×
محافظة المنطقة الشرقية

المليك يرعى انطلاقة مهرجان الجنادرية في دورته الثلاثين

صورة الخبر

انتهت الرحلة الاستكشافية على خطى الأجداد بعد أن وصلت قافلة الرحالة المشاركين إلى خط النهاية في القرية التراثية بالقرية العالمية، أمس الأول، وسط عدد كبير من الأهل والأصدقاء الذين كانوا في الانتظار. نظم الرحلة للعام الثاني على التوالي مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وذلك لإشراك أكبر عدد من محبي الترحال والطبيعة للاستمتاع برحلة دامت عشرة أيام. مثلت الرحلة اختبارًا للقدرة لستة عشر شخصاً تم اختيارهم من بين عدد كبير ممن تقدموا للتسجيل وذلك بعد أن اجتازوا اختبارات اللياقة البدنية. وقال إبراهيم عبد الرحيم، مدير إدارة الفعاليات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث: بذلنا كل ما بوسعنا في المركز، لخلق تلك الأجواء المثالية للمشاركين في الرحلة ليروي كل مشارك القصة بناء على تجربة حقيقية عاشها ضمن فريق من الرحالة وبقيادة الرحالة الشهير أحمد القاسمي. وهذا ما لمسناه بالفعل من الجميع الذين ينحدرون من بلدان عربية وأوروبية وآسيوية وثقافات شتى، خاصة وأن جل تركيزهم انصب على معرفة تراث الإمارات ومعايشته على أرض الواقع. وبعد الانطلاق من منطقة الطي، شملت الرحلة 14 محطة لاستراحة الظهيرة والمبيت ليلاً. ففي اليوم الأول استراح الركب في طوي بن خليص، وأناخوا إبلهم ليلاً للمبيت في محافز. وكانت استراحة اليوم الثاني في محافز، وباتوا ليلتهم الثانية في الثميد. وواصلوا السير في اليوم الثالث حتى الاستراحة قرب دوار المدام، وعندما حل الظلام باتوا في الشويب. وقال الرحالة أحمد القاسمي الذي تولى قيادة القافلة:أظهرت الرحلة التراث الحقيقي وانعكاسه على المشاركين بها بطريقة إيجابية، حيث كانوا يتعلمون أشياء جديدة كل يوم. وعلى الرغم من صعوبة الرحلة، لكنهم تمكنوا بفضل التدريب من اكتساب لياقة بدنية أكبر، والتعامل مع الجمال، وتحمل مشقة الطريق بالاعتدال أو الجلوس بشكل معين للتخفيف من الضغط، والأهم من ذلك، فقد كان العمل بروح الفريق السمة الغالبة على هذه الرحلة، خاصة وأن كل عضو في الفريق قام بواجبه وأدى دوره. وكان في القافلة محمد بن تريم الذي يشغل منصب باحث أول في الحياة البرية في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، للاستفادة من خبرته في شؤون الترحال عبر الصحراء، حيث تولى تقديم النصائح والإرشادات لجميع المشاركين، مع تحديد خط سير الرحلة بالاعتماد على تشكل الكثبان الرملية، واختيار المسارات المنبسطة لضمان راحة وسلامة المشاركين والجمال. و قال محمد بن تريم: كانت الرحلة على ظهور الجمال هذا العام متميزة جدًا، وتخللها الكثير من المرح، وكان هناك مستوى كبير من التعاون بين جميع المشاركين الذين استمتعوا أيضاً بهذه التجربة، وأبدوا إصرارًا على مواصلتها مع توافر خيار الوصول إلى سيارة قريبة، لكنهم رفضوا ذلك بثبات. لقد اجتمعت كل هذه الجنسيات معاً في مكان واحد، وأعرب الجميع عن عشقهم لثقافة وتراث الإمارات. وقالت شارلوت سارازين من فرنسا:كان من المدهش حقاً المشاركة في هذه الرحلة، لا تسعفني الكلمات للتعبير عن روعتها، خاصة عندما أفكر بطريقة العيش لعشرة أيام بعيدًا عن كل الضغوط مع زملائي المستكشفين وجمالنا. لقد كنت أتعلم كل يوم عن الثقافة الإماراتية وثقافات جميع المشاركين من حولي. إنها متعة مليئة بالتحدي على نحو لا يوصف. ويمكن أن نعتبر أنفسنا محظوظين لخوضنا هذه التجربة التي أتاحت لنا فرصة العيش في أحضان الطبيعة بعيدًا عن ارتباطات العصر، وسماته وممارساته الحديثة، من هاتف محمول وفيسبوك وتويتر. ونصيحتي للآخرين المشاركة في نسخ الأعوام المقبلة من الرحلة. وتعترف رفيقتها في الرحلة راشينا أحمد من الهند بالمشاعر الهادئة التي انتابت الجميع في أثناء الرحلة، وتقول: على الرغم من مصاعب الترحال والطرق والتضاريس الوعرة جدًا في بعض الأحيان، وارتفاع درجة الحرارة، كانت التجربة رائعة، بل لا أبالغ إن قلت إنها واحدة من أفضل العطلات التي قمت بها، لأنها كانت تجربة تعليمية وترفيهية في آن واحد. إنه شعور مدهش لا يمكن أن يستمتع به الإنسان ما لم يعايش التجربة ذاتها. إنني أتمنى المشاركة في السنوات المقبلة، لأن الرحلة كانت بمثابة اختبار للتحمل والصبر. وقال أحمد فرسان خليفة، وهو يمني يقيم في الإمارات: أنا سعيد بعد هذه التجربة، لأنها مثلت نوعاً من التحدي لقطع مسافة طويلة على ظهر الجمال، علماً بأنني أحب المغامرات والصحراء للتعرف إلى نمط حياة أجدادنا في الماضي. لقد وجدت في هذه الرحلة الكثير من العناصر الجديدة التي تبعدني عن رتابة الحياة المعاصرة، وآمل تكرار التجربة مرة أخرى.