قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة وحلفاءها ربما أمامهم أسابيع كثيرة أو حتى أشهر قبل شن حملة عسكرية جديدة ضد تنظيم الدولة الإسلاميةفي ليبيا، على الرغم من تزايد القلق من تمدد التنظيم هناك وهجماته على البنية الأساسية النفطية. وأوضح المسؤولون أن واشنطن تضع خيارات عسكرية وأن هذه الخيارات نوقشت خلال اجتماع عقد الأسبوع الماضي بين الرئيس باراك أوباما وكبار مساعديه الأمنيين، ولم يتوصل لنتيجة حاسمة. وأشاروا إلى إن من بين هذه الخيارات زيادة الغارات الجوية ونشر جنود من قوات العمليات الخاصة الأميركية وتدريب قوات أمنية ليبية. وكشف المسؤولونأن حجم عملية جمع المعلومات عن أنشطة تنظيم الدولةبليبيا زاد الأسابيع الأخيرة،ولم يستبعدواتوجيه مزيد من الضربات لقيادات التنظيم مثل التينفذتها طائرة أميركية من طراز إف-15 في نوفمبر/تشرين الثاني، وقتلت فيها أبو نبيل أحد كوادر التنظيم في ليبيا. لكن المسؤولين الأميركيين -الذين تحدثوا لرويترز شريطة عدم نشر أسمائهم-أكدوا أن عقبات ضخمة تقف في طريق زيادة المشاركة العسكرية الأميركية. وأكبر هذه العقبات تشكيل حكومة ليبية موحدة قوية بما يكفي للدعوة لمساعدات عسكرية خارجية والاستفادة منها. وقال المسؤولون إن الاستعانة ببعض الحلفاء قد تتطلب أيضا تفويضا جديدا من الأمم المتحدة. ووصف مسؤولون أميركيون وأوروبيون وجود تنظيم الدولة في ليبيا بأنه مثير للقلق على نحو متزايد، وإن لم يكن بنفس حجم سيطرته على مساحات واسعة في العراق وسوريا. وهاجم تنظيم الدولة البنية النفطية الأساسية في ليبيا، وسيطر على مدينة سرت مستغلا فراغ السلطة حيث تتصارع حكومتان متنافستان. وتتراوح تقديرات عدد مقاتلي تنظيم الدولة في ليبيا بين ثلاثة آلاف وستة آلاف مقاتل. ويبدى المسؤولون قلقهم علانية من أن يستغل التنظيم وجوده هناك لتخفيف ضغط الغارات الجوية من التحالف الدولي على قاعدته الرئيسية في العراق وسوريا. ومع تزايد المخاوف من احتمال تدخل عسكري غربي ضد تنظيم الدولة في ليبيا، تزايد النزوح من سرت. وفي ظل هذه الأجواء، أفاد مراسل الجزيرة نقلا عن مصادر عسكرية أن غرفة عمليات المنطقة الوسطى كثفت من عناصرها الأمنية بمداخل مدينة مصراتة، وأعلنت المساحة الممتدة من السدادة إلى أبو قرين شرق مصراتة منطقة عسكرية.