تنتشر في اليابان دروس تدليك الأطفال أو ما يسمى المساج، وهي جلسات لتعليم الآباء كيفية ضم أطفالهم وتدليك أجسامهم والغناء لهم بهدف ترسيخ العلاقة بين الطفل وأبويه، حيث يعتقد الخبراء أن ذلك سيساهم في مواجهة ظاهرة العنف الذي يمارسه الآباء ضد أطفالهم. وتقول الخبيرة في تدليك الأطفال ساتوتمي كومياما إن الهدف من التدليك هو تعزيز التواصل والمحبة بين الطفل ووالديه، فكما تدفئ يد الأم جسد طفلها فإنها تبث فيه فيضا من المحبة. وبدورها، تقول إحدى الأمهات وتدعى يوكي سايتو إنها لم تكن تدرك كم كان من المهم أن تضم طفلها الأول إلى صدرها، ولكن الدروس التي حضرتها نبهتها إلى حاجته لحنانها. ويُعتقد أن دروس التدليك هذه تزيد من حنان الآباء والأمهات تجاه أطفالهم، وتحد من ظاهرة العنف الأسري، حيث تضاعف عدد حالات الإساءة التي يتعرض لها الأطفال في اليابان على يد والديهم سبع مرات في السنوات الـ15 الماضية، ليصل إلى 90 ألف حالة سنويا. ومع تزايد انخراط اليابانيين في نمط الحياة العصري، تضعف فرص تواصلهم مع أبنائهم، وتتقوض علاقات المحبة التي تجمع أواصر العائلة، مما يدفع الخبراء لدق ناقوس الخطر وتحريض الآباء على التقرب من أطفالهم. وتقول الخبيرة الاجتماعية سوميكو هينسيه إن السنوات الست الأولى من عمر الطفل هي أهم فترة لنمو الدماغ، وتضيف أن حضور الوالدين في هذه المرحلة العمرية له دور جوهري في تنمية شخصية الطفل وصحته النفسية في المستقبل.