كتب مصطفى الباشا: أكد وكيل وزارة الصحة الدكتور/ خالد السهلاوي بأن الوقاية والتصدي للسرطان تقع على قائمة أولويات وزارة الصحة باعتبارها أحد التحديات الرئيسية التي تواجه النظم الصحية ليس على مستوى دولة الكويت فقط ولكن على مستوى جميع دول العالم. وقال وكيل وزارة الصحة أن التزام دولة الكويت بالوقاية والتصدي للسرطان يتفق مع التزامها بالإعلان السياسي الصادر عن اجتماع الأمم المتحدة رفيع المستوى للوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية المنعقد في سبتمبر 2011 كما يتفق مع التزامات دولة الكويت بتنفيذ خطة العمل العالمية الصادرة من منظمة الصحة العالمية وخطة التنمية المستدامة حتى عام 2030 والتى يتعلق الهدف الثالث منها بالصحة، وتتضمن غاياتها الوقاية والتصدي للسرطان والأمراض المزمنة غير المعدية وعوامل الخطورة ذات العلاقة بها وفي مقدمتها التدخين،والخمول البدني والتغذية الغير صحية والسمنة وتلوث البيئة. وأوضح د/ خالد السهلاوي أن الوزارة تولي اهتماماً كبيراً بالرصد الدقيق لمعدلات حدوث السرطان والوفيات الناتجة عنه وتحليل بيانات السجل الوطني للسرطان والمعلومات الصحية المتعلقة بالوفيات الناتجة عن السرطان وذلك بهدف وضع وتحديث قاعدة معلومات وطنية موثوق بها لاستخراج المؤشرات اللازمة لوضع وتطوير ومتابعة تنفيذ البرامج الوقائية والعلاجية والرعاية التلطيفية لمرضى السرطان. وقال الدكتور/خالد السهلاوي إن السجل الوطني للسرطان بمركز الكويت لمكافحة السرطان يرجع إنشاءه إلى عام 1971 ويصدر عن الوزارة تقرير سنوي يوضح تسجيل حالات السرطان بأنواعها المختلفة وتوزيعها حسب الفئات العمرية والمناطق الجغرافية ومعدلات حدوث الإصابة والوفيات ومعدلات البقاء على قيد الحياة ونجاح العلاج، وقد أوضح أخر تقرير صدر عن السجل الوطني للسرطان أن عدد حالات السرطان التي تم تشخيصها خلال عام قد بلغ 2063 حالة كانت 990 حالة بين الكويتيين و1073 حالة بين غير الكويتيين، وكان سرطان الثدي في المرتبة الأولى بين أنواع السرطان التي تم تشخيصها بين النساء، وبمعدل حدوث 48.7 لكل مئة ألف بين النساء الكويتيات و39.1 لكل مئة ألف بين النساء الغير كويتيات، وكان في المرتبة الثانية سرطان القولون والمستقيم بين النساء الكويتيات بمعدل حودث 14.1 لكل مئة ألف بينما كان في المرتبة الثانية بين النساء غير الكويتيات سرطان الغدة الدرقية وبمعدل حدوث 5.7 لكل مئة ألف منهن، أما من حيث أكثر أنواع السرطان شيوعا بين الذكور فقد كان سرطان القولون والمستقيم بمعدل حدوث 17.6لكل مئة ألف من الذكور الكويتيين و8.8 لكل مئة ألف من الذكور الغير كويتيين، وفي المرتبة الثانية سرطان البروستاتا بمعدل حدوث 17.8 لكل مئة ألف من الذكور الكويتيين بينما كان سرطان الدم في المرتبة الثانية بين الذكور غير الكويتيين وبمعدل حدوث 4.2 لكل مئة ألف. وانطلاقاً من تلك المؤشرات فقد بدأت الوزارة بتطبيق برامج المسح الصحي للاكتشاف المبكر لسرطان الثدي باستخدام "الماموجرام" بين النساء وبرنامج المسح الصحي للاكتشاف المبكر لسرطان القولون والمستقيم بالإضافة إلى برنامجآ ثالثآ للاكتشاف المبكر لسرطان البروستاتا بين الذكور والتي تشهد إقبالا كبيرا من أفراد المجتمع نظرا لارتفاع مستوى الوعي الصحي بين المواطنين والمقيمين. واستطرد وكيل وزارة الصحة بأن السجل الوطني للسرطان في الكويت يغطي جميع المستشفيات والمراكز والمختبرات سواء التابعة لوزارة الصحة أو التابعة للقطاع الخاص أو حالات العلاج في الخارج حيث أن الإبلاغ عن حالات السرطان التي يتم تشخيصها بأي مؤسسة صحية يعتبر إجباريا وإلزاميا من جانب جميع الأطباء بموجب قرار وزاري ينظم التسجيل الإجباري عن حالات السرطان. وأضاف أن الوزارة تنفذ برنامج شامل للتطعيم الواقي من الالتهاب الكبدي الفيروسي "ب" وتبلغ معدلات التغطية بهذا التطعيم أكثر من 90% حيث أن الإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي" ب" تعتبر احد عوامل الخطورة لحدوث سرطان الكبد، كما أن وزارة الصحة تتابع المستجدات العالمية بشأن عوامل الخطورة ذات العلاقة بالأنواع المختلفة من السرطان وتضع الاستراتيجيات والبرامج اللازمة للوقاية منها، استناداً إلى نتائج المسوحات الصحية التي تحرص الوزارة على تنفيذها بصورة دورية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ( WHO) إما من حيث المحور العلاجي فقد أكد وكيل وزارة الصحة أن مركز الكويت لمكافحة السرطان والمراكز التابعة له يعتبر صرحاً علمياً متميزاً يضم الكفاءات الوطنية وأحدث الأجهزة والمعدات الطبية للتشخيص الدقيق والعلاج وتقديم الرعاية التلطيفية للمرضى والتي توليها الوزارة اهتماما كبيراً. ونوه الدكتور /خالد السهلاوي وكيل وزارة الصحة إلى التعاون الوثيق بين دولة الكويت ومنظمة الصحة العالمية للوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية حيث تعتز دولة الكويت بان هناك جائزتين تمنحان تحت مظلة منظمة الصحة العالمية لتشجيع البحوث والمساهمات للوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية وتحمل إحدى الجائزتين اسم حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه وهي جائزة الشيخ/ صباح الأحمد الجابر الصباح للبحوث الصحية في مجالي: الرعاية الصحية للمسنين وتعزيز الصحة على مستوى دول العالم أما الجائزة الثانية فهي على مستوى إقليم شرق المتوسط وتمنح للبحوث والانجازات المتميزة في مجال الوقاية والتصدي للسرطان والأمراض القلبية الوعائية والأمراض المزمنة، كذلك فقد أصدرت دولة الكويت نداءاً صحياً إلى إقليم شرق المتوسط بالمنظمة كأحد التوصيات التي انطلقت من دولة الكويت للوقاية والتصدي للأمراض المزمنة الغير معدية. واختتم الدكتور/ خالد السهلاوي تصريحه الصحفي بمناسبة مشاركة وزارة الصحة لدول العالم بالاحتفال باليوم العالمي للسرطان بالتأكيد على اعتزاز الوزارة بدور المجتمع المدني وجمعيات النفع العام ومبادراتها المجتمعية الرائدة للتوعية بالوقاية من السرطان وتقديم الدعم للمرضى ومن خلال نموذج متميز للمشاركة المجتمعية في تطبيق البرامج والاستراتيجيات الصحية لمجابهة هذا التحدي. يذكر أن منظمة الصحة العالمية قد وضعت خطة عمل وإطار عالمي للوقاية والتصدي للسرطان والأمراض المزمنة غير المعدية وعوامل الخطورة ذات العلاقة بها بهدف خفض معدلات الوفيات الناتجة عنها بنسبة 25% وخفض معدلات انتشار وتعاطي التبغ بنسبة 30% وخفض معدلات انتشار نقص النشاط البدني بنسبة 10% بالإضافة إلى إتاحة الأدوية والتكنولوجيا الحديثة لعلاج وتشخيص تلك الإمراض ضمن منظومة الرعاية الصحية الأولية وذلك بحلول عام 2020 وقد وضعت منظمة الصحة العالمية إطاراً مرجعياً للدول للالتزام به لتقديم تقارير دورية للمنظمة وللأمم المتحدة عن انجازاتها لتنفيذ الإعلان السياسي للوقاية وللتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية وعوامل الخطورة ذات العلاقة بها حيث أكد وكيل وزارة الصحة ارتياحه لما تم تحقيقه من انجازات لتنفيذ الأهداف والغايات العالمية ومن خلال تقوية نظم المعلومات الصحية ورصد معدلات الأمراض المزمنة غير المعدية وعوامل الخطورة ذات العلاقة بها ووضع وتحديث البرامج الوقائية والعلاجية وتوفير الأدوية والتقنيات الحديثة للتشخيص والعلاج والاهتمام بالبحوث والمؤتمرات العلمية لدعم قدرات النظام الصحي بدولة الكويت للتصدي لهذا التحدي والذي يؤثر على البرامج الصحية والخطط الإنمائية، وتعتبره وزارة الصحة أولوية تنموية رئيسية.