×
محافظة المنطقة الشرقية

%42من أكاديميي الجامعات الحكومية أجانب

صورة الخبر

برزت الحاجة لإيجاد نظام لمراقبة البنوك التجارية العاملة في المملكة العربية السعودية مع توسع العمل المصرفي وتشعب مجالاته، لا سيما وأن العمل المصرفي قد بدأ في السعودية منذ وقتٍ بعيد، وبالتحديد في عام 1926م، عندما بدأت الشركة التجارية الهولندية آنذاك (والتي تحولت فيما بعد في عام 1977م إلى البنك السعودي الهولندي بملكية معظمها سعودية)، وذلك عند زيارة المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز (وزير الخارجية آنذاك) إلى هولندا في مهمة دبلوماسية. وفي ذات العام تم افتتاح أول فرع للشركة في مدينة جدة، الذي ساهم في تمويل إنشاء أول مختبر بكتيريا في المدينة. وتوسعت بعد ذلك أعمال الشركة لتقدم خدمات مصرفية متعددة، منها ما كان مخصصا لحجاج بيت الله الحرام، والآخر ما كان مخصصا لقطاع الأعمال، حيث على سبيل المثال قامت الشركة في عام 1930م بتمويل استيراد أول صفقة سيارات إلى المملكة من نوع فورد. في عام 1952م أنشئت مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما)، كبنك مركزي للمملكة العربية السعودية، وكان إنشاء المؤسسة بمثابة بداية عصر اقتصادي جديد في المملكة، وبداية لعمل مصرفي منظم، حيث قد تولت المؤسسة تنظيم العمليات المالية وعمل المؤسسات المالية والصرافة في المملكة، إضافة إلى إصدار العملات السعودية المعدنية والورقية. وبإنشاء مؤسسة النقد العربي السعودي، بدأ النشاط المصرفي في المملكة، يسلك مساراً أكثر تنظيماً واحترافية مقارنة بما كان عليه الوضع في السابق، حيث بدأت المؤسسة في منح التراخيص للبنوك التجارية واحداً تلو الآخر، وقد منحت المؤسسة أول ترخيص لبنك تجاري للعمل في المملكة، للبنك الأهلي التجاري في عام 1953م. ومع تطور العمل المصرفي في المملكة ومنح التراخيص للبنوك، وغياب وجود نظام مالي خاص بها، دعت الحاجة إلى إصدار نظام لمراقبة البنوك، والذي يتكون من 26 مادة في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز –طيب الله ثراه– بموجب المرسوم الملكي رقم م/5 في عام 1386ه. يعتقد البعض... أن نظام مراقبة البنوك، هو النظام الوحيد لدى مؤسسة النقد العربي السعودي الذي من خلاله تُراقب أعمال وأنشطة البنوك، إضافة إلى القطاعات والأنشطة الأخرى التي تشرف عليها المؤسسة، والصحيح هو أن نظام مراقبة البنوك يختص بمراقبة أعمال البنوك، في حين أن لدى المؤسسة نظامين رقابيين أساسيين آخرين، الأول: يختص بمراقبة شركات التمويل والذي يتكون من ثمانية فصول، تضمنت أربعين مادة، والثاني: يختص بمراقبة شركات التأمين التعاوني، والذي يتكون من خمس وعشرين مادة. كما أن هنالك قواعد منظمة لأعمال وأنشطة الصرافة في المملكة، وسيتم التعرض للنظامين ولتلك القواعد في وقتٍ لاحق بالتفصيل.