×
محافظة حائل

الحكومة الإسرائيلية تسمح للإناث واليهود غير التقليديين باستخدام الحائط الغربي

صورة الخبر

كان كافيا ما أعلنه أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله لجهة استمرار «دعمه الأخلاقي» لحليفه النائب ميشال عون في مواجهة حليفه الثاني رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ليؤكد المؤكد أنه لا انتخابات رئاسية في لبنان في المدى المنظور، ملقيا الكرة في ملعب حليفيه المرشحين، وهو ما أشار إليه بشكل واضح داعيا إلى عدم الاستعجال. ومن جانب آخر، كان لافتا تدهور علاقة النائب وليد جنبلاط بحزب الله بعد انتقاد غير مباشر من نصر الله لكلام لجنبلاط هزئ فيه الأخير من «مصلحة تشخيص النظام» في إيران، ليرد جنبلاط على الرد أمس، قائلا لنصر الله «إذا كانت إيران فعلاً لا تعطل الانتخابات الرئاسية اللبنانية كما تقولون، فيحق لأي مواطن أن يسأل عن الأسباب الحقيقية التي تمنع تأمين النصاب في مجلس النواب لانتخاب رئيس لبناني جديد». مصادر في قوى «14 آذار» رأت في موقف نصر الله أن الحزب ليس بوارد الضغط على حلفائه، إن لجهة سحب فرنجية ترشيحه أو لجهة انتخاب عون، واعتبرت أنه بذلك قطع الطريق نهائيا أمام أي خرق في الملف الرئاسي في المدى المنظور، بعدما كان رئيس تيار المردة قد أعلن استمراره في المعركة ورفض رئيس مجلس النواب نبيه بري تحديد موقفه. في حين عاد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط دعم ترشيح النائب هنري حلو، أحد نواب كتلته، وذلك بينما لا يزال تيار «المستقبل» متمسكا بدعمه للنائب فرنجية، وحسم حزب الكتائب اللبنانية موقفه بعدم انتخاب أي مرشّح ينتمي إلى مشروع «8 آذار». وفي حين كان لافتا يوم أمس، الصمت من قبل نواب ومسؤولي «التيار الوطني الحر» (الذي يتزعمه عون) رأى المسؤول الإعلامي في تيار «المردة» المحامي سليمان فرنجية، في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن ما أعلنه نصر الله أمس لا يتعارض في العمق مع ما سبق أن أعلنه رئيس تيار المردة لجهة أن يكون التأييد لعون كخطة «أ»، ومن ثم دعم ترشيح فرنجية كخطة «ب» إذا لم يحالفه الحظ، وهو الأمر الذي يرفضه عون، مضيفا: «قد لا يكون ما أعلنه أمين عام حزب الله ترشيحا مباشرا لفرنجية، إنما كانت قراءة إيجابية لهذا الترشيح». من جهة أخرى، رأى النائب في كتلة المستقبل أحمد فتفت، أن كلام نصر الله واضح لجهة إما تعيين عون رئيسا أو لا انتخابات رئاسية. وأضاف فتفت في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «يتصرف أمين عام الحزب وكأنّه المرشد الأعلى للدولة اللبنانية الذي يقرّر سياسة البلاد والقرارات فيها، كما أنه الحزب الواحد في هذه الدولة الذي بإمكانه إما التعطيل أو التفعيل من دون أن يتطرق إلى موعد جلسة الانتخاب المقبلة في 8 فبراير (شباط) المقبل». وأوضح فتفت «هو الذي يدّعي أن إيران لا تتدخّل في الشؤون اللبنانية بدا واضحا في كلامه إما أن يرضخ الجميع لمشيئته وينتخبون عون للرئاسة أو لا انتخابات رئاسية كما أنه ليس هناك أي قرار بتفعيل عمل الدولة اللبنانية». وفي حين أكد فتفت موقف تيار «المستقبل» الداعم لترشيح فرنجية للرئاسة، قائلا: «سنشارك في جلسة انتخاب الرئيس إذا كان هناك انتخابات بين أكثر من مرشّح وليس تعيينا لمرشح الحزب الواحد». وعما إذا كان هذا القرار سيبقى ساري المفعول في حال عاد فرنجية وقرر الانسحاب لصالح عون، قال فتفت «عندها يبنى على الشيء مقتضاه». وفي هذا الإطار أيضا، أشارت مصادر بري، إلى أنه بصفته رئيسا لمجلس النواب لن يحدّد بري موقفه مسبقًا كي لا يقال: إنه سلك اتجاها معينا، وهو بالتالي بانتظار أن تحدد كل الكتل النيابية خياراتها. ولفتت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن تيار «المستقبل» الذي عبّر على لسان بعض مسؤوليه دعمه لفرنجية إلا أن رئيسه النائب سعد الحريري لم يعلن لغاية الآن عن مبادرته التي تقضي بدعم فرنجية بشكل رسمي، وهو الأمر الذي ينسحب أيضا على النائب وليد جنبلاط الذي يمكن القول: إنه لا يزال على الحياد من المرشحين، مضيفة «مع العلم أنه وبناء على قرار كتلة المستقبل التي تضم أكبر عدد من النواب تحدّد قرارات كثيرة». بدوره، استبعد النائب ياسين جابر، عضو كتلة بري، انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة 8 فبراير المقبلة، وأكد في حديث إذاعي وجود تنسيق بين بري وجنبلاط في الملف الرئاسي، مشيرا إلى «أن الصورة الرئاسية بالنسبة لكتلة التنمية لم تنجلِ بعد بانتظار اجتماعها المقبل»، داعيا عون وفرنجية إلى «إجراء حوار ثنائي للاتفاق على صيغة رئاسية». وعودة إلى جدل نصر الله - جنبلاط، فبعدما كان نصر الله انتقد جنبلاط من دون أن يسميه ردا على مواقفه الأخيرة المتهكمة على «ديمقراطية إيران»، داعيا إياه «أن يعرف حجمه جيدًا عندما يتكلم عن الجمهورية الإسلامية»، رد جنبلاط سائلا: «إذا كانت إيران لا تعطل الانتخابات فما سبب منع تأمين النصاب؟» وقال: «إذا كنا قد وضعنا علامات استفهام حول الديمقراطية غير المباشرة القائمة في إيران جرّاء تعدد المجالس من مجلس الشورى إلى مجلس صيانة الدستور إلى مجلس خبراء القيادة إلى مجلس تشخيص مصلحة النظام إلى الكثير من الآليات الأخرى، فضلاً طبعًا عن حرس الثورة الإسلامية؛ فذلك سببه أننا لا نريد أن تنتقل الديمقراطية اللبنانية، على هشاشتها، رويدًا رويدًا لتماثل تلك الديمقراطية الإيرانية». وأضاف: «إذا كانت إيران فعلاً لا تعطل الانتخابات الرئاسية اللبنانية، كما تقولون، فيحق لأي مواطن أن يسأل عن الأسباب الحقيقية التي تمنع تأمين النصاب في مجلس النواب لانتخاب رئيس لبناني جديد طالما أن 8 آذار تفاخر بأن المرشحين الرئاسيين ينتميان إلى خطها السياسي وهنيئا لها بذلك؟ أليس السيد أمير عبد اللهيان هو الذي قال فليتفق اللبنانيون وإيران تدعم هذا الاتفاق، وبالتالي هذا الاتفاق اللبناني أصبح أكثر قابلية للتحقق طالما أن المرشحين الرئاسيين ينتميان إلى فريق 8 آذار». وتابع: «ربما تيّمنًا بالديمقراطية الإيرانية، فإن اشتراط تحقيق النتائج من الانتخابات الرئاسية سلفًا قبل تأمين النصاب في جلسة الانتخاب يعني عمليًا تحديد النتائج وثم الذهاب لممارسة الاقتراع الشكلي. وهذا يُماثل حالة غربلة الأصوات التي تقوم بها المجالس الديمقراطية المتعددة في طهران فتستبعد هذا المرشح وتقصي ذاك وتقبل بذلك!». يذكر أن نصر الله كان قد قال في كلمة له بثت مساء أول من أمس للإعلان عن موقف الحزب من الملف الرئاسي ومستجداته: «نعم نحن نعطل ما دامت الجلسة لا تأتي بمرشحنا». وأضاف: «هناك مرشحان جديان للرئاسة، العماد عون والنائب فرنجية. والمشهد الآن يقول: إنه لم يعد هناك رئيس من 14 آذار، وإن الرئيس المقبل من 8 آذار، ونحن ندعم ترشيح العماد عون، والحزب ملتزم هذا الأمر أخلاقيا حتى لو خسر في السياسة»، مؤكدا في الوقت عينه أن فرنجية يملك مواصفات الرئيس: «ولو كنا قبل عام ونصف عام ملتزمين معه لكان هو من ندعم اليوم، ولو جاء العالم كله وقال لا كنا سنبقى معه».