وكالات ( صدى ) : يعد الإغتصاب من أسوأ الجرائم الإنسانية التي تركتب في حق المرأة، وينصف من ضمن الجرائم الموجه ضد الانسانية حين يرتكب بشكل من طرف جهة ذات قيادة تنظيمية سواء كانت تلك الجرائم بإشرافها أو برضاها، ويدخل في ذلك جرائم الاغتصاب المرتبكة في حق النساء في مناطق الأزمات، أو التي ترتكب على أساس عرقي أو طائفي. وشهد العام المنصرم 2013 العيد من جرائم الاغتصاب البشعة التي هزت الرأي العام العالمي من الهند وحتى موريتانيا مرورا بدول الربيع العربي. نساء سوريا .. الأكثر عرضة للاغتصاب: خلال العام المنصرم سجلت منظمات حقوققية مهتمة بشؤون المرأة في سوريا، قرابة ألفي امرأة تعرضت للاعتداء الجنسي سواء في المعتقلات التي يديرها نظام بشار الأسد، أو على الحواجز التي تقيمها كتائبه في المدن والقرى التي تطالب بإسقاط نظامه منذ ثلاث سنوات. وطالبت منظمات منظمات حقوقية مثل الشبكة السورية لحقوق الإنسان ومنظمة هيومن رايتس ووش، باعتبار تلك الجرائم، جرائم في حق الانسان، وذلك لأن الاغتصاب في سوريا لم يتقصر على النساء فقط، بل سجت عشرات الحالات التي تعرض فيها أطفال للاغتصاب من طرف جنود بشار الأسد. ويستخدم الاغتصاب في السجون السورية وسيلة للتعذيب اثناء التحقيق، كما يستخدم لإذلال المعتقلين المناهضين لحكم بشار الأسد، من خلال اغتصاب نسائهم أمام أعينهم. مصر.. اغتصاب في ميدان التحرير: ميدان التحرير الذي كان قبلة للساخطين على أنظمة الحكم ومنه انطقلت ثورة الخامس والعشرين يناير شهد عددا من حالات الاغتصاب الجماعي لفتيات جئن إليه للتعبير عن غضبهن، ويذكر تقرير لصحيفة إيلاف مستند إلى مقابلات وشهادات من ذوي الضحايا وكشف التقرير وقوع 23 حالة اغتصاب جماعي في ميدان التحرير، يومي 25 و26 كانون الثاني (يناير) الماضي . وهناك خشية حقيقة من انتشار هذه الظاهرة في ظل صمت من الجهات الحكومية وتستر الضحايا على الجناة خوفا من الفضحية. موريتانيا.. طفلة في ربيعها السادس ضحية وحش بشري: قبل شهرين لم تكن الطفلة ذات الأعوام الستة تعرف أي شيء عن ما يدور من أحداث الناس في العاصمة الموريتانية نواكشوط عن تزايد حالات الخطف والاغتصاب، لكن أهل خدي توري فوجئوا في صبيحة الثلاثين من أوكتوبر الماضي بالأمن يخبرهم بالعثور على طفلتهم مقتولة على شاطئ المحيط الأطلسي، وقد تعرضت للإغتصاب العنيف، وهي الجريمة التي أثارت غضبا عارما في الشارع المورتياني ترجم في حملات على مواقع التواصل الاجتماعي، وتوج بالقبض على الجاني الذي تبين أنه عامل بناء كان يعمل عند ذوي الضحية ويقول تقرير حديث لمنظمة حماية الطفولة في موريتانيا إن 90 في المائة من حالات الاغتصاب في البلاد لا يبلغ عنها من طرف الضحايا خوفا من الفضيحة، مسجلة أن 65 في المائة من الضحايا فتيات قاصرات و90 في المائة غير متزوجات، و84 في المائة منهن ينحدرن من أسر فقيرة. ولا يختلف الحال في موريتانيا عن غيرها من الدول العربية والإسلامية والتي ما زالت المرأة فيها مجبرة على السكوت على اغتصابها خوفا من الفضحية، وحفاظا على سمعة عائلاتها، وهو ما يجعل ألم الإغتصاب مضاعفا، ففضلا عن الألم الجسدي هناك الألم النفسي الذي يسبب وصم المرأة المغتصبة بالعار، وإجبارها على السكوت، في الوقت يتمع فيها الوحش البشري الذي ارتكب الجريمة بالحرية في ارتكاب جرائم أخرى.