لم يعد يكتفي الطفل بالإنصات إلى الحديث الدائر بين أبويه أو إخوته، بل بات يحشر نفسه دائماً مبدياً رأيه ووجهة نظره في النقاش الدائر، حتى وإن كان الحديث يدور حول أمر لا يعرف عنه شيئاً، والمهم عنده أن يلتفت إليه الآخرون وأن يجذب أنظارهم. فماذا يدور داخل عقل الطفل عندما يبلغ من العمر خمس سنوات؟ وما رأي العلماء بذلك؟ وهل للأمر علاقة بتطور الوعي الذاتي وبروز السمات الشخصية لدى الطفل. خمسة سنوات من العمر: الطفل المحاور الحدث: يجذب أنظار الآخرين ويجعلهم فرحين بحديثه وبروز سماته الشخصيّة. ماذا يرى الأهل؟ يبدأ الطفل بإدخال نفسه في الحوارات الدائرة حوله من أجل جذب أنظار الآخرين نحوه، وقد يصل به الأمر إلى طلب أدوار من قبل والديه لتنفيذها وإبراز سماته الشخصيّة من خلالها. لماذا يفعل ذلك؟ يقول العلماء بأنّ الأطفال في سن الخمس سنوات من العمر يدركون بأنّ أفعالهم يشاهدها ويتأثر بها الآخرين. ويستطيع الأهل أن يلمحوا ذلك مثلاً عندما يبحث طفلهم عنهم ويسألهم إن كانوا يودّون أن يسمعوا منه كيف يعد للمئة، ثمّ يشعر بالفرح لثنائهم عليه بعد ذلك. ويرجع العلماء السبب في هذا التطوّر في الفهم إلى ازدهار في نمو القشرة الخارجيّة للفص الجبهي (prefrontal cortex) في الدماغ، وهي المناطق المسؤولة عن الوعي الذاتي وصنع القرار لدى الطفل. كيف نساعده؟ إذا رأيت طفلك يقوم بشيء دقيق مثل اللعب بشكل جيد مع أصغر أخوته، فبدلاً من القول له: أنا سعيد للغاية لأنّك تتعاون مع أخيك، قل له: أظن أنّ أخاك سيشعر بالارتياح إذا قضيت وقتاً في تعليمه كيفية بناء برج قطع المكعّبات الخاصّة به. وفي هذا السياق أشارت أبحاث حديثة مهتمّة بنمو الطفل، أن الأطفال (في سن الخمس سنوات) عندما يتحدث إليهم أولياء أمورهم عن وجهات نظر الآخر نحو أفعالهم، يتعلّمون بشكل أفضل توقع مشاعر الآخرين في المواقف المختلفة مستقبلاً. للمزيد من أحداث الدراسات التي تربط بين ممارستنا اليومية وأوضاعنا الصحية اطلعوا على المضمون المنشور تحت وسم #جسمي_يتفاعل.