(هذا البرميل شبع وقام بحصار مضايا، فعناصره قاموا بإحاطة المدينة بأسلاك شائكة وزرع الألغام لمنع دخول المعونات الغذائية. هدفه إبادتهم: أي إجرام هذا؟). كانت تلك إحدى التغريدات المنشورة فوق صورة لحسن نصر اللات، وهو منتفخ شبع متدثر بعباءة كأنه حمامة سلام، في حين هو رصاصة من الحقد والضغينة والفجور لا تصيب إلاّ أهل السنة في الشام الجريح. لكم الله يا أهل مضايا، بل لنا الله لأنكم اليوم شهود على مدى انحطاط الحضارة المعاصرة التي تتشدق بمعانٍ لم يعد لها وجود، وبشعارات هي للزيف أقرب، وللكذب ألصق. اليوم يؤكد المشهد الخالي من الإنسانية المشحون بالحقد في مضايا بأن لا إنسانية خالصة إلاّ من خلال دين رب العالمين، وأن لا رحمة ولا تسامح ولا عدل إلاّ في ثنايا رسالة المبعوث رحمة للعالمين. دعونا من هذيان قساوسة موسكو الذين يباركون قتل المدنيين في سوريا بما فيهم الأطفال الرضع والشيوخ الركع والنساء العاجزات والأرامل المقهورات! دعونا من دعاوى الصفويين المجوس، فهم أشد علينا من اليهود والهندوس! ودعونا من القصص الكاذب الفارغ الذي يقصّه علينا رموز حزب الشيطان، والشيطان أرحم بنا من هؤلاء الكَذَبة الفَجرة. دعونا من زعم الغرب الفاضح الذي تهتز أركانه لمقتل شخص واحد من بني جلدتهم، ثم هو يبارك قتل الألوف جوعاً، وهو يناظر! لنتبرّأ من كل هؤلاء، فما هم لنا إلاّ أعداء من ذئاب كاسرة في مسوح شياه زاهية. كل هؤلاء يقتلوننا، وهم في أحسن ملبس وأبهى صورة.. يرضوننا بأفواههم، وتأبى قلوبهم، لا يرعون فينا إلاً ولا ذمة، وأولئك هم الظالمون. كل هذه الأوصاف زاخر بها كتاب ربنا، وهدي نبينا، لكننا قليلاً ما نلتفت إليها أو نحتكم إليها، خاصة بعض أولئك المتدثرين برداء الليبرالية أو أولئك المسخَّرين لخدمة أجندات خفية تعبث بأمن أوطاننا مقابل دريهمات من السحت الحرام. وأخرى لا يجب أن يغفل عنها الصالحون والمصلحون! ماذا قدمنا لمضايا وأخواتها، وهم علينا شاهدون! هل نكتفي بتقديم صور التبذير والإسراف في المأكل والمشرب! أم نكتفي بالتألم والتحسر دون حراك مؤثر أو فعل منجز؟! salem_sahab@hotmail.com