×
محافظة المنطقة الشرقية

«الإسكان» تضخ ملايين الأمتار المربعة للمدن الرئيسية

صورة الخبر

شكل عام 73 قمة ما عرف بسياسة الوفاق الدولي بين أميركا وروسيا أيام الرئيسين نيكسون وبريجينيف.. والتي انتكست مع فضيحة "ووترغيت" وخروج الرئيس نيكسون مهشما في بداية ولايته الثانية.. وعادت أجواء الحرب الباردة تدريجيا متخذة طابعا حاميا في بعض المناطق، ومنها مع الأسف الشديد منطقتنا.. وسقطت معها فكرة السلام الشامل في المنطقة. انتهت الحرب الباردة بداية التسعينات وكانت أميركا تتمتع بدعم كبير من الدول العربية التي نالها الكثير من حرائق تلك الحرب الباردة.. في لبنان وفلسطين والعراق. وشكلت حرب تحرير الكويت أو ما عرف بعاصفة الصحراء قمة هذا التضامن العربي الأميركي.. وجاءت هذه الحرب بمثابة الانتصار النهائي لأميركا على العالم وفي الحرب الباردة.. وعدت أميركا حلفاءها العرب بعد حرب الكويت بالدعوة إلى مؤتمر سلام في الشرق الأوسط.. وعادت فكرة السلام الشامل إلى المنطقة، وبدأ ما عرف بعملية مدريد للسلام بمشاركة معظم دول العالم في إطار المفاوضات المتعددة.. وطرح مشروع السوق الشرق - أوسطية بالتفصيل المملّ.. إلا أن عملية مدريد للسلام تلاشت مرة أخرى واستعيض عنها باتفاقات أوسلو أو "غزة أريحا أولاً".. وذلك بسبب خسارة بوش الأب الانتخابات لولاية ثانية رغم ما حققه من انتصارات وإنجازات لأميركا في الداخل والخارج.. إلا أن عملية مدريد والسلام الشامل التي كان يقودها جيمس بيكر وزير خارجية بوش الأب كانت قد أغضبت إسرائيل، فألحقت بوش الأب بمعلمه نيكسون خارج البيت الأبيض.. والمعروف أن بوش الأب كان مدير "السي آي إيه" إبان إدارة نيكسون.. طبعاً الحديث يطول عن هذه الحقبات القريبة زمنيا والتي كنا ننتقل فيها من هاوية إلى أخرى حتى بلغنا جميعا ما نحن عليه في زمن انتصار حليفنا في الحرب الباردة.. أي الولايات المتحدة الأميركية التي تنكرت لوعودها وكشفت عن تحالفات الباطن العميقة.. وفضيحة "إيران غيت" أحد أوضح وجوهها، ثم حرب العراق المفتعلة وتقديم العراق هدية لحلفاء أحاديتها ومشروعها المعلن بالفوضى الخلاقة التي باتت تدق اليوم أبواب العالم أجمع بأمنه ومجتمعاته.. حتى أصبح الشرق الأوسط قنبلة نووية بشرية قادرة على تدمير العالم إذا استمر العبث بهويتها العربية بكل مكوناتها المتنوعة عرقيا ودينيا.. خصوصا بعد ما حدث في باريس واعتبار الأوروبيين أن الولايات المتحدة الأميركية وحدها المسؤولة عن سحب كل أدوات الفوضى الخلاقة من منطقتنا.. دولاً ومنظمات وأدوات إعلامية وثقافية وتقنية وفكرية، تعمل على العبث بوجودنا الوطني والإنساني والديني.. حاولنا أن نربط ما حدث في أربعة عقود بمحطات لا يزال لها حضورها في ذاكرة الجميع تقريبا. وكانت الغاية من هذا العرض هي محاولة تفسير طبيعة الوفد الاستثنائي المرافق للزيارة التي قام بها الرئيس أوباما إلى المملكة العربية السعودية ليعقد أول قمة مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبعد أيام على غياب الراحل الكبير خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله. حيث بادر - بعد غيابه - العرب حكومات وشعوبا إلى مبايعة خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز ملكا للاعتدال العربي والرياض عاصمة الاستقرار العربي. وهذا ما جعل أوباما وإدارته يأتون إلى السعودية ومعهم - بالإضافة إلى الإدارة الحالية - صناع السياسة الأميركية من الجمهوريين والديموقراطيين منذ عاصفة الصحراء وحرب الكويت حتى الآن. وهم ممثل الأكثرية الجمهورية في الكونجرس الأميركي جايمس ماكين، وجيمس بايكر وزير خارجية بوش الأب وكوندوليزا رايس وزيرة خارجية بوش الابن، التي تولّت الوزارة بعد كولن باول الذي استقال بعد احتلال العراق. والمعروف أن جيمس بايكر هو أحد قطبي تقرير بايكر - هاملتون الذي وضعه الحزبان الجمهوري والديموقراطي، والذي اعترف بخطأ احتلال العراق.. وأن المواضيع التي أعلن عنها في مفاوضات القمة السعودية - الأميركية تجعل من الاستقرار والاعتدال لا يستقيمان إلا بالعدل والالتزام بالعهود والاتفاقات.. وأن السلام الشامل والعادل يبدأ من القدس الشريف إلى كل إنسان عربي وإلى كل شبر من أرض العرب.. وأن الأيام القادمة ستظهر لنا ما إذا كانت قمة كل أميركا مع كل العرب في الرياض قد أسّست لزمن من العدل والاعتدال والاستقرار وتنمية الإنسان بعد سنوات طوال من القتل والدمار والاحتلال والتشرد والآلام. إن كل ما تعرضنا له يؤكد مدى دقة الظروف التي تعيشها مجتمعاتنا العربية في ظل تدخل مباشر من دول إقليمية، وفي ظل تناقض حقيقي في المواقف بين الدول الكبرى في أكثر من قضية.. بدءا من قضية أوكرانيا مرورا بالنووي الإيراني إلى النزاعات في سورية وليبيا واليمن والعراق، ودائما القضية الفلسطينية.. مما يستدعي جهودا مكثفة من قبل محور الاستقرار العربي السعودي الخليجي المصري.. وهذا يستدعي مؤازرة مجتمعية كاملة من شعوب هذه الدول العربية التي لا تزال تعيش باستقرار في ظل دول حقيقية وسيادة كاملة. بعد أن فقدت العديد من شعوبنا العربية استقرارها وسيادتها.. لا سيما أن أعلنت المنظمة الدولية للاجئين أن نصف اللاجئين في العالم حاليا هم من العرب، مع الأسف الشديد.