ارتكبت الميليشيات الحوثية وقوات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع علي عبدالله صالح مئات الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان في مختلف المحافظات اليمنية التي طاولتها آلت الحرب منذ بدء النزاع وحتى اليوم. وتنوعت هذه الجرائم والانتهاكات - بحسب تقارير حقوقية يمنية ودولية - بين عمليات القتل والتصفية والاغتيالات، إلى جانب الخطف والاعتقال وتفجير المنازل وحصار المدن وتجويع سكانها، والتعذيب وتجنيد الأطفال وتدمير البنية التحتية، إضافة إلى النهب والسلب للممتلكات العامة والخاصة. وبحسب وزير حقوق الإنسان اليمني عز الدين الأصبحي، فإن الإحصاءات الأولية لنتائج الحرب التي شنتها الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح تشير إلى مقتل 10 آلاف شخص، إضافة إلى 15 ألف جريح، واعتقال الآلاف في بيوت الأشباح الحوثية. على حد وصفه. وكشف تقرير حقوقي حديث أصدرته منظمات من المجتمع المدني عن قيام ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بقتل وجرح نحو 11 ألف مدني في محافظة تعز وحدها (جنوب غربي اليمن) خلال الفترة ما بين 24 آذار (مارس) 2015 وحتى 17 كانون الثاني (يناير) 2016. كما رصد تقرير للمركز الإعلامي للثورة اليمنية نحو 15 ألف حالة انتهاك لحقوق الإنسان ارتكبتها ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح خلال نحو 200 يوم ضد المدنيين من بينهم نساء وأطفال في كل المحافظات اليمنية. وبحسب التقرير، رصد المركز 15685 من الانتهاكات الحقوقية والسياسية خلال الفترة ما بين 11 نيسان (أبريل) و7 تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2015 في 17 محافظة يمنية. وضمن هذا العدد من الانتهاكات، أشار التقرير إلى نحو 1828 حالة قتل في صفوف المدنيين، بينهم صحافيون وسياسيون في القرى التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي وصالح، سواء بالقتل المباشر والتصفية أم جراء القصف العشوائي بالسلاح الثقيل على الأحياء السكنية في المدن والقرى. وأورد التقرير أن نصف ضحايا الانتهاكات هم من النساء والأطفال، مشيراً إلى حوالى 3236 إصابة، إذ عمدت ميليشيا الحوثي وصالح إلى تجنيد قرابة 2500 طفل بين سن 7 و12 عاماً، ودفعهم إلى جبهات القتال. تفجير المنازل والمنشآت الخدمية < عمد الحوثيون، بحسب التقرير، إلى تفجير جميع المنازل في قرية «الجَنادِبة» بمنطقة أرحب شمالي صنعاء تحوي 18 منزلاً، فضلاً عن تفجير مسجد القرية، كما تمادوا في تفجير 15 منزلاً وحرق 33 منزلاً آخر في قرية «خُبْزَة» بمنطقة رداع في البيضاء. ووفقاً للدراسة، اقتحم الحوثيون ونهبوا 585 مبنى من بينها 282 منزلاً و130 مؤسسة حكومية وحزبية ومساجد ومقرات لمنظمات مجتمع مدني وسكنات طلابية، وأحالوها ثكنات عسكرية وتمركزوا فيها، إضافة إلى قصف المستشفيات. ولفت المركز الإعلامي للثورة اليمنية إلى قيام الحوثيين بتدمير 68 مشروعاً خدمياً من آبار مياه وأبراج كهرباء في محافظتي صنعاء والضالع، كما قامت الميليشيات الحوثية بتفجير عشرات المنازل لمناوئين لها في محافظات أخرى مثل شبوة وتعز وإب. وارتكب الحوثيون 218 انتهاكاً بحق وسائل الإعلام شملت اقتحام مقار لقنوات تلفزيونية، ونهب المعدات، إلى جانب قتل الصحافيين واعتقالهم وتعذيبهم وملاحقتهم وتوجيه التهديدات لهم، عدا عن إغلاق وحجب 63 موقعاً إخبارياً إلكترونياً. وخلال 200 يوم، أورد التقرير شكاوى لـ1851 ناشطاً تعرض خلالها مواطنون لتهديدات من الحوثيين الذين قاموا أيضاً بفصل وإيقاف 1709 أشخاص عن العمل من وظائفهم الحكومية، ورفضوا صرف مرتباتهم، إضافة إلى الآلاف من العسكريين وعناصر في أجهزة الأمن والمعلمين.