دريملاينر) الطائرة الأحدث بين منتجات شركة بوينج لصناعة الطائرات التجارية، وتبلغ سعتها (298) مقعداً، (24) منها لدرجة الأعمال و (274) مقعدا لدرجة الضيافة، وهي مجهزة لتوفر أفضل مستويات الراحة والرفاهية للضيوف . واختارت بوينج شركتي جنرال إلكتريك ورولز رويس لتطورا محركات الطائرة الجديدة التي باستطاعتها ان تقطع مسافة بين 14,800 إلى 15,700 كيلومتر دون توقف، ويبلغ معدل الانضباط في الإقلاع لهذه الطائرات على مستوى العالم (99%)، وصنعت الطائرة من مواد حديثة ومتطورة مما ساهم في تخفيف وزنها، وبالتالي زيادة الكفاءة الاقتصادية لها. وتم تزويد مقصورة ركاب درجة الأعمال بأحدث المقاعد التي صُممت بعناية، حيث يمكن فرد المقعد إلى (180) درجة ليصبح سريراً كاملاً، إلى جانب خدمات الاتصالات والإنترنت على متن الطائرة، يضاف إلى ذلك الأجهزة السمعية والمرئية المتقدمة، فضلاً عن المساحات الكافية للأرفف العلوية الخاصة بأمتعة الضيوف. وكانت الخطوط السعودية قد احتفلت أمس الأول في جدة بوصول طائرتي دريملاينر بحضور معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية الأستاذ سليمان بن عبدالله الحمدان ومدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية المهندس صالح بن ناصر الجاسر ورئيس شركة بوينج في المملكة أحمد جزار.