تذكروا هذا اليوم جيداً إنه 31/1/2016.. هذا اليوم سيكون يوماً مفصلياً لدولة الإمارات ولاقتصادها الواعد.. في هذا اليوم سيشير التاريخ الى انها وضعت فيه القرارات التي ستبحر بسفينة الاقتصاد الوطني إلى موانئ جديدة لم تعرفها سابقاً. السفينة جاهزة ومجهزة وطاقمها في أعلى جاهزيته وربابنتها لديهم الرؤية والحكمة للإبحار بها إلى بر الأمان حاملة شعب الإمارات وأحلامه وطموحاته إلى عوالم جديدة عناوينها الرخاء والازدهار والعلا ليس في الاقتصاد وحده ولكن في الإنسانية و الحياة الكريمة والرقم الأول. في هذا اليوم ومن باب الشمس من صحراء الإمارات الخيرة ومن خلوة اجتمعت فيها القيادة بفرق عملها رُسمت السياسات واعتمدت الخطط واتخذت القرارات لاقتصاد ما بعد النفط، اقتصاد كفؤ فعال عالمي قادر على المنافسة والتميز والإبداع. خلوة الإمارات ما بعد النفط التي حضرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رسمت خريطة طريق جديدة لمستقبل اقتصاد العقول، لاقتصاد متزن مستدام لا تهمه المطبات ولا رياح التغيير ولا تقلبات النفط والبورصات ولا تنبوءات الخبراء والمحللين. جُهزت السفينة بكل مقومات النجاح وكان الإنسان أولها والابتكار ثانيها والمعرفة ثالثها والتقنية رابعها، كل شيء معد والطريق واضح للعبور إلى آفاق جديدة من التميز والتطور والتقدم، كل شيء جاهز للمساهمة في مستقبل البشرية وفي إضفاء بصمة الإمارات على حضارة العالم. إذا احتاجت دولة الإمارات في السابق إلى 35 عاماً لتخفيض اعتمادها على النفط من 80% إلى 30% والسنوات ذاتها لرفع ناتجها المحلي من نصف تريليون درهم إلى 1.5 تريليون درهم، فهي لن تحتاج إلا إلى نصف هذه السنوات او اقل لالغاء اعتمادها على النفط ومضاعفة حجم اقتصادها مرتين، لماذا، لأن الرؤية واضحة ولأن التقنية والمعرفة والعنصر البشري كفيلة بذلك، هكذا تريد القيادة، وهذا ما سيتحقق لاقتصاد الإمارات ومن يتردد ليس ستبحر عنه السفية. الإمارات قادرة خلال سنوات فقط على إنجاز ما تحتاج دول أخرى لتحقيقه في عقود، لأن معركتها الأساس هي مع البناء والتنمية ولأن لديها النموذج الذي يمكنها تطويره والبناء عليه، ولأنها تؤمن بأن الإنسان هو رأس مالها الحقيقي ، ولأنها هي نفسها من تختار مستقبلها. الجميع مسؤول عن بناء اقتصاد ما بعد النفط، الحكومة ودوائرها القطاع الخاص وتجاره ومستثمريه ومهنييه والمؤسسات البحثية والأكاديمية الجامعات والمدارس والأسرة والفرد.. الجميع بلا استثناء مهما كانت كفاءاته وإمكاناته.. الكل شريك فعال في صنع مستقبل اقتصادي مزدهر ينعكس على الجميع سعادة ورفاهية.