تشهد سندات الأسواق الناشئة هذه الأيام حالة غير مسبوقة من الجفاء مع المستثمرين، وبأعلى معدل لها منذ أعوام، وبحسب البيانات الصادرة عن شبكة سحوبات المستثمرين التي نشرتها صحيفة فايننشال تايمز فإن المستثمرين بدأوا منذ منتصف العام الماضي بعملية سحب لأموالهم من الأسواق الناشئة بوتيرة متصاعدة لم تشهدها حتى الأزمة المالية العالمية في 2008. وتظهر النتائج والأرقام الأخيرة حجم الضغط الذي تواجهه الأسواق المالية في البلدان الناشئة والقلق الذي يعتري المستثمرين حول تباطؤ الاقتصادي العالمي نتيجة التراجع الذي تشهده الصين وعدد من البلدان الناشئة الأخرى. وتظهر البيانات التي قام بجمعها المسؤول عن استراتيجية الأسواق الناشئة في آي. سي. بي. سي ستاندرد بنك ديفيد شبيغل، أن الاستثمارات في سندات الأسواق الناشئة بالعملة الأجنبية كانت سلبية للغاية بمبلغ وصل إلى 79.6 مليار دولار خلال النصف الثاني من العام الماضي، وهذا المبلغ فاق حجم النزيف الذي أصاب رأس المال في النصف الثاني من العام 2008 أثناء الأزمة المالية حيث بلغ 57.2 مليار دولار. وتشير نتائج شبيغل إلى أن عملية هروب رؤوس الأموال استمرت خلال شهر يناير/كانون الثاني بسحوبات مالية وصلت إلى 7.8 مليار دولار حتى الآن. وتظهر نتائج وأرقام شبيغل التي قام بجمعها، اعتماداً على السندات الصادرة من دون حساب نسب الفائدة بعد إعادتها إلى سوق السندات من قبل المستثمرين، الوتيرة المتصاعدة لعملية الاقتراض بالعملة الأجنبية من قبل الشركات الاستثمارية في الأسواق الناشئة، خصوصاً مصدري السلع.