×
محافظة المنطقة الشرقية

«الفيصل» يقلد مدير شرطة العاصمة المقدسة رتبته الجديدة

صورة الخبر

تحليل | تامر أبو سيدو - فاجأ ميلان الجميع في إيطاليا وهزم ضيفه الإنتر في ديربي ميلانو بثلاثة أهداف دون رد، ولم تكن المفاجاة في انتصار الروسونيري لكن بتلك النتيجة العريضة. وتقدم أليكس للميلان في الشوط الأول قبل أن يُهدر البديل ماورو إيكاردي ركلة جزاء للنيرادزوري ويُضيف كارلوس باكا ومباي نيانج الهدفين الثاني والثالث للميلان. دعونا نحلل أداء الفريقين ... ميلان | الضغط سيد الموقف، وقراران حسما اللقاء ميلان جمع 8 نقاط من مواجهة روما وفيورنتينا وإمبولي والإنتر، 3 فرق تعلوه في جدول الترتيب والرابع قريب جدًا منه. هذا التطور في الأداء والنتائج لا يمكن تجاهله وتجاهل التحسن الذي طرأ على الفريق وبصمة المدرب سينيسا ميهايلوفيتش خاصة في التنظيم الدفاعي والتحركات الجماعية للاعبي الوسط والضغط القوي على المنافس. رأينا بوادر التحسن أمام روما ورأينا مباراة ممتازة أمام فيورنتينا ثم تراجع في المردود أمام إمبولي وعودة مرة أخرى للصعود في ديربي ميلانو. ميلان لو واصل على هذا النسق قد نراه في النهاية يلحق بركب المنافسين على المركز الثالث المؤهل لدوري الأبطال، خاصة أن منافسيه روما والإنتر وفيورنتينا لا يقدمون أي ضمانات لقدرتهم على تجنب السقوط في الجولات القادمة. ميلان بدأ المباراة بخجل، لم يكن جيدًا أبدًا وخضع لأفضلية الإنتر الذي صنع عدة فرص خطيرة للغاية في الدقائق الـ20 الأولى، لكن الفريق تجاوز تلك الفترة بنجاح وبفضل تألق مدافعه أليكس خاصة في إفساد هجمتين للفريق الضيف. تلك الفترة استغل الإنتر خلالها الجبهة اليُسرى للميلان وتقدم أنتونيلي وبونافينتورا المبالغ به للأمام وضربها بتمريرات في المساحة خلف اللاعبين لكن تعامل أليكس الممتاز مع الموقف حال دون تحويل تلك المحاولات لفرص حقيقية أو أهداف. سر انتصار ميلان اليوم هو الضغط القوي والمتقدم الذي مارسه الفريق بالرباعي بونافينتورا وهوندا وكوتشكا ونيانج على رباعي دفاع الإنتر وثنائي خط الوسط بروزوفيتش وميديل، هذا الضغط ملأ المساحة بين خط الدفاع وثنائي الوسط وفصل الخطين عن بعضهما البعض مما أفسد بداية بناء الهجمات للإنتر. وساعد الميلان على نجاح هذا الضغط الذي تواصل طوال اللقاء، المستوى الهزيل لثنائي الوسط وأيضًا افتقاد الظهيرين لمهارة الخروج بالكرة. ميلان ركز كثيرًا في الشوط الأول على جبهته اليُسرى عبر تحركات بونافينتورا وأنتونيلي ومعهما كوتشكا أحيانًا، وتلك الجبهة كانت محور الصراع بين الطرفين في الشوط الأول لأن إنتر أيضًا كان يهاجم عبرها ببيرسيتش وإيدير ويوفيتيتش. هذا الصراع كان يميل لصالح الإنتر في أحيان كثيرة لأن بونافينتورا لعب واحدة من أقل مبارياته هذا الموسم ولم ينجح في التفوق في المواجهات المباشرة مع ميديل وغيره من لاعبي الإنتر -والحديث عن الشوط الأول-. ولهذا كانت الهجمات الخطيرة للميلان حين تمر الكرة للجانب الأيمن ! فقد لعب هوندا وأباتي ونيانج مباراة ممتازة دفاعًا وهجومًا وصنعا فرصة وهدف في الشوط الأول. ميلان أنهى الشوط الأول متقدمًا بهدف مع تقديم أداء جيد جدًا لا أكثر، وتساءل الجميع كيف سيبدأ الشوط الثاني ! توقع البعض تراجع للخلف وتنظيم الدفاع ومحاولة الرد بالهجمات المرتدة، لكن المدرب الصربي فاجأ الجميع ببدء الفترة الثانية بمواصلة الضغط المتقدم القوي جدًا بل ربما جعله أقوى وأقرب لمناطق الإنتر الدفاعية. هذا القرار كان حاسمًا في منع الإنتر من تحقيق العودة المطلوبة، بل منعه من تهديد مرمى دوناروما إلا بمحاولات فردية، وما ساعد المدرب الصربي على اتخاذ هذا القرار وتطبيق لاعبيه له بتلك الجودة حالتهم البدنية الممتازة جدًا خلال المباراة ! الميلان واصل اللعب بنسق مرتفع وضغط قوي حتى الدقيقة الأخيرة في المباراة وهذا الأمر حاسم جدًا في مثل تلك المباريات. القرار الثاني الذي اتخذه ميهايلوفيتش وساهم في أفضلية ميلان خلال الشوط الثاني كان نقل العمل الهجومي للجانب الأيمن من الملعب والاعتماد على هوندا وأباتي ونيانج هنا للهجوم وصنع الهجمات، استغلالًا لوجود خوان صاحب القدرات الدفاعية في الظهير وتواجد ليايتش صاحب الأداء السيء اليوم أمامه في الجناح، وأيضًا تثبيت أنتونيلي للواجبات الدفاعية ولغلق تلك الثغرة التي ظهرت في بداية الشوط الأول. نجح الأمر تمامًا، فقد أغلقت ثغرة الجانب الأيسر تمامًا ولم نر أي فرصة للإنتر من هذه الجبهة، ونجح ميلان في صناعة عدة محاولات من الجبهة اليمنى كانت ستكون أفضل لو امتلك الفريق لمسة قبل أخيرة أفضل خاصة من نيانج. قرار آخر من المدرب السابق لسامبدوريا كان جيدًا للغاية هو اعتماده في الهجوم على التمريرات العرضية كثيرًا اليوم، سواء من هوندا أو نيانج أو الظهيرين. هذا الأسلوب من الهجوم هو الأفضل لمواجهة التألق الملفت لسمير هاندانوفيتش هذا الموسم والذي من الصعب جدًا هزمه عبر التسديدات أو المواجهات الفردية لكن يُمكن هزمه في التمريرات العرضية خاصة مع الأخطاء الموجودة في خط دفاعه من حيث التمركز والرقابة وقدرة باكا على التحرك جيدًا دون كرة. الحديث عن التقييم الفردي للاعبين يجعلنا نشيد أولًا بالياباني هوندا صاحب العودة القوية في أدائه خلال المباريات الأخيرة خاصة أمام فيورنتينا واليوم ضد الإنتر. هوندا لعب مباراة ممتازة استخدم بها أسلوب السهل الممتنع، ساهم في الدفاع وكانت له لمساته الحاسمة في الهجوم، والأهم أنه لعب تكتيكيًا بامتياز خاصة فيما يخص الدخول لعمق الملعب ومساعدة لاعبي الوسط في الضغط الدفاعي القوي والعودة لعمق الملعب وغلق الثغرات عند الحالة الدفاعية. أيضًا لابد من الإشادة بكوتشكا الذي قلت سابقًا أنه أفضل لاعب وسط في الميلان والذي يستحق دومًا المشاركة أساسيًا لأنه يمتلك ميزة مهمة عن البقية هي جرأته وشراسته في الضغط وقدرته على المراوغة في المساحات الضيقة، كوتشكا الوحيد الذي يتقدم للأمام ويضغط ولا ينتظر اللاعب المنافس ومعه الكرة بل يُبادر هو بالتقدم والضغط. هذا اللاعب يمتلك أقوى شخصية في الفريق وهذا الأمر واضح تمامًا وليس اليوم. لاعب جنوى السابق بدأ اللقاء في الجانب الأيمن وساعد هوندا وأباتي كثيرًا، لكن في الثاني انتقل لليسار ليساعد في غلق الجبهة اليُسرى ونجح في الأمر. ميلان ورغم الثلاثية الممتازة، مازالت لديه سلبية الهجمات المرتدة ! فالفريق يضغط ويدافع جيدًا لكنه لا يستطيع مباغتة منافسة بهجمات مرتدة سريعة وخطيرة، رأينا هذا الأمر في المباريات السابقة وتكرر اليوم ! هذا السلاح لو امتلكه الفريق مع تنظيمه الدفاعي سيكون فعالًا وحاسمًا للغاية في المباريات القادمة. سوء تنفيذ الهجمات المرتدة خلفه اللمسة قبل الأخيرة أحيانًا خاصة من نيانج اليوم وأحيانًا أخرى بدء تلك الهجمة ! الفريق بحتاج تحسن في هذا الأمر. اليوم مثلًا كان يُمكن أن يخسر كل شيء عند لقطة ركلة الجزاء لصالح إيكاردي، وهجماته بعد تلك الركلة كانت استغلالًا لأخطاء دفاع الإنتر أكثر منها إبداع في الهجمات المرتدة. نقطة أخيرة ، ميلان أحسن كثيرًا اللعب في الدقائق التي تلت ركلة الجزاء المهدرة من الإنتر، فالفريق زاد في ضغطه وشراسته واستغل تلك المرحلة النفسية والذهنية المضطربة للاعبي الإنتر وضربهم سريعًا والنتيجة هدفين حسما اللقاء تمامًا. الإنتر | 70 دقيقة من العزلة ! تحدثت عن عودة ميلان، لكن هل هناك تراجع حاد في أداء الإنتر؟ باعتقادي لا ! التراجع الحاد في النتائج لا الأداء الذي تراجع بالطبع لتراجع أداء عدد من اللاعبين خاصة مورييو وميديل وبروزوفيتش وليايتش ويوفيتيتش، لكن الإنتر وكما تحدثت مرارًا لم يُقدم خلال مرحلة الذهاب الممتازة على صعيد النتائج الأداء الذي يُوازي تلك النتائج، بل جل المباريات حسمت بفضل تصديات استثنائية لهاندانوفيتش وشيء من التوفيق. دعونا نتذكر مباريات الميلان وروما وبولونيا وباليرمو وإمبولي وكاربي مثلًا ! ما يحدث للفريق الآن هو أن هاندانوفيتش عاد لكوكب الأرض، لم يعد الحارس الذي لا يُقهر ! بل حتى أني أرى أن الفريق أدى جيدًا في بعض المباريات التي لم يحسمها خاصة موقعة ساسولو لكنه خسرها بشيء من الحظ !. مانشيني بدأ بتشكيل جرئ وشجاع اليوم، لعب بـ4 لاعبين أصحاب قدرات هجومية ضمن طريقة لعب 4-2-3-1 ومعهم بروزوفيتش في المحور بجانب ميديل وهو أيضًا صاحب قدرات هجومية ممتازة. لكن هناك علامتي استفهام ... الأولى الظهيرين ! متى سيثبت مانشيو على ظهيرين أساسيين في الإنتر؟ وإن كنا نتفهم الدفع بخوان ليكون مدافع ثالث كما فعل في ديربي الذهاب، لماذا الدفع بسانتون بعد كل تلك المباريات التي لم يشارك خلالها؟ من الصعب جدًا أن تضع اللاعب من الدار للنار كما يُقال، من مقاعد البدلاء وإمكانية الرحيل خلال الميركاتو الشتوي لمواجهة ديربي ميلانو الصعبة وذات الضغوطات القوية ! والثانية الوافد الجديد إيدير والذي رغم بدايته الجيدة إلا أنه غير جاهز بعد ذهنيًا ونفسيًا لمثل تلك الأجواء ! فهو لم يصل من نادٍ كبير اعتاد على مثل تلك المباريات الصعبة والمعقدة وكان الأفضل الزج به خلال المباراة. بجانب أن هذا القرار مع انتقاداته الأخيرة لإيكاردي من الممكن أن يربك الأجواء داخل غرفة الملابس، لأنه ليس من السهل على القائد أن يجلس بديلًا لمهاجم قادم من يومين فقط !. الإنتر بدأ اللقاء جيدًا، ضرب ميلان من الجبهة اليُسرى ولكن أيضًا اللمسة قبل الأخيرة من إيدير ويوفيتيتش وبيرسيتش وتألق أليكس حالا دون ترجمة أفضليته لأهداف، لكن الفريق تراجع فيما بعد وتحديدًا بعد الدقيقة الـ20 وظهر جليًا أن ثنائي الوسط بروزوفيتش وميديل يتعرضان لضغط قوي جدًا من 5 لاعبين في ميلان هم رباعي الوسط والمهاجم نيانج ! وظهر جليًا أن اللاعبين لا يمران بأفضل حالاتهما الفنية والبدنية وأن وسط ميلان متفوق تمامًا وأن رباعي المقدمة في الإنتر يعيش عزلة غريبة في الثلث الهجومي للفريق ! كان الحل الأفضل تغيير شكل الفريق إلى 4-3-3 وإضافة لاعب وسط إضافي يساعد اللاعبين، إما بعودة بيرسيتش لهذا الدور أو بخروج أحد رباعي المقدمة والدفع بميلو القادر على تخفيف هذا الضغط بشراسته وقوته. لكن مانشيني ظل طوال اللقاء يتابع فريقه يتعرض لكل هذا الضغط ويخسر معركة الوسط ويفشل في صناعة الهجمة دون أي حراك !. كيف تُبنى الهجمات؟ تمريرات من خط الدفاع وتقدم لأحد الظهيرين مع لاعبي الوسط ونقل الكرة للأمام تدريجيًا بالتمرير حتى تصل لمناطق الخطر بالنسبة للمنافس، وهنا يصبح للمهارة الفردية دور كبير. ما حدث اليوم أن ميلان منع خط الدفاع وثنائي الوسط من المشاركة في صناعة الهجمة، ولذا كنا نراها تنقل مباشرة من الدفاع لثلاثي الوسط المهاجم، لكن التنظيم الدفاعي الممتاز من الميلان كان يُفسد تلك المحاولات فورًا. النتيجة أن الرباعي المكلف بالواجبات الهجومية عاش 70 دقيقة من العزلة، لا تصله الكرة ليُظهر مهاراته الفردية إلا قليلًا وفي ظروف صعبة فرضها المنافس وغياب الزملاء عن الدعم والمساندة. رأينا مشهد تكرر أكثر من مرة يجمع لاعب من الإنتر معه الكرة وسط 2-3 لاعبين من الميلان يضغطون عليه بشراسة، أمر تكرر مع يوفيتيتش وإيدير وحتى ليايتش وبروزوفيتش حين تقدم للواجب الهجومي. أيضًا هنا وجود لاعب إضافي في الوسط أو ظهير أفضل جودة فنيًا كان سيساعد الإنتر على تفادي تلك المعاناة في بناء الهجمات. عاب الإنتر التركيز المبالغ به على الجبهة اليُمنى هجوميًا، ربما كان السبب إيقافها في ميلان لأنها الأقوى هذا الموسم، لكن ميهايلوفيتش خدع مانشيني بنقل الهجوم لليمين في الشوط الثاني وهنا لم يتحرك مانشيني أبدًا ! نتيجة هذا كان وجود ليايتش في عزلة تامة عن بقية الفريق طوال اللقاء، حتى أنه بدأ يتحرك فرديًا وبمبادرة منه للجانب الأيمن قليلًا أو العمق قليلًا ليلمس الكرة ! بالطبع ركلة الجزاء المهدرة نقطة تحول مهمة في اللقاء، إيكاردي زاد الضغوطات التي يتعرض لها بإهداره تلك الركلة الحاسمة وأظن أنه سيعاقب بقوة من مانشيني الذي سيحمله المسؤولية عن هذا السقوط المروع لفريقه. لكن في نفس الوقت، علينا ألا نتجاهل أن الإنتر لم يقدم الأداء المتوقع وأنه لم يصنع في الـ70 دقيقة الأخيرة سوى هجمة واحدة أسفرت عن ركلة الجزاء وأخرى عبر خطأ دوناروما. أي أن ركلة الجزاء حاسمة بالطبع لكنها لا تخفي أخطاء المدرب المخضرم خلال المباراة. أصبح واضحًا أن مورييو يمر فترة سلبية، لم يعد المدافع الصلب الذي ظهر في بداية الموسم وارتفع سعره من 8 ملايين يورو إلى 35 مليون ! ربما الحالة البدنية للاعب تراجعت لمشاركته في كوبا أمريكا وعدم إراحته طوال الموسم، وربما هو تراجع طبيعي في المستوى يحدث للجميع. لكن السؤال الآن؟ ماذا سيفعل مانشيني هنا؟ الفريق لا يمتلك حاليًا سوى مدافعيه الأساسيين بجانب خوان جيسوس ! هل كان قرار التخلي عن رانوكيا دون تعويضه بالبديل المناسب سليمًا؟ هل سيفرط بتواجد ميديل في الوسط ليلعب في الدفاع؟ كيف سيواجه اليوفنتوس في إياب نصف نهائي كأس إيطاليا بغياب ميراندا ومورييو للإيقاف؟ إيدير إضافة جيدة للإنتر، كنت قد تساءلت عن المكان الذي سيلعب به وقت إتمام الصفقة. اليوم لعب في كل المراكز تقريبًا، المهاجم المتقدم والجناح المهاجم وصانع اللعب وحتى مهاجم متحرك بجانب إيكاردي، ويُمكن القول أنه أدى جيدًا وكانت رغبته واضحة بقوة عن بقية زملائه ولكن خانته اللمسة الأخيرة ويُمكن أن يكون هذا مبررًا كونها المباراة الأولى للاعب مع فريقه الجديد وضد الميلان في ديربي ميلانو.     تواصل مع تامر أبو سيدو