بعد وفاة الطالبة آمنة باوزير رحمها الله، نستطيع أن نقول وكحقيقة لا خلاف عليها اننا نعاني من فوبيا الاختلاط! ماتت آمنة باوزير ضحية خوف أن يختلط رجال الإسعاف ببعض من طالباتنا! يبدو أن فوبيا الاختلاط تفوق لدينا قتل إنسان بريء لا ذنب له! والخوف من أن ينقذ رجل امرأة أو أن يشاهد امرأة أهم من إنقاذ روح إنسان!!. ولا عجب وبناتنا وكذلك رجالنا تحت مجهر الشك والريبة وكأن المسعفين من الرجال تخلوا عن إنسانيتهم ومهنتهم ليكون هدفهم فقط النظر للنساء وعدم القيام بدورهم! آمنه باوزير ليست الأولى وربما لن تكون الأخيرة في سلسلة من أعمال العنف والإساءة التي توجه للمرأة لدينا لدرجة هدر حياتها في سبيل منع الاختلاط! كلما ذهبت لمدرسة بنات لدينا تساءلت لماذا يتم حصار بناتنا داخل أسوار يصعب اقتحامها وقت الطوارئ؟ في مرة تصادف خروجي وقت صلاة الظهر لأجد الباب الحديدي مقفلاً لأن الحارس ذهب للصلاة! ولقد تعبت وأنا أضرب على الباب دون جدوى! تساءلت بمرارة ماذا سيكون الحال لو حدث مثلاً مكروه أثناء وقت الصلاة وغياب الحارس ولم تتمكن الطالبات من الخروج؟! قبل فترة شاهدت بأم عيني سقوط عضوة هيئة تدريس لانخفاض الضغط عندها وقد مرت أكثر من ثلاثين دقيقة قبل حضور الممرضة!. ولم يكن الإسعاف بالطريقة المرجوة! ما دمنا نعاني من فوبيا الاختلاط فأضعف الايمان أن يتم توفير خدمة طبية جيدة داخل مؤسساتنا التعليمية سواء في المدارس أو الجامعات. ولأعود لحادثة آمنة رحمها الله ففي جامعة قد يزيد عدد طالباتها على العشرين ألف طالبة كيف بالله لا يوجد مركز طبي متخصص وطبيبة للإسعاف فى الحالات الحرجة والصعبة! إذ لا يوجد سوى وحدة صحية بسيطة التجهيز!أتساءل هل لو كان المصاب طالباً وليس طالبة! هل ستكون فرصة نجاته أكبر! الأعمار بيد الله ولكن أمرنا بأخذ الأسباب!. ختاماً ليست إدارة الجامعة ملامة لوحدها بل ثقافة المجتمع! والتي تعاني من خلل في ترتيب الأولويات! فمفاهيم مثل الاختلاط والفتنة تأتي للأسف في المقدمة قبل حياة النساء وسلامتهن!.