شارك أكثر من 150 عالمًا ومفتيًا من دول العالم و100 من ممثلي الأقليات غير المسلمة وممثلي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وممثلي الهيئات المدنية الناشطة في مجال حوار الأديان إضافة إلى شخصية رسمية وسياسية في مؤتمر حقوق الأقليات الدينية في الديار الإسلامية. ودعا العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى منع العبث تأويل النصوص الدينية خصوصًا فيما يتعلق بمفاهيم الجهاد. وقال في كلمة ألقاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق نيابة عن الملك في افتتاح المؤتمر الذي يعقد بمدينة مراكش على مدى ثلاثة أيام بتنظيم من وزارة الأوقاف المغربية بالتعاون مع منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، أن الظروف الحالية التي يمر بها العالم بعد استغلال مفهوم الجهاد تستدعي من المسلمين توضيح أن ما يحدث من أمور لايمت للدين بصلة. وأعرب الملك محمد السادس عن ثقته في الخروج بخلاصة تضمن عدم توظيف الدين لتبرير النيل من حقوق الأقليات في المجتمع الإسلامي. وعاد الملك إلى التراث الإسلامي كي يستدل أن الجزية (ضريبة) التي تفرض على غير المسلمين، تبقى قيمتها أقل من قيمة الزكاة، كما أن الخليفة عمر بن الخطاب أعفى المحتاجين منها ومكنهم من الاستفادة من أموال بيت المسلمين، مشددًا على أن الأقليات تمتعت في مجمل التاريخ الإسلامي بكل الحقوق، وأن الإسلام ساوى بين المسلم وغيره في صيانة حرمات الأنفس والأموال. وقال رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات العلمية، عبدالله بن بية إن فكرة تنظيم هذا المؤتمر بدأت منذ استهلال الاحتجاجات في العالم العربي، سيما مع الانزلاقات التي لا توافق أهداف ومقاعد هذه الاحتجاجات، معتبرًا أن الحضارة في المنطقة حاليًا مريضة، وأن العلماء والمفكرين هم الأطباء لمعالجة هذه الأعراض، ولذلك يأتي المؤتمر كي يقدم حلولاً ناجعة من رحم الشريعة الإسلامية لتجاوز هذه الأعراض. كما ألقى خلال الجلسة الافتتاحية الإمام صالح بن عبدالله بن حميد، مستشار خادم الحرمين الشرفين، كلمة مقتضبة تأسف من خلالها على وجود انتهاكات لحقوق الأقليات عبر العالم، مشيرا إلى أن علماء السعودية دأبوا على استنكار الاعتداءات على غير المسلمين وحرموا ذلك وجرموه، وأن السعودية أنشأت مركزًا للحوار بين الأديان والثقافات، معربًا عن أمله في أن يرسم هذا المؤتمر القدوة للجميع في طرق معالجة المشاكل وإدارة القضايا. إلى ذلك دعا ممثل الأمين العام للأمم المتحدة آدم يونج في كلمته التي القاها نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة بنكي مون للترابط والتعايش بين الشعوب. وأكد على ضرورة معالجة موضوع الأقليات المسلمة في إطار شمولي دون اقصاء لأحد. وقال: إن هناك عنفًا شديدًا يخرب ويدمر ينبغي التصدي له والتعاون لمعالجته (..) متطرفون يستغلون الفرص لمآرب أخرى ولابد من البحث عن حلول للعنف وتوحيد المبادرات والجهود. وأضاف في كلمته: أن منطقة الشرق الأوسط بحاجة لتأطير حقوق المواطنين تجنبًا للعنف والتطرف لافتًا إلى أهمية الحوار بالمنطقة وقال إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يولي الموضوع أهمية قصوى ويشدد على دور رجال الدين في محاربة العنف والتطرف. وأضاف: إن ما يقوم به رجال الدين يشكل الجدار الواقي تجاه العنف والتطرف، يجب علينا أن نرفع أصواتنا في الاتجاه الصحيح، ونؤكد على التعايش وندين كافة أشكال العنف. واقترح وزير الأوقاف بجمهورية مصر العربية الدكتور مختار جمعة على المؤتر اطلاق مبادرة دولية لاستصدار قانون دولي يجرم ازدراء الأديان. وقال جمعة في كلمته: إن ما ينسب للجماعات المتطرفة بعيد كل البعد عن الدين فهذه الجماعات صنعت لأبعاد واهداف سياسية لاعلاقة لها بالدين ونحن في دولنا أول المكتوين من هذه الجماعات. تبع ذلك كلمة لوزير الشؤون الدينية في جمهورية الباكستان يوسف ساردار وكلمة لوزير الشؤون الدينية بالسنغال بابا سيسي واستعرض رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والاوقاف محمد مطر الكعبي في كلمته تجربة الإمارات في إصدار قانون يجرّم التمييز الديني ويمنع المساس والتمييز بين الأفراد على أساس الدين. وينتاول المؤتمر إعلان مراكش حقوق الأقليات الدينية فى الديار الإسلامية، الإطار الشرعي والدعوة إلى المبادرة في يومه الأول جلستين الجلسة الأولى التأطير والتاصيل لقضية الاقليات الدينية في الديار الإسلامية وتتناول الجلسة الثانية المواطنة والآخر في الرؤية الإسلامية يتبع ذلك ورشتا عمل حول الجلستين. يشار إلى أن المؤتمر الذي يعقد بمدينة مراكش على مدى ثلاثة يتنظيم وزارة الاوقاف المغربية بالتعاون مع منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، تحت رعاية العاهل المغربى الملك محمد السادس. المصدر: مراكش - علي مجيد