ما زالت الإحصائيات، الرسمية وغير الرسمية، السعودية والدولية، تطالعنا من حينٍ لآخر، بأنّ نسبة توظيف الوافدين في قطاعنا الخاص أكبر بكثير من نسبة توظيف المواطنين، لا لقلّة في عدد المواطنين الذين أصبحوا بسبب ذلك من عداد العاطلين!. وليس ذلك فقط، بل أنّ رواتب الوافدين في القطاع الخاص أعلى بكثير من رواتب المواطنين، في نفس المجال، وبنفس الخبرة والتخصّصات الوظيفية، وتحت سقف مبنى واحد!. هذان الأمران، إن دلّا على شيء فقد يدلّان على أمرين آخريْن: إمّا أنّ جامعاتنا ومعاهدنا ومدارسنا ومن قبلها بيوتاتنا فشلت في منحنا أجيالاً وظيفية مؤهلة بجدارة للعمل في القطاع الخاص، وتلك مصيبة!. وإمّا أنّ قطاعنا الخاص لا يؤمِّن للسعوديين، لا يؤمِّن لقدراتهم، لتفانيهم، لمواهبهم، لنشاطهم، لابتكاراتهم، أو بصراحة «كده» و»بالمُفْتشر» لا يحبّهم، فالحبّ في القلب، والقلب لا يُكره من كائنٍ من كان على حبّ أحد لا يحبّه في الأصل، فماذا نعمل له؟ هل نجري له عملية قلب مفتوح لنغرف فيه جرعات من الحب؟ لا نستطيع ذلك، وإذن فالمصيبة أعظم!. من يتفضّل عليّ ويقول لي أنّ الأمرين غير صحيحين؟ غير ملموسيْن؟ ليطمئنّ قلبي، فالطبيعي في التوظيف وحوافزه أن تكون الأولوية في كلّ بلد لأبناء البلد، ثمّ لغيرهم، وعلاقة قطاعنا الخاص مع المواطن هي علاقة الأخ بأخيه، فما بال المثل الدارج «أنا وأخي على ابن عمّي، وأنا وابن عمّي على الغريب» قد انقلب إلى «أنا وابن عمّي والغريب على أخي» مع احترامي وحبّي لأبناء العمومة والغرباء!. @T_algashgari algashgari@gmail.com