كشف استطلاع ديلويت السنوي الخامس عن جيل الألفية ضرورة أن تعزز الشركات حس الولاء والانتماء لدى موظفيها من جيل الألفية وإلا فستواجه خطر خسارة نسبة كبيرة من قواها العاملة. يشير استطلاع ديلويت في هذا السياق، والذي شارك فيه نحو 7700 شخص من جيل الألفية من 29 دولة خلال شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول من العام 2015، إلى أن 44% من جيل الألفية يتوقعون أن يتركوا الشركات التي يعملون فيها حالياً خلال العامين المقبلين إذا ما أتيحت لهم الفرصة، كما يتوقع 66% منهم ترك عملهم الحالي بحلول العام 2020. وقد أعرب الأشخاص الذين يفكرون في تغييرات وظيفية على المدى القريب عن مخاوفهم بشأن عدم تنمية مهاراتهم القيادية وشعورهم بأنه يتم إهمالهم في كثير من الأحيان. غير أن مسائل أهم كالتوازن بين الحياة المهنية والحياة الشخصية، والمرونة في العمل، والاختلاف حول قيم العمل تؤثر في آرائهم وسلوكياتهم. إذ إن القيم المهنية والشخصية هي التي تسير على ما يبدو جيل الألفية في جميع مراحل حياتهم المهنية، ويتجلى ذلك بوضوح في أصحاب العمل الذين يختارون، والمهام التي هم على استعداد لقبولها، والقرارات التي يتخذونها مع توليهم أدواراً أكثر أهمية. وفي حين أنهم يستمرون في النظر بإيجابية إلى دور الشركات في المجتمع وقد خففوا من حدة تصوراتهم السلبية بشأن دوافع الشركات وأخلاقياتها بالمقارنة مع الدراسات الاستطلاعية السابقة، لا يزال جيل الألفية يرغب في أن تركّز الشركات أكثر على احتياجات الأشخاص (الموظفين، والعملاء، والمجتمع ككل)، والمنتجات، وأهداف الشركة، وإيلاء أهمية أقل للأرباح. في هذا الإطار، علق عمر الفاهوم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في ديلويت الشرق الأوسط، قائلاً: يولي جيل الألفية أهمية كبرى لأهداف الشركة التي يعملون فيها من الإنجازات المالية التي تحققها الشركة، ملتزمين بذلك بقيمهم وفرص تطورهم على الصعيد المهني. لذلك، يترتب على قادة هذه الشركات أن يبينوا التزامهم بهذه الأولويات، وإلا فسوف تواجه شركاتهم خطر خسارة نسبة كبيرة من القوى العاملة لديها. ولحسن الحظ، قد زود جيل الألفية الشركات بخريطة طريق تمكن أصحاب العمل من معرفة كيفية تلبية احتياجاتهم لضمان رضا الموظفين وتنمية مهاراتهم المهنية. كسب ولاء جيل الألفية يبحث جيل الألفية عن أصحاب عمل يتمتعون بقيم مماثلة لقيمهم، ويرى سبعة من أصل 10 أن المؤسسات التي يعملون لديها تشاركهم قيمهم الشخصية، مما يشكل نقطة إيجابية للشركات التي تهدف إلى استبقاء هؤلاء المهنيين الشباب. كذلك، على الشركات أن تبذل جهودها في التركيز على أهداف أعمالها وهي مسألة أساسية لجذب واستبقاء جيل الألفية الذين يرغبون في العمل لمصلحةمؤسسات تعمل على تحسين مهاراتهم ومداخيلهم وتخلق فرص عمل، وتوفر السلع والخدمات ذات التأثير الإيجابي في حياة الناس. ويعترف جيل الألفية بحاجة الشركات إلى الربح والنمو، غير أنهم يشعرون أن الشركات غالباً ما تصبّ تركيزها لتلبية هذه الأهداف. كما يعتبر جيل الألفية أن الشركات التي تهتم في تعزيز هدفها تتمتع بفرص نجاح أكبر على المدى الطويل في حين أن تلك التي تفتقر إلى هدف معرضة للخطر. ووفقاً لاستطلاع ديلويت، فإن أصحاب العمل الذين سينجحون في استبقاء موظفي جيل الألفية هم أولئك الذين سيقومون بتوفير فرص لتنمية المهارات القيادية لموظفيهم، وتوفير المرشدين لموظفيهم من جيل الألفية، وتشجيع التوازن بين الحياة المهنية والحياة الشخصية، وتوفير المرونة التي تسمح لجيل الألفية بالعمل في إطار يسمح لهم تحقيق أكبر قدر من الإنتاجية، ومنحهم حيزاً أكبر من السيطرة على حياتهم المهنية، وتعزيز الممارسات التي تشجع وتكافئ التواصل المفتوح، والسلوك الأخلاقي، والتكامل. القيم تقليدية وأقل مساومة خلافاً للاعتقاد السائد، كشف استطلاع ديلويت أن لدى جيل الألفية رغبة محدودة في تحقيق الشهرة، أو الوصول إلى مراكز رفيعة اجتماعياً، أو حتى جمع الثروات الكبيرة. عوضاً عن ذلك، كانت أهداف جيل الألفية الشخصية التي عبر عنها تقليدية إلى حد ما، فهم يريدون امتلاك منازل خاصة بهم، ويرغبون في العثور على شريك حياتهم، ويبحثون عن الاستقرار المالي الذي يسمح لهم بادخار ما يكفي من المال لتأمين تقاعد مريح. ويحتل أيضاً الطموح لتقديم مساهمات إيجابية في نجاح الشركات التي يعملون فيها و/أو في العالم مرتبة عالية في الاستطلاع. وعندما طلب منهم ذكر مستوى تأثير عوامل مختلفة في عملية صنع قراراتهم في العمل، احتل قيمي/أخلاقي الشخصية المرتبة الأولى. بالإضافة إلى ذلك، يتميز معظم أفراد جيل الألفية، بمن فيهم الذين يتولون مناصب قيادية عالية، بقدرتهم على الاعتراض والتشبث بقناعتهم عندما يطلب إليهم القيام بشيء يتعارض مع قيمهم الشخصية،ما يشير إلى أن قرارات قادة المستقبل ستكون مرتكزة على القيم الشخصية بقدر ما تكون مرتكزة على تحقيق أهداف الشركات التي يعملون فيها. جيل أكثر استقلالية قال عمر الفاهوم: لقد سعى العديد من المهنيين في الماضي إلى إقامة علاقات طويلة الأمد مع أصحاب العمل من خلال القيام بكافة المهام التي تطلب منهم، إلا أن جيل الألفية أكثر استقلالية وأكثر استعداداً لوضع قيمهم الشخصية قبل أهداف الشركة التي يعملون فيها. وأضاف الفاهوم: هم اليوم يعيدون تعريف النجاح المهني، وكما يقومون بإدارة مهامهم بطريقةاستباقية، مع المحافظة على قيمهم مع تقدمهم المهني، مما سيؤثر بشكل كبير بكيفية إدارة الشركات في المستقبل.