ـ بادئ ذي بدء لا يسعنا إلا أن نبارك للأندية التي سكبت الدمع على بوابة آسيا ولم تستطع طيلة تاريخها ومشوارها الرياضي أن تخرج من شعار (العالمية صعبة وقوية) على قرب إلغاء دوري أبطال آسيا بعد الأخبار التي تواترت بذلك. ـ أكدت فيما سبق أن إلغاء بطولة دوري أبطال آسيا لن يعود بالنفع على الأندية السعودية التي من المفترض أن تكون ندا قويا لفرق شرق آسيا وإنما النفع كل النفع لتلك الدول (الهواة) لتشارك في هذه البطولة التي سينحدر مستواها بعد أن تنحصر الفوارق بين ضعيف وقوي. ـ دول الهواة قد نلتمس لها العذر في أمنيتها عودة النظام القديم شرق وغرب أما دول الاحتراف والتي تصرف المليار ريال لجلب المحترفين وتحسين بيئة الاحتراف ماذا ستستفيد من الزج بنفسها في بطولة تشهد انحدارا في المستوى عناصريا وفنيا. ـ كل الأعذار التي قيلت في حق نظام دوري أبطال آسيا غير منصفة ولا تمت للواقع بصلة لأن بإمكان أنديتنا أن تتسيد القارة الصفراء رغماً عن المنافسة الشرسة التي يجدوها من أندية اليابان والصين وكوريا. ـ لا اعتراض على أن الرغبة والأماني قد تختلف ما بين اتحاد الهواة واتحاد المحترفين وعلى أن الرؤية قد تتباين في الأحجام والأبعاد بين فكر وفكر لذا لا أحد يقنعني بأنه توجد في تلك الأصوات التي تنادي بإلغاء نظام البطولة سمات مشتركة أو قواسم بديهية. ـ إذا ألغي نظام دوري كأس آسيا وتحول لنظام الفصل ما بين الشرق والغرب فبذلك يكون الطريق ممهداً للأندية التي تباكت وذرفت الدمع وجرحت مشاعرها بإخفاقها وخروجها بشكل مخجل من تلك البطولة أن تلملم ما سقط منها من كبرياء مزعوم وتعود ببطولة على حساب الأندية الخليجية. ـ حينها لن تكون بطولة شرق آسيا صعبة وقوية بل إنها أسهل من أن تحرزها أندية الكوكب وأحد وضمك والربيع لتنافس الأندية المكلومة من فقدها كالهلال والأهلي والشباب فيتساوى في الميزان الصغار والكبار. ـ كم كان بودنا أن تكتب أندية الهلال والأهلي والشباب والفتح أسماءهم في سجلات شرف أندية آسيا للمحترفين قبل أن يلغى ليسطروا أسماءهم في ذاكرة القارة الصفراء كما سطرها النصر في نسختها الأولى واستحوذ على رايتها من بعده الاتحاد حتى شهدت له آسيا بأنه سيد الكرة فيها. ـ ورغم ذلك أخشى بأنني لا أحمل ذلك التفاؤل من قدرة الأندية المكلومة والمليئة بالفرح من إلغاء نظام دوري أبطال آسيا بأنهم سيهنأون بالنظام الجديد فقد تتجدد لديهم عقدة نفسية جديدة تحرجهم أمام جماهيرهم عندما تتحول بطولة غرب آسيا إلى (صعبة وقوية). ـ مخجل أن تجد أندية شرق آسيا في نفسها القدرة والرغبة على مواجهة أنديتنا وتهرب أنديتنا واحترافها المحموم بالملايين بمعاونة ممثلينا الأعضاء في المكتب التنفيذي الآسيوي من عالم الكبار إلى عالم الصغار ليكون الاتحاد والنصر سفيرين فوق دائمين فوق العادة آسيوياً.